الخميس 28 نوفمبر 2024

لاجئة في اسطنبول

انت في الصفحة 11 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

اذا الله راد و تسهلت اموري هنيك ماراح أنساكي راح ابعثلك انت الوحيده البقيانه من اهلي 
الله يحفظك يا بنتي و سامحيني انا بعرف انك مانك لاقيه راحتك و بنتي و جوزها هون 
صوت السيده التي تتشاركها الغرفه و هي تناديها أخرجها من شرودها اختي لين وينه اخوكي الدنيا عتمت و الجو برد كتير روحي جيبيه و انا راح شوف شو في عشاء 
اومات لها بايجاب ثم شدت الغطاء الاسود
باحكام على وجهها و خرجت من الخيمه بروح خاويه تبحث عن أخيها الصغير الذي كان يلعب مع بعض الأطفال أمام الخيام المنتشره هنا و هناكجذبته سريعا من يديه و دلفت الخيمه مره اخرى وجدتها مضائه بقنديل كبير معلق في السقف 
اختي كيف بقدر احصل على غطاء تاني و الله امبارح جمدنا انا و اوس 
المسؤولين هون كل فتره بيوزعوا غطاء و فراشي على الخيام بس لما بتروحي لعندهم بيظلوا يماطلوا راح يقولولك قدمي طلب و بعدين بتبقى تستنى و ماراح يعطوكي شي الا اذا هن بهدهم لان في اوقات معينه بيوزعوا فيها الاكل و الا غطيه و الفراش اساليني انا صارلي 8 شهورعلقانه هون 
طيب شو الحل راح ڼموت هيك 
في خيمه كبيره موجوده اطرف المخيم لما تشوفيها راح تعرفيها روحي و قابلي المسؤول هنيك بلكي بيحن قلبه و يعطيكي شي تدبري حالك فيه 
طيب انا من بكره الصبح راح روح لعنده 
طيب حبيبتي لاتنسى تحطي الغطاء على راسك و الله خاېفه عليك و انت ماشاءالله كتير حلوه و العالم خطړ هو الله يسترنا يا رب 
حاضر يا اختي ماراح انسى 
طيب تعي كليلك لقمه و الله انا من يوم ما اجيتي ماشفتك عم تاكلي 
كثر خير و الله انا لولاكي ماكنت راح اعرف اتصرف 
تمددت على الفراش البالي تحتضن أخيها الصغير بقوه تفكر ماذا ستفعل كيف ستعيش هنا خيمه بلاستيكه لا تحميهم من برد الشتاء و امطاره و ثلوجه البارحه استيقظت على انين احد الطفلين يعاني الحمى السيده وداد التي تتشاركها الخيمه حكت لها كثيرا عن عده أطفال ماتوا هنا بعده أمراض كالحمى بسبب بروده الطقس 
اغمضت عينيها بتعب تتمنى في غد افضل 
في الصباح ذهبت إلى خيمه احد المسؤلين على المخيم وبعد طول انتظار لم تعد سوى بوعود و بضعه كلمات 
الفصل الاول
حرب
في إحدى أرياف مدينه حلب السوريه و تحديدا
في غرفه مظلمه كئيبه تجلس فتاه ذات جمال خيالي كأنها اميره هاربه من إحدى القصص الخياليه تحتضن ركبتيها كعادتها منذ اكثر من سته أشهر عينيها الخضراوان الجميلتان انطفأ بريقهما لتحل محله دموع الحزن و القهر على عائلتها التي فقدتها بسبب الحړب لم يتبقى لها سوى اخاها الصغير اوس 
هو الوحيد الذي يستطيع أن ينسيها ألم فراق امها و ابيها و منزلها الذي تحول إلى ركام 
تتذكر ذلك اليوم المشؤوم جيدا عندما أرسلتها امها لقضاء بعض الحاجيات من الدكان القريب رفقه أخيها الصغير الذي لم يتعدى عمره الخمس سنوات 
صوت طائرات قادمه شق سكون الحي الهادئ الذي كانت تسكنه بدون تردد أمسكت يد أخيها الصغير و هرولت عائده الى دكان العم فؤاد الرجل العجوز 
الطيب الذي رفع يديه إلى السماء داعيا بالڤرج و النجاه 
تتذكر جيدا كيف تدمرت بعض البيوت و تحول المكان إلى خړاب الصړاخ و البكاء عما المكان 
مازلت صور منزلها المدمر في ذاكرتها لم تستطع تحمل خير وفاه والديها حتى اغمي عليها و لم تستيقظ الا بعد اسبوع كامل 
كم كانت تتمنى ان تستيقظ و تجد نفسها في منزلها وسط عائلتها كم اشتاقت إلى الركض في حقول القمح المجاوره مع أخيها الصغير كم افتقدت دلال والديها و حضنهما الدافئ 
مسحت دموعها بكفيها عندما لمحت اوس يطل براسه من باب الغرفه التقفته بين يديها و اجلسته على ساقيها تضمه اليها بشده وټشتم رائحته 
كم هي ممتنه لجارتها الارمله ام إحسان لأنها استقبلتها في بيتها كل هذه المده و عاملتها بكل حب و موده و لكن الى متى ستستمر حياتها هكذا

10  11 

انت في الصفحة 11 من 11 صفحات