السبت 23 نوفمبر 2024

ميراث الندم بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 11 من 207 صفحات

موقع أيام نيوز

صبر
وايه لزوم جعدتي جمبك المسلسل شغال وجرب يخلص.
شددت عليه أكثر مرددة بتصميم وإلحاح
دجيجة بس ومش هأخرك هو طلب صغير..
زفر بضيق وسأم لهذه المماطلة المتعمدة وقد تأكد صدق ظنه منها ثم وضع يده في جيب جلبابه يخرج الحافظة ليسألها مباشرة
عايزة كام
ترددت قليلا قبل أن تفاجئه بطلبها
عايزة غسالة أطباج
توقفت يداه ونظر إليها مضيقا عيناه يسألها باستفسار
أطباج ايه مش انتي عندك غسالتين للهدوم واحد عادي والتانية توامتيك
دفعته فجأة ليجلس بجوارها تخاطبه بلهجة مقنعة
يا حبيبي افهمني فيه فرج بين غسالة الهدوم والتانية بتاعة الحلل والمواعين مرتك ضهرها انكسر في غسيلهم طول اليوم وانت مش عايز تجيبلي خدامة.
قالت الأخيرة بلهجة منكسرة لم توثر به بل زادت

من حنقه ليظل متطلعا لها بغيظ مكبوت قبل أن يرد من كازا على أسنانه
خبر ايه هو انت فاكرة جوزك شغال دكتور ولا مستشار عايزة خدامة وجوزك ملاحظ في مصنع يا بنت منشاوي التنح دا انا مش جادر على مصاريفك ولا مصاريف عيالك هكفيكي كمان خدامة ادفعلها مرتب شهري
عبس وجهها لتردف بلهجة منكسرة يملؤها اللوم
دي مجرد أمنية يا فايز لكن انا مش طالبة منك غير غسالة الأطباق عشان تغنيني عنها عايزة مساعدة يدي معدتش متحملة شغل البيت زي الأول انا تعبت حرام الاجي مساعدة
رد فايز وهو يتفتت غيظا وقد فهم لعبتها
وعشان كدة بتخيرني بين اني اجيب خدامة او اشتري الغسالة اللي بتجولي عليها صح ولا لا يا شربات
أطرقت برأسها صامتة تنتظر رده وهي توقن داخلها بموافقته حتى لو اضطر للإستدانة كالمرات السابقة من 
صدقي أبو سليم الذي دائما ما يعطيه بغير حساب أملا في شراء المنزل ولكن وقبل أن يخرج رده تفاجأ الإثنان بصوت ابنهم وهو يطرق بيده على باب الغرفة قبل ان يقتحمها مرددا
أبوي جدي عبد المعطي باعتلك وعايزك تروحلوا حالا دلوكت.
استقام واقفا يتمتم لزوجته بتساؤل
ودا ايه اللي فكره بيا عايزني في ايه
وبداخل المنزل الكبير
في شقته في الطابق الثاني خرج حجازي من غرفته بالجلباب الصوفي بعد أن استدعاه جده للمندرة لحضور اجتماع هام بها يحضره جمع كبير من كبار العائلة خاطبته والدته تسأله
متعرفش جدك عايزك في ايه ولا الإجتماع اللي عامله بالمندرة دا إيه سببه
نفى لها برأسه قائلا
علمي علمك والله ياما دي حتى جدتي لما سألتها جالتلي معرفاش.
ضحكت سليمة حتى ظهرت غمازتي وجنتيها وعقبت على قوله بمرح
بجى سکينة متعرفش! دا جدك ما يعرف يخبي عنها سر واصل بس معلش برضوا احنا منلومش عليها يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبجى ببلاش.
اومأ لها بابتسامة وهو يعدل من الشال الذي يلف به على كتفيه فتابعت قاطبة بتفكير
بس انا برضك مستغربة مجية عمتك هويدا النهاردة مخصوص معجول يكون صدفة جلبي حاسس ان الاتنين مخططين لحاجة!
تحركت قدميه ليردف على عجالة
واحنا هنتعب نفسنا في التفكير والتخمين ليه ما كل حاجة هتظهر بعد شوية ان شاء الله بس ادعي الموضوع ده يخلص بدري عايز اللحج اروح اجيب نادية من بيت اخوها.
عقبت سليمة في اثره بعد مغادرته ضاحكة
اصل هي هتستناك دي زمانها على كدة جاية في السكة.
وفي الأسفل
ولج فايز إلى منزل العائلة على عجالة ليرى سبب استدعاء أبيه إليه سأل والدته عن السبب وأنكرت معرفتها كالعادة ثم دلف لداخل المندرة ليتفاجأ بهذا التجمع لكبار العائلة وشقيقته بجوار أبيها بمجلس الرجال!
السلام عليكم.
ألقى بالتحية فررددها خلفه الجميع وخطا ليتقدم نحو شقيقته المتزوجة ببلدة بعيدة عن هنا فلا تأتي سوى في المناسبات أو الضرورة القصوى بعدد مرات قليلة في السنة.
اقترب منها مرحبا بكلمات مقتضبة قبل أن يسألها مندهشا
هويدا! ازيك يا بت ابوي وايه مجعدك هنا وسط الرجالة
أجابته بابتسامة واثقة
وايه الضرر يا فايز كل اللي في المندرة أعمامي واولاد عمامي دا غير ان ولدي مجاهد جاعد وسطيهم مشتفتوش وانت داخل
نظر نحو الجهة التي تشير إليها شقيقته ليرى ابنها 
وسط جمع الرجال مندمج في الحديث معهم بالإضافة لابن شقيقته الأخرى نعيمة والتي تسكن في مدينة ساحلية بعيدة عن هنا بمسافات طويلة قطب يطالعهما ويطالع عدد الرجال الكبار من عائلته وشيء ما بداخله يخبره ان خلف هذا الإجتماع شيء خطېر ليس هام وفقط
تدخل عبد المعطي يجفله بالحديث ليزيد من ارتيابه
أنا اللي بعتلها وشرطت عليها تجعد
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 207 صفحات