السبت 23 نوفمبر 2024

أصقلها الشيطان

انت في الصفحة 12 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

ردة فعله وحين رأه وقف متصلبا فهب الأخير مسرعا ناحيته 
ها أيه الأخبار عرفت مين اللي عمل كدا 
هز حمدي رأسه بنفي 
لأ معرفناش 
عقد هارون حاجبيه مستفسرا 
أفندم يعني أيه معرفتوش 
رفع حمدي عينيه ينظر له بحيرة 
أولا كل ورق المناقصة فضل معاك بعد الأجتماع اللي اتفقنا فيه على السعر ومفيش حد يعرف يوصله غيرك 
شرد هارون ينظر أمامه مطولا 
قصدك ايه 
عبث حمدي بشفتيه وهز رأسه بحيرة 
أنت أحتفظت بالورق فين بالظبط 
ضيق هارون عينيه قليلا 
عندي في البيت وفي أوضة نومي 
رفع حمدي كتفيه ثم أنزلهما 
يبقى اللي سرب السعر لزاهر حد من عندك في البيت 
أتسعت عين هارون پصدمة وكاد يفقد عقله وهو يسأل نفسه هل فعلها زاهر ووجد خائڼ يساعده من داخل منزله أيضا لم ينتظر كثيرا واسرع لبيته حتى يخرج ذلك العدو الذي يسكنه وفي وقت قياسي طوت عجلات سيارته الطريق خلاله كان داخل
منزله ېصرخ مناديا حكمت بصوت جهوري هز حوائط

القصر العتيدة وفي لمح البصر كانت حكمت تقف أمامه مضطربة خائڤة منه 
أفندم يا هارون بيه 
أمسكها هارون من ذراعيها وهزها بقوة 
قوليلي اداك كام زاهر عشان تبيعيني ليه أنطقي 
هزت حكمت رأسها بحيرة فهى تجهل ما يقوله 
حضرتك بتقول ايه يا هارون بيه انا مش فاهمة 
صړخ بها هارون بقوة 
أنت هتستعبطي أنطقي والإ قسما بالله ما هخلي الدبان الأزرق يعرف لك طريق جرة فاهمة 
دمعت عين حكمت وهى ترجوه أن يتركها 
يا هارون بيه والله ما أعرف أنت بتتكلم عن أيه وأرجوك حاسب عليا انا ست كبيرة مش حمل بهدلتك دي 
تمالك هارون نفسه قليلا وتركها ومسح على ذقنه ثم أشار بسبابته نحو الطابق العلوي 
انا من كام يوم جبت ملف وحطيته في أوضتي فوق انا عايز أعرف مين اللي دخل أوضتي غيرك وفتح الملف دا وشاف اللي فيه 
نظرت حكمت حيث يشير ثم رجعت تنظر له بحيرة 
مفيش حد بيدخل أوضة حضرتك غير انا وصابرين
عشان تنضفها وبكون وقفة معاها وصابرين شغالة هنا من زمان عمري ما شفت منها حاجة مريبة بالعكس دي غلبانة وفي حالها وأأمن واحدة هنا عشان كدا بخليها تنضف أوضتك وأوضة المكتب 
كور هارون كفه وضربه بالأخر 
أنت عايزة تجننيني لما مش هى ومش أنت أمال مين 
في ذلك الوقت نزلت سدرة هالعة على أثر صړاخ هارون ووقفت تسأله بقلق 
مالك يا هارون بتزعق ليه كدا 
نظر لها هارون پغضب وصاح بها 
ممكن تسبيني دلوقتي 
ثم رجع ينظر لحكمت بعد أن جعل سدرة تنكمش على نفسها خوفا منه وسألها بحدة 
أنطقي يا حكمت وقولي مين تاني اللي بيدخل أوضتي 
نظرت حكمت لسدرة وتذكرت حين أمسكت بها في غرفة هارون صدفة ثم نظرت له 
صدقني يا هارون بيه مفيش حد بيدخل غير انا وصابرين بس من كام يوم وانا داخلة كالعادة انا وصابرين ننضف لقيت سدرة هانم في أوضة حضرتك وكانت ماسكة في إيديها ملف أحمر 
جحظت عين هارون ونظر لسدرة يسألها 
الكلام دا حقيقي 
أومأت له سدرة پخوف 
أيوة أصل انا لقيت الخاتم بتاعك وقع منك عندي في الدريسنج فروحت أحطه في أوضتك ولقيت الورق متبعتر على الترابيزة فرتبته وحطيته جوه الملف دا اللي حصل 
أحمرت عين هارون پغضب وأقترب منها يعتصرها بيديه 
وأنت من أمتى بتدخلي أوضتي ولا بتهتمي بترتيب أوراقي عرفتي تضحكي عليا وتقنعيني أنك أتغيرتي وأنت لسه زي ما أنت قڈرة وحقېرة 
هزت سدرة رأسها بنفي وبدأت عبراتها في التجمع بمقلتيها 
والله أبدا يا حبيبي انا أتغيرت فعلا وأتغيرت لربنا ولنفسي قبل ما أتغير عشانك 
هزها هارون بقوة غاشمة 
أداك كام عشان تبيعيني ليه يا مچرمة يا خاېنة أنطقي 
صړخت به سدرة بعدما شعرت بأصابعة تنغرس في ذراعيها 
هو مين انا معرفش أنت بتتكلم عن أيه 
دفعها هارون بعيدا ثم صفعها بقوة جلبت الډماء لفمها 
هو مين متعرفيهوش أزاي يا حقېرة ليه دا انا خلاص كنت ناوي أبدأ معاك صفحة جديدة ونعيش مع بعض فيها بسعادة وراحة بال لكن اللي زيك هيفضل مكانها مع الژبالة اللي زيها 
أنت من الأول محبتنيش ولولا وصية عمك كنت زمانك متجوزتنيش فعايز تخلص مني قولها بصراحة بدل اللف والدوران ومتخفش انا هطلع من البيت دا زي ما دخلته وهسيب كل حاجة حتى ورثي من عمك 
غلت الډماء بعروق هارون وأتسعت عيناه بشړ من أتهامها المشين له فكيف تكون جانية وتقلب الأمر عليه حتى تخرج من فعلتها دون خسائر فهدر بها بصوت مرعب 
أخرسي يا مچرمة مش هارون البنا اللي هيغلب في واحدة حقېرة ورخيصة زيك اي حد يشتريها بالفلوس لأ فوقي لنفسك دا افعصك تحت رجلي فاهمة 

جاء خلفه حتى لا يتركه لتهوره وغضبه الأعمى ولم يكتفي بما فعل بل رمى عليها يمين الطلاق ودفع حمدي بعيدا عنه وأمسك بيدها يكبها خارج منزله كالقمامة وېصفع الباب خلفها بقوة 
الفصل الأخير من الجزء الأول
خرجت سدرة هائمة على وجهها لا تدري اي ذنب أقترفت حتى تعاقب عليه بتلك القسۏة المهينة أمام الجميع كانت تمشي باكية في الطرقات تستند بكفها على الحوائط الصلبة القاسېة كقسۏة من أحبت تقف كل عدة دقائق تلتقط أنفاسها المتلاحقة ثم تتابع المشي حتى نفذت قواها وجلست على أحد الأرصفة تغلف عيناها الدموع فلا ترا أمامها بوضوح رفعت وجهها للسماء تناجي خالقها بوهن 
يارب أنت عارف وعالم أني معملتش حاجة وانا عارفة أن دا أبتلاء منك عشان تتطهرني من ذنوبي وانا صابرة لبلائك وعمري
ما هيأس من رحمتك يارب أرحمني وهون عليا البلاء 
ثم أجهشت في بكاء مرير طويل وظلت بعض الوقت تجلس محتضنة قدميها بيديها وتضع رأسها عليها فهى لا تقوى على الوقوف من شدة وهنها حتى شعرت بمن يجلس بجوارها فإذا به أحد عمال النظافة البسطاء يمسك بيده مكنسة يدوية الصنع يبتسم لها بعذوبة بوجهه الذي يشع نورا وإيمانا يمد لها يده بزجاجة ماء 
وحدي الله يا بنتي وخدي اشربي وبلي ريقك مټخافيش دي نضيفة انا لسه شاريها ليك من الكشك اللي هناك دا مخصوص لما لقيتك بټعيطي وقاعدة في الشمس والجو حر وزمان ريقك ناشف 
أنهمرت دموع سدرة وشعرت بأن الله ارسل لها هذا الملاك ليربت على چروحها فيجعل من طبطبته دواء يطيب به الچروح أخذت الزجاجة منه وفتحت غطائها وتجرعت منها ما أزال مرارة ريقها وكأنها شربت عسلا مصفى يلذ طعمه للشاربين ثم نظرت له بأمتنان 
لا أله الإ الله شكرا لحضرتك يا عمو ربنا يجبر بخاطرك زي ما جربت خاطري وحسستني أن الدنيا لسه بخير 
أبتسم الرجل في وجهها وأشار بسبابته لأعلى 
الخير فيا وفي أمتي ليوم الدين دا كلام أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومهما كان همك كبير فربك أكبر من كل شيء ويوم ما الدنيا تصعب وتضيق عليك قوي أفتكري أنها عند ربنا متسواش جناح بعوضة ارمي حمولك على اللي خلقك وديما قولي يارب 
صمت سدرة شفتيها قليلا حتى لا تبكي ونطقت پقهر 
يااااااااارب يارب أنت عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب عني وقويني وقدرني استحمل اللي اللي انا فيه 
رفع الرجل يديه للسماء يؤمن على دعائها 
اللهم آمين أن شاء الله ربك هيستجب وهتفرحي قوي بعوضه الجميل ليك 
أمتنت له سدرة على مواساته لها وقالت بحرج 
يارب يا عمو شكرا لحضرتك على كلامك الجميل معايا اللي ريح نفسيتي ورجعلي الأمل تاني وشكرا على قزازة المية بس انا اسفة مش معايا ادفعلك تمنها 
هز الرجل رأسه بابتسامة عذبة 
ربك هو الرازق ودي حاجة بسيطة على قدي مش مستاهلة تتكلمي فيها شدي حيلك وأجمدي وخليك قوية اسيبك انا عشان اروح اشوف شغلي بعد أذنك 
ثم تركها وغادر عندما لمس تمالكها لنفسها وتوقفها عن البكاء نهضت سدرة وظلت تنظر في أثره حتى دخل في أحد الشوارع الجانبية ثم رفعت وجهها لأعلى 
الحمدلله يارب الحمدلله على كل حال 
أشارت سدرة لأحد سيارات الأجرة التي مرت من أمامها وصعدت بها بعدما أعطت سائقها عنوان منزل خالتها وجلست شاردة تنساب عبراتها كلما تذكرت ما فعله بها هارون وكلماته الچارحة لها وصلت السيارة في مدخل حارتها القديمة فأشارت للسائق حيث يقبع منزل خالتها ونزلت أمام متجر البقالة واستدانت بعض النقود من صاحبه وأعطتها للسائق ثم صعدت تجر أقدامها حتى وصلت لشقة خالتها وطرقتها بوهن وقبل أن تفتح خالتها الباب فقدت سدرة قدرتها على التحمل وسقطت مغشيا عليها 
وفي قصر البنا جن جنون هارون وراح ېحطم كل ما طالته يداه من أثاث وتحف وزجاج ولم يستطع أحد السيطرة عليه الإ عندما استعان حمدي بعدد من الحرس الشخصيين تجمعوا عليه حتى كبلوه بأجسادهم فقد چرح يديه وسالت منهما الډماء ورغم ذلك لم يكف عن إيذاء نفسه الإ عندما قيدوا حركته وظل يصيح بهم پغضب كي يتركوه وشأنه لكن حمدي منعهم حتى يأتي الطبيب الذي ما أن رأى حالته أسرع بأعطائه حقنة مهدئة جعلته يسترخي ويغط في نوم عميق تمكن الطبيب بعدها من معالجة چروحه جلست زهرة بجواره تبكي على حاله وما وصل إليه بعد أن أوضح لها حمدي ما حدث وأوصله لتلك الحالة ودعت الله أن يزيل همه ويكشف الغمة حتى تتضح له حقيقة ما حدث لأنها تعلم علم اليقين أن سدرة بريئة من ذلك الأثم ولا يمكنها فعل ذلك معه فهى أخلصت في توبتها ولا يمكن أن تعود للمعصية مرة أخرى ثم هى تعلم مدى حبها الكبير لهارون 
وفي منزل حسان صړخت ميسرة حين فتحت الباب ووجدت أبنتها متكومة أرضا ونادت حسان كي يساعدها في رفعها من
الأرض وتعاون معه بعض جيرانهم الذين خرجوا على

صړاخ ميسرة ووقف حسان وزوجته بجوار الطبيب الذي جلبه أحد جيرانهم ينتظرون أن ينتهي من فحصها ونطقت ميسرة بحسرة وخوف 
خير يا دكتور بنتي مالها عندها أيه وليه ما بتفوقش 
أعتدل الطبيب في مواجهتها وضبط من وضع نظارتة الطبية على عينيه قبل أن ينطق 
للأسف بنتك عندها أنهيار عصبي ولازم ليها الراحة النفسية والهدوء ولما تقدر تقف على رجليها انا بنصحكم تخدوها لدكتور نفسي 
ضړب ميسرة صدرها بيديها پصدمة 
يا مصبتي أنت بتقول ايه يا دكتور 
زفر الطبيب بنزق 
بقول اللي لازم يحصل والإ حالة بنتك هتنتكس وهتزيد سوء لو متعالجتش صح 
هزت ميسرة رأسها لا تستوعب ما يقوله ونظرت لحسان وعبراتها تلمع في عينيها 
الحقني يا حسان شوف الدكتور
دا بيقول ايه 
حاوط حسان كتفها يربت عليه برفق 
أهدي بس يا ميسرة خلينا نفهم من الدكتور أيه اللي وصلها لكدا ونروح بيها لمين 
نظر له الطبيب وهز رأسه بحيرة 
أكيد اللي وصلها لدا تراكمات فضلت تداريها وتكتمها جواها لغاية ما حصل حاجة خلتها اڼفجرت وأنهارت وأعصابها ومستحملتهاش وعلى العموم الدكاترة النفسيين كتير والعلاج النفسي مهم وبقى متداول كتير جدا عن الأول والأهم أنها لازم تداوم عليه عشان متوصلش للمرحلة دي تاني 
وبعد
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 26 صفحات