أوتار القلب أوس بقلم منال سالم
في الطابق السفلي. أخرج مفتاح سيارته من جيبه وركض بين السيارات باحثا عن خاصته ولتوتره الشديد شل تفكيره ونسي مؤقتا أين صفها توقف لثانية في مكانه يجوب بعينين مرتاعتين المركبات المتشابهة وأنفاسه المهتاجة تعتصر رئتيه. لمح الحراسة تركض نحوه فتخلى عن فكرة اللجوء لسيارته من أجل الفرار عاد ليركض بأقصى ما يستطيع وقد اسټنزفت قواه وثقلت حركة ساقيه لضخامة جسده ولعدم ممارسته للرياضة. بحث عن مهرب عن مخرج للطوارئ فوجد أحدهم على يساره ظن أنه سينجو ببدنه من ذاك الذي يخشاه وقبل أن يدرك الباب المعدني طاله أحد أفراد الحراسة ممن كان الأسرع في العدو مد قدمه ليعرقله فتعثر الرجل وانكب على وجهه استدار الرجل كالملسوع وقد أدرك عن ظهر قلب أنها نهايته مع اقتراب طيف أكثر من يهابه ......................................... !!
كلمات ظن أنها المنجية لكنها فتحت عليه بابا من الچحيم تكفل فردين من أفراد الحراسة بتقييد حركة الرجل ليعجز عن الهروب وما عليه إلا مواجهة مصيره المحتوم. تم سحبه نحو إحدى الزوايا شبه المعتمة وإلصاق ظهره بعمود سميك يتوارى من يتواجد أمامه عن الأنظار وعدسات الكاميرات وقف أوس قبالته ونظراته الڼارية مركزة عليه فقط ينظر إليه بشكل ضاعف من حالة الهلع المسيطرة عليه. حاول عدي التقدم وتجاوز رفيقه إلا أن ذراعه كان كافيا لإيقافه في مكانه رغما عنه اضطر أن ينصاع لأمره غير المنطوق ليتمتم من بين أسنانه المضغوطة
رد أوس بهدوء مخيف
أنا هتعامل
هتف الرجل مجددا يتوسله
أنا معملتش حاجة يا باشا والله ما عملت!
بثبات انفعالي عجيب يناقض طبيعة الموقف التي تتطلب عدائية مبررة تحرك أوس خطوتين ليقلص المسافات مع عدوه نظر في عينيه مباشرة وهو يتوعده
هتندم على اليوم اللي فكرت تقرب فيه من عيلة الجندي
بدا صوته أكثر قتامة عندما أكمل
ارتجف الرجل وشخصت أبصاره عقب جملته المروعة للأبدان خرج صوته متلعثما وراجيا
ارحمني يا باشا .. أنا .. آآآآه
صړخة مټألمة بترت رجائه غير المجدي حينما تلقى لكمة عڼيفة فتكت بفكه السفلي وكادت تخلعه تبعتها تأويهة موجوعة من تسديدة عڼيفة أسفل معدته في موضع خطېر ضاعف من إحساس الألم وشراسته عجز الرجل حتى عن التكوم على نفسه أحكمت القبضات القوية الإمساك به فأصبح ككيس الملاكمة يتلقى الضربات التمهيدية قبل تعذيبه على طريقة أوس الجندي. مرر الأخير نظراته المھددة على وجهي فردي الأمن يأمرهما
صړخ الرجل بهيسترية مقاوما سحبه
لا يا باشا ارحمني أبوس إيديك أنا مقربتش منها!!
وكأنه يحادث الفراغ لم يجد لتوسلاته الشديدة أي صدى تم جره قسرا لسيارة أفراد الحراسة ودفعه لداخلها لتنطلق بعد دقيقة إلى الخارج. بقي عدي متسمرا في مكانه يراقب المشهد بعينين مغلولتين استدار نحو رفيقه ېعنفه بأعصاب منفلتة
أجابه ببرود
ليك دورك بس مش هنا.
صاح محتجا بصوته الغاضب
اللي زيه لازم يتعلقوا لحد ما يقول حقي برقبتي وحق مراتي مش هاسيبه هاعذبه لحد ما يعترف على الكلب اللي وراه
رد مؤكدا بصوت مخيف
هيحصل إنت ناسي إن دي كانت طريقتنا!!
ثم صمت للحظة ليستأنف بعدها قائلا بمراوغة محسوسة
وبعدين واحدة زي رغد محتاجة نمشي معها في طريقين واحد قانوني والتاني.. إنت فاهم بقى!
عكست قسمات وجه عدي غضبه المحموم واضطر مرغما أن يضبط انفعالاته. الټفت أوس نحو فرد أمن آخر يملي عليه أوامره
إنت! اسبقني على ال security room !
رد دون نقاش
تمام يا فندم
سأله عدي باستغراب
وإنت عاوز تروح هناك ليه
أجابه بنبرة ذات مغزى
عشان الكاميرات إنت مش واخد بالك ولا إيه
تلفت عدي حوله بتوتر ليجد عدسات الكاميرات الالكترونية موضوعة في أكثر من زاوية لتلتقط ما يدور بالأسفل وتسجله فهم ما يرمي إليه وادعى الهدوء. سار الاثنان بعدها بخطوات شبه سريعة يتبعهم من تبقى من أفراد الأمن في اتجاه حجرة المراقبة الأمنية الموجودة بمركز التسوق الشهير ليفرغا شرائط المراقبة ويمسحا ما قد يدينهما بأي شكل.
...............................................................
بيد مرتعشة أمسكت بكوب الماء الذي أحضرته لها مدبرة المنزل وضعته على فمها لترتشف منه القليل وبمساعدة حانية من تقى كي لا يسقط من بين أناملها حاولت ليان السيطرة على الرجفة التي انتابت جسدها لكن لا جدوى فمنذ أن أبصرت ذاك الرجل وهي في حالة أقل ما يوصف عنها بأنها على وشك الاڼهيار هدأت زوجة أخيها من روعها قائلة
مټخافيش يا ليان أوس هيعرف يتصرف معاه
ردت عليها متسائلة بصوتها المهزوز وسيل الذكريات المؤلم يتدفق إلى عقلها
اشمعنى أنا ليه كان عاوز ينتقم مني أنا