رواية للكاتبة هاجر علي
انت في الصفحة 1 من 58 صفحات
الفصل الأول
في أحد العمارات الراقية ذات الطراز الكلاسيكي التي تتكون من ثلاث طوابق وسكن بها طابقين فقط نتجة قليلا إلي منزل بسيط يتسم بالبساطة والرقي .. وبالتحديد في إحدي الغرف والتي تشبه غرفة الأميرات بتصاميمها الرائعة وتلك الألواح التي تقبع علي الحائط لتزيدها جمالا .. فهذا يدل علي جمال صاحبتها والتي بالفعل تشبه الأميرات بشعرها الطويل الذي أسفل ظهرها وتلك العينان الزرقاويتين ما إن تنظر بهما تسرح في بحرهما ..
نجدها نائمة وشعرها منفرد حولها إلي أن صدح صوت منبها معلنا موعد إستيقاظها .. فقامت بفتح أعينها وإعتدلت وأخذت تفرق بهما بكسل لتنظر جانبها وأمسكت بذلك المنبه لكي تغلقة .. ثم قامت من مجلسها لعمل روتينها اليومي .. إتجهت للخارج لتري جدتها جالسه علي الأريكة وتقرأ في كتاب الله العزيز ..
الجدة رقية وهي تبتسم لها بحب لتغلق كتاب الله بعد أن صدقت فيه لتجيبها .... عادي يا حبيبتي أنا عرفت أقوم لوحدي وسندت علي العكاز وماجراليش أي حاجه الحمدلله
سهر وهي تهدأ من نفسها .... الحمدلله طب قوليلي إنت إيه إللي مصحيكي بدري كده
الجدة رقية .... قلقت فجأة وقولت هطلع هقعد بره أحسن وأقرأ قرآن
سهر بتفكير .... طب إيه رأيك إنهاردة نقعد نعمل كروشية وتريكوه مع بعض
الجدة بإبتسامة .... موافقه طبعا أي حاجه أنا معاااكي فيها
لكنها تذكرت شئ قائلة .... تيتاا نسيت حاجه
الجدة بقلق .... إيه يا بنتي نسيتي إيه !
إقتربت منها وقبلتها في وچنتيها بمرح .... نسيت أصبح عليكي وأديكي دي صباح الخير علي أحلي تيتا في الدنيا
الجدة بضحكه جانببة .... ېخرب عقلك يا سهر خضتيني والله إفتكرت في حاجه مهمه
سهر .... طبعا دي حاجه مهمه مكنتيش عايزاني أصبح عليكي زي كل يوم ولا إية
الجدة.... لا هو أنا أقدر ما أقدرش أستغني علي صباحك أبدا
سهر بإبتسامة.... أنا بقي أقوم أحضر الفطار عشان شكلك جعان وكمان عشان تاخدي علاجك
سهر بإعتراض .... لا إزاي بقي إنت لازم تاكلي عشان علاجك ياتيتا مش هينفع كده
تنهدت الجدة .... يا بنت ما بقتش فارقه كله رايح كلنا رايحين للي خلقنا
سهر وقد أدمعت أعينها علي أثر حديث جدتها ..... لا يا تيتاااا إوعي تقولي كده تاني ده إنت إللي بقيالي بعد ۏفاة ماما وبابا وأنا ماليش حد غيرك إنت إللي فاهماني .. إنت عارفه عمي بيعاملني إزاي إزاي بقي عايزه تسيبيني وتمشي عشان أبقي لوحدي
كانت تسمع حديثها وهي تنظر لها بحزن أخذتها من يديها وأجلستها بجانبها وهي تقول .... الله يرحمهم يا حبيبتي أنا عارفة عمك وإللي بيعمله بس إن شاء الله ربنا يهديه .. بس ما نقدرش يا حبيبتي نعترض علي قضاء ربنا هي دي الدنيا إحنا ضيوف عليها بس وبعدها نروح للي خلقنا مش هنفضل قاعدين فيها طول عمرنا .. أنا بس عايزاكي يا بنت تاخدي بالك من نفسك وتحفظي علي نفسك وتبقي قوية وتعرفي تاخدي حقك علي طول وماتخافيش من حد .. وإشتغلي عشان يبقي ليكي كيانك ومستقبلك وأنا ربنا مطول في عمري عشانك وإن شاء الله هشوفك مع إبن الحلال إللي يريحك ويهنيكي قبل ما أموت وأطمن عليكي
سهر وهي تدلف داخل أحضانها .... مش هعرف يا تيتا مش هعرف إوعديني تفضلي معايا ومش تسيبيني إوعديني
ربتت الجدة علي ظهرها بحنان لكي تهدأها .... خلاص يا حبيتي إهدي بس ما ينفعش أوعدك وكمان بقي تعالي هنااا قولتيلي هتجهزيلي الفطار وإنت ما جهزتيش حاجه وأنا جعانة
قالت أخر جملة بمرح لتزيل هذا الجو المشحون فإبتعدت سهر عن جدتها سريعا لتقول.... يا خبر ده أنا نسيت خاالص معلش أنا أسفة
إبتسمت الجدة
.... يا بت عادي يلا إمسحب دموعك وزي ماقولتلك مش عايزه هشوفها تاني وروحي حضري الفطار يلا
قامت سهر بمسح أعينها .... حاااضر عشر دقايق بالظبط والفطار يكون جاهز
لتركض داخل المطبخ بينما الجدة تنهدت وأخذت تدعي لها أن ييسر لها حياتها .. دلفت سهر لداخل المطبخ وقامت بتجهيز الفطار وعقلها شارد في شئ وبه الكثير من التساؤلات .. فحادثت نفسها .... يا تري الحياة مخبيالك إيه تاني يا سهر خييييير إن شاء الله
......................................................
في أحد القصور التي تتسم بالفخامة والرقي وبتصاميمها الرائع الذي يخطف الأنفاس ولما لا فهو ملك لعائلة عز الدين .. تحديدا في إحدي الغرف الواسعة وتصاميمها الهادئ الذي يطابق شخصية القابع