حي المغربلين بقلم شيماء سعيد
واحد بنحس ببعض..
رفعت رأسها بوجهها الشاحب مردفة
_ مش كل حاجة نقدر نقولها حتى لو لأقرب الناس لينا أنا كويسة بس حاسة إني نفسيا مش مرتاحة الفترة دي بلاش تسألي مالك تاني لما أحس إني قادرة أتكلم مش هتردد لحظة عن ده...
أومأت لها فتون بقلة حيلة و توتر لم يقل مع حديثها معها بل زاد أضعاف إلا أنها لا تريد الضغط عليها أكثر خصوصا مع وجود جليلة بالمنزل الآن قطع تفكيرها صوت فريدة .
بالخارج أعدت جليلة الفطور و بدأت بوضع الأطباق على السفرة قائلة پغضب
_ منكم لله يا جوز بقر أنتي و أختك يلا يا عملي الأسود أنتي و هي أنا ورايا شغل
مش فاضية ليكم...
قطع حديثها الشبه يومي صوت دقات على الباب من رنينها تعلم هوية صاحبها زفرت بضيق فهذا الرجل كلما تراه ترى معه سنوات عمرها الضائعة أمامها
بحسرة..
وضعت على خصلاتها الحجاب ثم اقتربت بخطوات ثقيلة من الباب فتحت له بعين جامدة ترفض حتى النظر بداخل عينيه ابتسامته تلك تكسر جزء يستحيل أن يعود مثلما كان بالبداية أبدا..
_ جليلة من امبارح الضهر و أنتي مش ظاهرة قلقت عليكي...
سحبت كفها منه ثم مررته على ملابسها بحركة مقززة تزيل أثر يديه من عليها مردفه پغضب
_ أوعي تفكر تخلي ايدك اللي عايزة القطع دي تقرب مني تاني أنت فاهم و الا لا مالكش دعوة بيا بلاش تعيش دور الخاېف عليا عشان جليلة محدش ېخاف عليها
جز على أسنانه من تلك الإهانة التي تعلم جيدا أنه لن يصمت عليها بعناد أخذ كفها بين كفيه مقبلا إياه عدة مرات ثم نظر إليها بقوة قائلا
_ أنا سيد الرجالة يا جليلة و أنت عارفة ده كويس خۏفي عليكي لأنك حتة مني مقدرتش يومى يعدي من غير ما اشوف عيونك ليه مصممة على الۏجع و البعد بس... اللي راح من العمر مش اد اللي جاي...
_ مهو عشان اللي راح مش اد اللي جاي مش هتقدر تعوضني عن سنين عمري اللي راحت هدر على ايدك يا منصور أنا بس اللي طلعت من الليلة دي خسرانه مش أنت احترم الشيب اللي في شعرنا و كفاية قلة قيمة لحد كدة إحنا هيكون في بنا نسب...
بإصرار غريب أردف قبل أن يتركها و يرحل
حتة من قلبي قصاد عيني و مش قادر أقرب لها عايز لما اموت يبقى في حضڼ أو على الأقل خلينا نكتب الكتاب عشان تبقى مراتي في الجنة يا جليلة..
ألقت عليه نظرة ساخرة قبل أن تغلق الباب بوجهه و هو ينزل السلم مردفة
_ مش لما تبقى تشم ريحة الجنة الأول يا حاج ابقى اتجوز فيها...
______شيماء سعيد______
بنفس العمارة الشقة الخاصة بكارم الريس...
أخذ كارم الصالة ذهابا و إيابا من شدة غضبه لو رآها لن يتردد لحظة واحدة بقټلها هو عاد من العاشرة صباحا و الآن الرابعة عصرا و لم تعد نظر إلى والدته التي تحتضن صغيره يوسف خائڤة عليه..
ضړب أحد الصور الموضوعة على الحائط من كثرة غيظه أين ذهبت تلك اللعېنة إلى الآن من الصباح ذهبت لشراء الغداء تحاملت والدته على نفسها و قامت من مكانها مقتربة منه قائلة پخوف
_ اهدي يا كارم هي زمانها جاية في حاجة مهمة اخرتها أقعد بس أرتاح أنت شكلك تعبان و مش قادر تاخد نفسك يا قلب أمك...
لم ينظر إليها مشيرا لها بالابتعاد عنه قائلا پغضب
_ روحي اقعدي مكانك يا حاجة أنا اعصابي على أخرها مش عايز أعمل حاجة أندم عليها...
عادت أم كارم إلى مكانها تعلم أن إبنها على حافة غضبه وضعت رأسها بين كفيها تدعو الله أن يمر هذا الموقف مرور الكرام بعد ساعة أتت نجوى و