الأحد 24 نوفمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي

انت في الصفحة 18 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز

إنتي بتعملي إيه علشان لما يخلص قهوته هيرجع مكتبه وهيسألك على ملف معين تديه له فخلي بالك من التركيز علشان ده عامل مهم مع المتر 
استمعت إلى توجيهاتها وبعد دقيقة واحدة أتى الساعي بالقهوة دقت على الباب ثم دخلت بالقهوة إليه ووضعتها على المنضدة الموجودة باستراحة المكتب كما أدلت عليها سمر 
ثم تحدثت وهي تقف أمامه بارتباك فهي تخشاه قليلا 
القهوة بتاعت حضرتك يافندم جاهزة اتفضل 
تنهد ببطئ ثم خلع نظارته العملية ووضعها بإهمال على المكتب وقام من مكانه وذهب تجاه القهوة كي يتناولها بهدوء كعادته 
أما هي ذهبت إلى المكتب ونظرت إليه بتفحص شديد 
وأول شئ رصدته عيناها إيصالا بنكيا مدون فيه اثنان مليون جنيه لم تنبهر بالمبلغ فهي ابنة سلطان المهدي وأخت عمران
المهدي التى تربت على القناعة وعزة النفس 
نحت الإيصال جانبا كي لايفتقد وتلك کاړثة ثم قامت بتنظيم الملفات بعناية فائقة وحملت نظارته ووضعتها في الجورب الخاص بها ونظمت الفوضى المحاطة بالمكتب كل ذالك تحت أنظار ماهر والذي كان ينظر إليها بترقب كي يرى ماإذا كانت منتبهة أم لا 
ولما لا فالتي تعمل بمكتب ماهر البنان لابد أن تملك عيونا كالصقر وفهما ومكرا كالثعلب 
لاحظ عدم انبهارها بالإيصال وكأنها لم ترى شيئا قط 
انتهى من قهوته المعتادة وعاد إلى مكتبه ثم تحدث إليها باستفسار
مقلتليش إن جاسر يبقي بن عمك ولا انتو الاتنين جبتوا سيرة ممكن أعرف السبب 
احمر وجهها ړعبا من تساؤله المفاجئ فيالك من ذئب ماكر تعرف دبة النمل في جحره 
فاستجمعت شتاتها وأجابته 
حضرتك شغلك هنا مبني على إن مفيش حاجة اسمها قريبي أو ابن عمي أو أخوي وأنا حبيت أنفذ كل التعليمات وجاسر بردك عارف التعليمات داي فعلشان إكده ولا كأننا نعرف بعض يافندم 
رفع أنظاره إليها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها كي يستشف مابهما 
بس أكيد عرفك نظام الشغل اهنه وفهمك كل حاجة وعلشان إكده خدتي حظرك كويس ونجحتي في الاختبار من غير تعب ولا حسابات زي زميلاتك اللي مشيوا 
كادت أن تنطق ولكن قبل أن تتحدث أشار إليها بيده قائلا 
اتفضلي اقعدي ياأنسة 
جلست على الكرسي وداخلها متوتر من هالته القوية التى تراها فيه فقلبها يدق پعنف من الجلوس أمامه كما التلميذ أمام المعلم وأجابته وهي تتحمم 
مش هكذب يافندم إنه عرفني طريقة حضرتك وعرفني إن فيه اختبارات وإن حضرتك دايما بتطلب حاجات تعرف منيها مدى استيعاب اللي بيشتغل معاك لكن معرفنيش الاختبار نوعه ايه ولا ميتى ولا أتصرف فيه إزاي وأظن البنات اللي مشيوا حضرتك نبهت في أول مقابلة لحاجات زي داي وكمان أني عنت الملفات في مكان ميجيش في بال حد ولا حتى بن عمي 
رفع حاجبه باستمتاع وهو معجب برد تلك الماكرة الصغيرة والتى تنبأ لها في الحال بأنها ستكن ذات شأن عظيم في مهنة المحاماة 
ثم أشاد مرددا بإعجاب لأول مرة 
برافو برافو ردك منظم

وواعي ونوعا ما أقنعتيني بس في حاجة مهمة لازم تعرفيها ياأنسة إن الطريق المستقيم هو أسهل الطرق يعني الصراحة والوضوح في أي شئ هيكسبوكي كتييير دهاء المحاماة مبيستخدمش في كل الأوقات ودايما سيبي مساحة راحة لعقلك ومتزحميهوش بأي تفاهات علشان متتشتيش ودي نقطة مهمة لازم تاخدي بالك منيها 
كانت تنظر إليه بانبهار وتدون كل ما قاله في قلبها قبل عقلها فهو مثلها الأعلى ودوما تراه في مرتبة الشرف الأولى لتلك المهنة 
وهتفت باستجواد 
تعاليم حضرتك بالنسبة لي هجمعها في عقلي وهعملها مدونة جواه وهركز فيها دايما وهراجعها علطول وبإذن الله هكون تحت حسن ظن حضرتك 
هز رأسه باستحسان وسألها بمغزى 
كان فيه شيك هنا بتاع عميل مهم ودتيه فين 
بسرعة فائقة ناولته الشيك قائلة 
اتفضل يافندم 
تناوله منها ووضعه في الدرج أمام عيناها ثم تحدث وهو يشير ناحية الباب
تمام يارحمة اتفضلي انتي روحي شوفي شغلك ولو احتاجت حاجة هبعتلك 
قامت من مكانها وانصرفت من أمامه وخرجت تعاود عملها بمهنية 
ليلا وبالتحديد عند غروب الشمس تجلس رحمة في حديقة المنزل تراجع دروسها فالامتحانات أوشكت علي البدئ وأثناء اندماجها استمعت إلي صوت تعرفه جيدا 
أه الست المحامية الكبيرة اللي نسيت واد عمها اللي مبقاش يتلم عليها عاد ولا يتكلموا مع بعض زي الاول 
رفعت رأسها وتحدثت بابتسامة ارتسمت على معالم وجهها وأبرزت أسنانها البيضاء بشدة 
وه هنقر من الاول عاد يامتر تعال اقعد إنت اللي مش فاضي لتلميذتك النجيبة وبت عمك 
جلس أمامها وهتف باستنكار
وه أني بردك ! أه خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم اهه المثل ده ينطبق عليكي يابت عمي 
قهقهت بشدة على طريقته الدعابية وأردفت باعتذار محبب 
خلاص متزعلش واصل حقك علي قول لي أخبار قضاياك ايه اللي مبتخلصش 
تنهد بتعب حينما ذكرته بها واجابها بحمد 
ايه الحمدلله بحاول بقدر الإمكان أجتهد علشان يبقي ليا مكان وسط العتاولة اللي موجودين الله المستعان يارحمة 
وتابع كلماته وهو يسألها عن حالها 
قولي لي كيفك انتي في مذاكرتك وعاملة إيه في شغل المكتب ووصلتي لحد فين 
مطت شفتيها بامتعاض واردفت
اسكت ياجاسر المتر النهاردة طلع مش سهل واصل واتكسفت حتة كسفة 
أنصت باهتمام لكلامها وسألها 
ليه حوصل ايه عاد احكي 
تركت الكتاب من يدها وشبكت كلتا يداها في بعضهم مردفة
عرف إن اني وانت ولاد عم وقعد يقول لي هو اكيد اللي عرفك نظام الشغل اهنه وهو إللي فهمك بطريقه ماهر البنان وخد عنديك بقي من الحاجات دي واني كنت واقفة مړعوپة منيه 
ضحك بخفة على طريقتها المړتعبة فزادها خوفا بكلماته 
وه عاد اټرعبتي من أول مواجهة مابينك وبين الأستاذ أمال بقي لما تعرفي أنه حاسس برعبك ده وعارف مېتي تبقي ولا هامك ومېتي تبقي مړعوپة منيه ده بيكشف اللي قدامه من نظرة عين أمال سموه خط المحاكم ليه مش من فراغ ياقلبي 
اتسع فاهها من تخويفه لها وأردفت وهي تفتعل اللامبالاة وأنها لاتتأثر من كلامه 
ولا يهمني عاد وإذا كان هو بقي ماهر البنان اني هبقي رحمة سلطان المهدي اللي القضاه هيعملوا لها حساب بعد إكده لما يشوفوها في المحكمة وبكرة تشوف 
قهقه بشدة على طريقتها وفخرها بذاتها المعتادة عليه 
بالراحة إكده متطلعيش للعالي أوي مرة واحدة لاحسن تدوخي وتقعي على جدور رقبتك 
وتابع حديثه كي يطمئن عليها
قولي لي أخبار المذاكرة إيه تمام ولا انشغلتي بالشغل والمكتب عنيها 
أجابته بثقة 
وه كيف أنشغل عن دراستي دي أهم حاجة بالنسبة لي وهي اللي هتعمل لي مستوى وقيمة في المكتب وفي حياتي كلياتها 
نظر إليها بعشق يلمع داخل عيناه ولكنها لاتراه ولا تشعر به فصعيرته التي عاش معها طفولتها وشبابها قد كبرت وصارت امرأة في جسد أنثى تمني أن ينطلق لسانه ويحاكيها عن عشقه لها لكن دوما لسانه يقف عن حكواها واعترافه لها وعيناه تكتفي بالنظر إليها والتأمل بها خلسة 
لاحظت شروده فسألته باستغراب 
مالك ياجاسر رحت فين إكده 
تحمحم بهدوء وحاول أن يبدوا طبيعيا ثم أجابها
لاا ولا حاجة ياحبيبي انا كويس 
ابتسمت لحنوه ثم أردفت بمحبة 
ياه إنت لسه شايفني البنوتة اللصغيرة بنت العشر سنين وبتعاملني على إني إكده ومكبرتش قد إيه إنت قلبك طيب ويابخت اللي هتكون من نصيبك ياطيب 
كلماتها مفرحة ومحزنة في آن واحد دق قلبه حزنا وفرحا في نفس اللحظة 
ونظر اليها وعيناه لاتكتفي منها عشقا ولا لهفة يود أن يأخذها بين أحضانه ويردد في أذنيها ترنيمات غرامه ويلقي عليها حكواه العاشقة ويحكايها كالأمير والسندريلا أو حكاوي شهريار ويعيش معها الألف ليلة وليلة ولكن ماهذا القدر المعاند لك
أيها الجاسر فهي تراك أخا ولا تراك غير ذلك حسنا فلتصبر حتى تنهى عامها الدراسي وتبدأ رحلتك معاها ولكن تحمل يارجل إن أشعرتك بأنك لست في قلبها ولا عقلها غير أخ واسعى وجاهد كي تنال حلمك الذي سعيت له 
ووجد لسانه ينطق
والله مافي

أطيب من قلبك إنتي ياحبيبي 
ثم قام من مكانه معتذرا لها معللا بالعمل المتراكم عليه وتركها وغادر 
أما هي حدثت حالها بصوت مرتفع وهو مندهشة من تغيراته معها 
ماله إكده النهاردة سرحان ومش على بعضيه ياترى بيحب جديد ده ولا ايه !
وسرعان مانفضت عن بالها وعادت إلي مذاكرتها تؤديها بمهارة فحلمها لن تتنازل عنها وستصل إلي اللقب التى تسعى إليه جاهدة منذ صغرها ألا وهو البروفسيرة رحمة المهدي
انتهى اليوم وجاء الصباح محملا بنسماته واستيقظت مكة ظهرا فهي لم تذهب الى الجامعة اليوم وأول شئ اطمئنت عليه هو وجود سكون أختها لأنها ستذهب معها تلك المقابلة اليوم وجدتها هي الأخري تغفوا في سبات عميق قامت من مكانها وذهبت إليها توفظها من نومها 
سكون سكون قومي عاد علشان منتأخروش 
همهمت الأخرى بكسل
ايه ياقلق إنتي سبيني أنام شوي 
ضړبتها في كتفها بخفة وأردفت بنبرة لحوحة
لع يالا قومي حالا مهستناش إكده هنتأخروا يالا يالا قومي 
قامت من نومها تتأفف وهي ترجع خصلات شعرها المبعثرة من أثر النوم وهي تردد بحدة 
ده إنتي رخمة بلا أرخم واحدة في الدنيا ماكنتي سبيني نايمة شوي 
سبقتها إلى الحمام وهي تردد 
لع هنتأخروا على المعاد يالا قومي ظبطي أمورك نص ساعه وهنتحرك 
وبالفعل قامت سكون من مكانها كي تجهز حالها 
بعد مرور ساعة ونصف هبطت كل منهما السيارة ووقفا أسفل البناية دقات قلب مكة تثور عليها ولم تصدق عيناها أنها تقف أمام المبنى الذي لم تحلم يوما أن تصل إليه بتلك السرعة هاتفت الإعلامية هند كامل وبدورها طلبت منها الصعود إليها فهي الأخرى في انتظارها 
دخلت المبنى وذهبت إلى مكتب السكرتارية كما أدلت إليها وأدخلتهم إليها 
قامت من مكانها ترحب بهم فهي مثال للذوق والتواضع ومعلوم عنها ذلك ولكن الدهشة بدت على معالم وجهها حينما رأتها بالنقاب وأردفت
ايه ده إنتي منتقبة مكنتش أعرف 
ابتسمت وأجابتها بفخر 
أيوه حضرتك وبحب نقابي جدا ومعتزة بيه 
أمائت هند بابتسامة وأردفت
بحب أووي اللي عندهم إصرار وعزيمة لحاجة بيحبوها وبيعتزو بيها وعموما إنتي جميلة في كل حالاتك حبيبتي 
وبعد مرور نصف ساعة يتحدثون في أمور العمل تحدثت هند بتوضيح
أيوه هتبقي المساعدة بتاعتي اللي هتنظم معايا الحلقة اللي بعملها كل أسبوع وهتتابعي الصفحات بتاعتي على السوشيال ميديا كلها ايه كتيير عليكي ولا ايه مع إني مش شايفه كتيير ولا حاجة ده إنتي عملتي حوار رائع ومنظم مع النجم أدم المنسي وبإمكانيات تصوير لاتذكر علشان كدة اختارتك إنتي 
انفرجت أساريرها ولكن سألتها مكة بفضول
بس حضرتك ايه اللي جابك الصعيد وقنا بالتحديد تعملي فيها برنامجك ويبقي الاستديو الخاص بيكي إهنه وإنتي أصلا من القاهرة معلش سؤال فضولي 
ضحكت برقة على استفسارها واجابتها بإبانة 
علشان بكل بساطة اتجوزت صعيدى ياستي بس أنا مابين هنا وهناك 
هزت رأسها وعلى وجهها علامات الابتسامة ثم سألت هند وهي توجه السؤال لسكون
بس أنا معرفتش إنتي تخصصك ايه ياسكون 
أكيد في مجال مشرف زي بنوتتنا الموهوبة مكة 
أجابتها سكون بكل تواضع يليق بها 
تسلمي لي يا أستاذة أني طبيبة نسا وتوليد مخلصة الكلية من سنتين 
ماشاء الله
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 110 صفحات