السبت 23 نوفمبر 2024

حجر جهنم الفصل الثاني

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

.. ﻋﻀﻼﺕ ﻻ ﺗﺒﻨﻰ ﻣﻦ ﺑﺮﻭﺗﻴﻦ ﺻﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﺎﻕ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺤﺖ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﻳﺸﺬﺏ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻳﻜﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ .
ﻭﻓﻮﺭﺍ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﺬ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺎﺩﺭﻫﻢ ﺑﺤﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ 
ﺳﺘﻨﻔﺬﻭﻥ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺪﺍﻝ .
ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺃﺭﻳﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ . ﺳﻨﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺁﺧﺮ ﻭﻟﻦ ﻧﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ .. ﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﺃﻳﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎﺕ ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻘﻂ ..
ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﻴﻼﺩ .. ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻩ .. ﺃﻣﺎﻣﻜﻢ ﻓﻘﻂ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ .
ﺍﺗﺠﻪ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻩ ﻫﺎﻣﺎ .. ﻧﻔﺬﻭﺍ ﻛﻼﻡ ﺳﻌﺪ ﺑﻼ ﺟﺪﺍﻝ ﻓﺄﺧﻴﺮ ﺗﺴﻠﻢ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻨﻬﻢ .. ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺣﻘﻖ ﻟﻬﻢ ﺃﻣﻨﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﻭﺃﺷﺒﺎﺣﻪ .. ﺳﻴﻤﻨﺤﻬﻢ ﺍﻟﻤﻠﺠﺄ ﺍﻵﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﺘﻤﻨﻮﻧﻪ .. ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻓﻘﻂ .. ﺇﻧﻪ ﻳﺠﺮﺩﻫﻢ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻬﻢ .. ﻭﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﺒﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻄﻬﺮﻫﻢ .. ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻮ ﺳﻌﺪ .. ﺃﺳﺪﻫﻢ ﺍﻟﺠﺴﻮﺭ ..
ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺧﺬﻭﻩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﺻﻮﺭﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻬﻢ .. ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺳﻴﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﺗﺤﻤﻞ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺛﺎﺙ ﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺬﺍﺑﻬﻢ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻛﻞ ﺃﺭﻳﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺷﻬﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻬﻢ ﻭﺗﺄﻟﻤﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻛﻞ ﻭﺳﺎﺩﺓ ﺍﺣﺘﻮﺕ ﺩﻣﻮﻋﻬﻢ ..
ﺃﻟﻘﻮﺍ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺧﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ .. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﺩﺍﻉ ﻓﺎﻟﻮﺩﺍﻉ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻤﻦ ﺳﺘﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻭﻫﻞ ﺳﻴﺸﺘﺎﻕ ﻋﺎﻗﻠﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻨﻢ .. ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﺁﻳﻞ ﻟﻠﺴﻘﻮﻁ ﺃﺧﻼﻩ ﺟﻤﻴﻊ ﻗﺎﻃﻨﻴﻪ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﺮﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ .. ﻗﻀﻮﺍ ﻟﻴﺎﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻚ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮﻥ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻟﺤﻈﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ! .. ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻳﺬﻫﺒﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ .. ﺇﻳﺠﺎﺭﻩ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺗﻮﻓﻴﺮﻩ .. ﻭﺻﺪﻯ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺿﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻝ .. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﻌﺪﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺘﺰ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ﻓﺎﻟﺸﻘﻮﻕ ﻓﻲ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻔﺎﻕ ﺗﻬﺪﺩ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻜﻦ ﻫﻤﻮﻣﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻘﻮﻕ .. ﻭﺷﺮﻭﺥ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻤﻖ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪ ﺳﻌﺪ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎ .. ﺃﺧﺮﺝ ﻋﻮﺩ ﺛﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﻋﻠﺒﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﺿﻴﻊ ..
ﻭﻗﻔﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﺮﺍﻗﺒﻮﻥ ﺑﺎﻧﺒﻬﺎﺭ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻌﺪ ﻻ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻳﻬﻢ .
ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭﺓ ﺍﻧﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﺳﻴﻨﻄﺒﻊ ﻟﻸﺑﺪ .. ﻟﻢ ﻳﺠﺮﺅ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﺳﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺃﺗﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﻗﺎﺩ ﺃﺷﻘﺎﺀﻩ ﺍﻟﻤﺘﺨﺸﺒﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻇﻼﻝ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻣﻦ ﻣﺄﻭﺍﻫﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻕ ﺗﺮﺳﻢ ﻣﺘﻌﺎﺭﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻤﺎﻉ .. ﻭﻫﻮ ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻫﻰ ﺑﻴﻦ ﺣﺴﻦ ﻭﺳﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻒ ..
ﻟﺤﻈﺔ ﺧﺮﻭﺟﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﺎﺭﺓ ﺟﻬﻨﻢ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺬﻫﻮﻟﺔ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻹﻃﻔﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ .. ﺻﻮﺕ ﺳﺮﻳﻨﺔ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻹﻃﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﻳﺘﺒﺎﻋﺪ ﻣﻊ ﺍﺑﺘﻌﺎﺩﻫﻢ .. ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻨﺔ ﺁﺧﺮ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻋﻦ ﺣﺎﺭﺓ ﺟﻬﻨﻢ .
ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﻄﺮﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ .. ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻣﻨﻌﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﺍ ﻋﻮﺩﺓ ﺳﻌﺪ ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ .. ﻟﻢ ﻳﻴﺄﺳﻮﺍ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻓﻬﻮ ﻭﻋﺪﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻷﺟﻠﻬﻢ ﻭﻋﻮﺩﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻟﺒﻠﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻃﺐ ﻛﻞ ﺟﺮﻭﺣﻬﻢ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻭﻟﻤﻠﻢ ﺣﻄﺎﻡ

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات