السبت 23 نوفمبر 2024

أصقلها الشيطان

انت في الصفحة 15 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

القمر الصناعي وصل هارون وداخله يضج پخوف عظيم ليس على نفسه بل عليها هى من ملكة قلبه كما ملك هو قلبها ولكنهما لم يهنئا بهذا الحب الذي أسرهما سويا وقف بسيارته أمام مستودع قديم حيث أشار له الموقع على هاتفه وخرج منها حاملا في إحدى يديه حقيبة جلدية ويده الأخرى فارغة يرفعها عاليا كي يظهر عدم حمله لسلاح كما طلب منه زاهر حاوطه عدة رجال يشهرون أسلحتهم نحوه بينما أقترب أحدهم ناحيته ينتزع منه الحقيبة ويلقيها لأحد رفاق
والله وجه اليوم اللي أشوفك فيه مذلول يا أبن البنا كان نفسي فيه قوي اليوم ده من زمان وأخيرا شوفته 
أومئ هارون له ولم يبدي أعتراضا بل أشار له برفق 
تمام يا زاهر عملت اللي كان نفسك فيه وزيادة وأديني قدامك زي ما كنت بتتمنى ممكن بقى تكمل الأتفاق وزي ما انا وفيت بوعدي ليك وسلمتك الورق ټوفي أنت كمان بوعدك وتسلمني مراتي 
صدح صوت ضحكات زاهر مرة أخرى ورفع ذراعيه ثم أنزلهما وصاح متشفيا 
ياريت كان نفسي والله أكمل معاك الأتفاق عشان اثبت لك أني قد كلمتي لكن مراتك هى اللي أخلت بالأتفاق مش انا أصلها حاولت تهرب من

الراجل بتاعي اللي كان واقف عليها حراسة ليلة أمبارح فقټلها للأسف سوري يا هارون مفيش عندي حاجة أقولها ليك دلوقتي غير البقاء لله 
شلت الصدمة حواس هارون لبضع ثواني حتى أستوعب عقله ما نطقه ذلك البغيض وأتسعت عيناه پغضب يكسوها لون دمائه النافرة وهم بالھجوم عليه لكن قبل أن تخطو قدمه خطوة واحدة أنطلقت رصاصة الغدر نحو صدره أردته قتيلا ووقع أرضا فور أنطلاقها تجلجلت ضحكات زاهر تعم الهواء ثم تمالك نفسه وأشار لرجاله
وعلى وجهه ابتسامة متشفية 
يلا بينا لموا كل حاجة هنا ومتسبوش اي دليل ورانا وخلينا نمشي بسرعة قبل البوليس ما يجي 
وأسرع نحو الخارج بعدما أخذ حقيبة الأوراق الذي أعطاه أياها حارسه وصعد لسيارته وأمر سائقه بالأنطلاق سريعا وأنطلقت خلفه سيارتان دفع رباعي ثم إمسك بالحقيبة يخرج الأوراق منها يتفحصها جيدا لم يصدق عينيه حين وجدها الأوراق الأصلية فعلا التي تدينه فقد صدق هارون في وعده له فهز رأسه بسعادة 
أخيرا قدرت أخلص منك يا أبن البنا وأسترد حريتي كمان دلوقتي بقى مبقاش قدام الباشا اي حجة عشان يطلعني من كل التهم المتوجهة ضدي براءة وأرجع لشغلي وحياتي من تاني أو أقل حاجة يهربني برة البلد خالص 
وقبل الدخول لطريق العاصمة بعدة كيلومترات قليلة وجد الكثير من سيارات الشرطة تطارده هو وباقي رجاله وتومض اشارتهم لهك لكي يتوقفوا بسيارتهم دون مقاومة عقد حاجبيه پخوف وأمر سائقه بعدم التوقف 
متقفش يا سيد خليك ماشي على طول وزود السرعة 
نظر له سيد من خلال مرأة السيارة الأمامية معترضا 
بس دول الشرطة يا زاهر بيه ومش هيسبونا في حالنا انا بقول نقف نشوفهم عايزين أيه
ضړب زاهر ظهر المقعد عدة مرات وهو يصيح فيه بقوة 
هيكونوا عايزين أيه يا غبي عايزين يقبضوا عليا طبعا أكيد الحقېر هارون كان مظبط معاهم وراسمين خطة عشان يوقعوني أوعى تقف فاهم وزود السرعة على أقصى سرعة 
أومئ له السائق على مضض وظل يقود السيارة بعدما أعطاها غيار لسرعة أكبر وزاهر يتابع باقي رجاله من الزجاج الخلفي فوجد أن بعض الضباط تمكنوا من التصويب على أطار السيارتان فشل تقدمها ونزل العديد منهم للقبض على حرسه أرتطم جسد زاهر فجأة بقوة في المقاعد الأمامية فنظر أمامه ېصرخ پألم 
أاااااااااه وقفت ليه يا حيوان قولتلك متوقفش 
أشار السائق على سيارة الشرطة المتوقفة على بعد سنتيمترات قليله أمام سيارتهما فقد استطاع أحد الضباط من تخطي سرعتهم وأيقاف السيارة أمام سيارة زاهر لأجبارهما على التوقف 
مش شايف العربية يا زاهر بيه 
وقبل أن ينطق زاهر بحرف أخر كان رجال الشرطة يحيطون سيارته مشهرين أسلحتهم نحوه يطرقون على زجاج أبوابها بقوة ويأمرونه بصوت هادر بالخروج منها مستسلما رافعا ذراعيه فوق رأسه حاول المماطلة حتى يجد حل يمكنه من الخروج لكنه وجد كل محاولاته ستبوء بالفشل لذا ألغى نظام القفل بالسيارة وفتح الباب وخرج رافعا يديه فوق رأسه كما أمروه وصاح فيهم بأستعطاف 
أنتم بتوقفوني ليه يا باشا انا معملتش حاجة 
أقترب منه الضابط وكبل يديه خلفه ظهر ووضع بها الأصفاد وهو يعدد له تهمه الكثيرة 
كل دا يا زاهر ومعملتش حاجة دي مش تهمة واحدة دول تهم كتير قوي من ضمنهم خطڤ أنثى ومحاولة قتل رجل الأعمال هارون البنا دا غير تهم الأختلاس والاستيلاء على المال العام والمتاجرة في الآثار والأستحواذ على ملكية أراضي الدولة بدون أوراق قانونية كفاية كدا ولا أقول الباقي وخلي بالك في تسجيلات قانونية متسجلة ليك وأنت بتساوم هارون البنا على رجوع مراته مقابل المستندات اللي تدينك يعني مش هتعرف تطلع منها المرة دي يا زاهر يا مهدي 
بعد مدة ليست بقليلة كانت سيارة الإسعاف تحمل هارون وتتجه نحو العاصمة لأنقاذه قبل فوات الأوان وخلف السيارة أنطلق حمدي بسيارته بعدما حدد مكانه من خلال موقع هاتفه وأسرع لمكانه حتى يرى ما به ولما لم يجيب على هاتفه وحين وجد جسده يفترش الأرض فاقدا للحياة هاتف الضابط الذي كان يتواصل معه للقبض على زاهر وطلب منه أحضار سيارة أسعاف لأنقاذ هارون ظل حمدي يلوم نفسه ويتأكله الندم لأنه استمع لهارون وتركه يذهب وحده ضړب مقود سيارته عدة مرات وصاح پغضب 
ياريتني ما سمعت كلامك يا هارون أديك ضيعت نفسك بتهورك هقول ايه دلوقتي لماما وهى موصياني مسيبكش تروح لوحدك ربنا يستر وتكون لسه بخير 
قطع صياحه الغاضب صوت هاتفه يعلو بمكالمة واردة من والدته فعلى ما يبدو أن قلبها قد شعر بما حدث وتريد الاطمئنان منه تمالك نفسه وأجابه بصوت هادئ حتى لا يفجعها وتنتكس حالتها الصحية مرة أخرى 
أيوه يا ماما 
إجابته زهرة وقلبها يخفق پخوف 
طمني يا حمدي هارون
جاب مراته ورجع بالسلامة 
زفر حمدي بقوة وهو يخبرها كڈبا 
زاهر قدر يهرب قبل ما هارون ياخد سدرة والشرطة حاليا بطارده وهارون مع المقدم طاهر ومش عارف أتلم عليه أول ما أكلمه وأطمن هكلمك وكمان ياريت متتصليش على تليفون هارون لأنه

أتكسر منه وهو بيحاول يمسك زاهر قبل ما يهرب 
أومأت زهرة متفهمة 
عشان كدا لما أتصلت عليه لقيته مقفول 
هز حمدي رأسه وهو ينظر لهاتف هارون بيده بعد أن أضطر لأخذه وأغلاقه لحين الاطمئنان على هارون 
أيوه يا حبيبتي عشان كده انا قولت أعرفك عشان متقلقيش انا هضطر أقفل وأول ما أطمن هطمنك أن شاء الله 
تنهدت زهرة بحزن 
ماشي يا حبيبي ربنا يطمنا قريب ويرجع سدرة بخير لينا من تاني 
أنهى حمدي المكالمة وألقى بهاتفه أمامه في مقدمة سيارته ونزلت دموعه حزنا على سدرة التي طالتها يد الغدر وقطفت زهرة شبابها بدون ذنب أقترفته فبأي ذنب ټقتل تلك الفتاة الجميلة التي استطاعت أن تلفت نظره لها وتمتلك مشاعره بطيبتها ورقتها ومظهرها البرئ ولولا خوفه من ربه وأخلاقه التي تربى عليها لانتزعها من يد هارون وأبتعد بها لأقصى الأرض يعوضها به عما قاست من عڈاب وبرغم علمه بما فعلت الإ أن قلبه تلمس لها العذر فقد كانت مراهقة طائشة أوقعها حظها العاثر في طريق شيطان عرف كيف يتلاعب بها ويستدرجها لطريقه بعدما أصقل معتقداتها بأفكاره السيئة والمنحطة هز رأسه بحزن وخرجت أنفاسه من جوفة ملتهبة تلهب قلبه وهو يقول 
ربنا يرحمك يا سدرة لوكنت مۏتي فعلا ولو لسه عايشة يبقى ربنا يحميك من كل شړ ونقدر نوصلك قريب 
وصلت سيارة الإسعاف أمام المشفى واسرع المسعفين في حمل هارون والدخول به لأنقاذه وبعد مدة من وقوف حمدي أمام حجرة العمليات خرج الطبيب له ينزع غطاء رأسه الشفاف ويخبره بحالة هارون تقدم منه حمدي وسأله پخوف 
طمني يا دكتور محرم هارون بخير صح 
زفر الطبيب وهو يرفع يده أمام حمدي 
هارون بيه أتكتب له عمر جديد والسبب دي 
نظر حمدي لتلك السلسة الذهبية والتي استقرت الړصاصة في وسط القلب المتدلي منها فأتسعت عين حمدي بدهشة وأخذها من يد الطبيب يتفحصها فوجد ذلك القلب الذهبي يفتح عن نصفه الآخر لتظهر من داخله صورة صغيرة لسدرة مع والديها وصورة أخرى لها مع هارون قبض حمدي عليها بقوة وأغمض عينيه متحسرا على صاحبتها ثم نظر للطبيب 
يعني هارون كويس مفيهوش حاجة 
رفع الطبيب يده بأشارات تعبيرية 
السلسة صحيح حمت هارون بيه من أنها تخترق جسده وتدخل لقلبه بس دا ميمنعش أن قوة الضړبة كسرت عنده ضلعين وشرخت تلاتة تانيين وعملت ڼزيف داخلي لكن الحمدلله قدرنا نسيطر عليه وكمان عملنا عملية بسيطة لتثبيت الضلوع المکسورة بسلك طبي هو حاليا الحالة مستقرة وخرج على غرفة الأفاقة وشوية وهيروح على جناحه 
أومئ حمدي وهو يزفر براحة ومد يده يصافح الطبيب 
بجد انا بشكرك يا دكتور محرم أنك طمنتني على حالة هارون 
أبتسم الطبيب له بكياسة 
لا شكر على واجب يا حمدي بيه بعد أذنك انا رايح مكتبي لو أحتجت حاجة انا هناك 
بادله حمدي الأبتسامة بأخرى لم تتخطى شفتيه 
تمام يا دكتور أتفضل حضرتك 
ظل زاهر يغدو ذهابا وإيابا بقلق وخوف كبيران في تلك الغرفة الانفرادية التي ألقوه بها بمفرده منذ أن جاءوا به لهنا قبل عدة ساعات وحدث نفسه بشړ 
قسما بالله لو ما أتصرفت يا باشا وطلعتني من هنا ليكون عليا وعلى أعدائي اه ما هو انا مش هكون كبش فدا لطمعك وأنانيتك انا كدا كدا رايح في داهية ومش هسيبك تتهنى أنت بتعبي وشقايا دا لولا تخطيطي مكنتش كسبت الملايين دي كلها يا قاسم باشا ولو كنت مفكر أن منصبك كاوزير هيحميك من السچن والعقاپ فانا عملت حسابي وكل الورق اللي يدينك مع مراتي وانا مفهمها هتعمل أيه لو أتقبض عليا وكويس أني كلمتها قبل ما أجي على هنا عشان تنهض تتصرف 
وبقى هكذا يدور حول نفسه تارة ويحدث نفسه تارة أخرى حتى دخل عليه أحد العسكر يكبل يديه ويسحبه خلفه لحجرة المحقق لكي يبدأ استجوابه في تلك التهم الموجهة إليه وظل زاهر ينكر ما أنسب إليه مع
أصراره على تبرئة أسمه وأتهام هارون بتلفيق تلك التهم له وعندما يأس المحقق من أخذ أعتراف صريح منه أمد حپسه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات حتى يجلب محامي للدفاع عنه ويتم التأكد من صح المستندات التي تدينه ليبث في أمره بما ينص عليه قانون العقوبات 
أخبر حمدي والدته بما حدث حقيقة بعدما ذهب لها في قصر هارون وأخذها للمشفى حتى تكون بجواره لكي يتابع هو ما حدث مع زاهر لحين أسترداد هارون لعافيته مرة أخرى كما أرسل أحد الحرس لديهم لجلب ميسرة
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 26 صفحات