نجاح موسم الحج وأخبار الحجاج المصريين
نجاح الحج.. والنوايا الطيبة !
النجاحات المتوالية التي تحققها المملكة في موسم كل حج؛ تؤكد على صدق النوايا المخلصة لله قبل كل شيء في خدمة ضيوف الرحمن، والسهر على راحتهم، وتوفير احتياجاتهم لأداء نسكهم بيسر وسهولة، وأمن واطمئنان، ثم مع هذه النوايا؛ الأخذ بأسباب التخطيط الاستراتيجي للتعامل مع الفرص والتحديات معاً، وتحقيق وسائل التمكين بدعم ومتابعة القيادة الرشيدة في تنفيذ الخطط، والتكامل بين جميع القطاعات المعنية بشؤون الحج.
الطواقم العسكرية والأمنية والخدمية التي شاركت في موسم الحج؛ استحضرت نية احتساب الأجر والمثوبة من الله وهي تقف على رعاية وخدمة الحجاج، وأدركت أن هذا الاحتساب يتطلب الكثير من الټضحية بالوقت والجهد والعمل المتواصل، وتحمّل ظروف الطقس، والازدحام، وحجم الحشود البشرية التي تتنقل في محيط جغرافي محدود الزمان والمكان، ومع كل ذلك تعمل، وتخلص في عملها، وتؤديه وفق أفضل الممارسات وأعلى معايير الجودة، والسبب هو الدافعية الذاتية المحصنة بنية احتساب الأجر من الله.
المشاهد والقصص التي نقلتها عدسات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خلال موسم الحج؛ أظهرت جانباً إنسانياً رفيعاً للسعوديين في إدارة موسم الحج؛ مدفوعين بنواياهم الطيبة التي لم تفرق بين جنس ولون وعرق ومذهب، وحازوا على شرف الدهر في خدمة أكثر من 1.8 مليون حاج جاءوا من كل فج عميق، وهذه المشاهد عبّر عنها الحجاج أنفسهم بالشكر والثناء على السعودية قيادة وشعباً، وما قامت به من جهود استثنائية لنجاح موسم الحج، وما تحقق فيه من أمن وطمأنينة وسکينة لأداء النسك.
واحدة من تلك القصص الملهمة للسعوديين ما قامت به الطبيبة ليان العنزي التي تلقت خبر ۏفاة والدها -رحمه الله- وهي تؤدي واجبها في الحج، وفضلت البقاء بين ضيوف الرحمن لمعالجة المرضى، والسهر على راحتهم؛ طمعاً في الأجر والمثوبة من الله، وتقديم واجبها الوطني والإنساني رغم فراق أبيها، وأكدت خلال لقائها مع وزير الصحة بأنها تكرّس قيم والدها التي تعلمتها منه؛ ليمتد أثره الطيب حتى بعد ۏفاته، وتبقى ابنته رغم ألمها تخفف من آلام غيرها من المرضى في الحج.
صور أخرى لرجال الأمن الذين واصلوا الليل بالنهار للحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، وأثبتوا أنهم على قدر الثقة والمسؤولية دائماً، كذلك منسوبي الجهات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي الذين أظهروا تفانيهم لخدمة الحجاج، وقدّموا صورة إيجابية عن وطنهم، وتنفيذ توجيهات قيادتهم، وبرهنوا أن أفعال السعوديين تسبق أقوالهم.
نوايا السعوديين الطيبة والمخلصة تكسب دائماً، رغم محاولات من يشكك أو يزايد أو يقلل من جهودهم؛ فالواقع يشهد لهم أنهم قدّموا موسماً ناجحاً في الحج بكل المقاييس، وتركوا لهم أثراً نراه حياً في وجوه ضيوف الرحمن وهم يدعون الله بأن يحفظ المملكة وقيادتها وشعبها، وأن يجزيهم خيراً على ما يقدمونه من رعاية واهتمام بهم، وهذه الغاية التي تسمو في نفوس السعوديين وهم يرجون ما عند الله من الأجر والمثوبة.