الأربعاء 04 ديسمبر 2024

غرام في المترو

انت في الصفحة 24 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

نور بالضعف لتمتلك قلبه أكثر
مستر يوسف كان لسه عند رأفت بيه و شكلهم كانوا بيتخانقوا و أول ما خرج من المكتب بص لي من فوق لتحت بقرف من غير ما أعمله أي حاجة
اقترب منها أكثر و أخرج من جيبه محرمة وأخذ يمسح لها دموعها 
معلش بالتأكيد مكنش يقصد حقك عليا أنا ممكن عشان خاطري كفاية دموع
اقترب منها أكثر فأكثر حتي كادت تصبح بين ذراعيه يخبرها مردفا
ما أقدرش أستحمل دموعك قلبي بيوجعني لما شوفتك في الحالة دي
توقفت عن البكاء وداخلها يتراقص مثل الحية عندما تصل إلي هدفها نظرت إليه و بصوت أنثوي رقيق للغاية 
مستر نور أنا موافقة علي طلبك
تراجع خطوة للوراء والدهشة تعلو ملامحه 
قصدك موافقة تتجوزيني
هزت رأسها بالإيجاب وأخبرته بدهاء
اه بس علي شرط نعمل فترة تعارف زي الخطوبة نقرب منها انت تعرفني و أنا أعرفك
اتسع ثغره بابتسامة عارمة 
شرطك أمر و أنا تحت أمرك يا روح و قلب نور
و فيه حاجة تانية كنت عايزة أعرفها
قولي يا حبيبتي
مراتك هاتعرف و لا أنت هتخبي عليها و جوازنا هيبقي في السر!
برغم ما يشعر به من توتر عندما أتت له بذكر زوجته وعواقب قراره الأهوج لكنه تحلي بالشجاعة والعزم أمامها
أيوة هاقولها بس بعد ما نتجوز و ما تقلقيش مش هتعمل أي حاجة بالنسبة بقي لبابا  
داهم الخۏف قلبها فقاطعته
لاء قصدي بلاش رأفت بيه يعرف بأي حاجة أقل حاجة هيعملها معايا هيطردني من الشركة
ابتسم مرة أخرى مما جعلها تتعجب من رد فعله
الغريب أوضح لها
ما أنا كدة كدة أول ما هنتجوز هاقعدك من الشركة و ما تقلقيش ليكي كل شهر مبلغ أضعاف مرتبك اللي بتاخديه هنا غير العربية غير الشقة أو الفيلا اللي هتشاوري عليها
كم هي نادمة أنها عجلت في الموافقة علي الزواج من هذا الرأفت وبيع نفسها له بثمن بخس و ها هو نجله كالمارد الذي يريد تحقيق كل أحلامها و هي من تملي شروطها أيضا و ليس هو كما فعل معها والده 
سرحتي في إيه يا سوزي
انتبهت إليه وعادت من أفكارها قائلة
بتخيل حياتي معاك هتبقي إزاي
أمسك يدها يخبرها 
هتبقي جنة
صدح رنين هاتف المكتب ابتلعت ريقها وقالت
ده رأفت بيتصل
ردي عليه و أنا كدة كدة راجع علي مكتبي هاتصل عليكي بالليل
نكمل كلامنا
تمام 
نظرت إليه مبتسمة و بعد أن ذهب تلاشت ابتسامتها وجلست علي الكرسي تفكر كيف تلعب علي كلا الجانبين دون خسائر بينما الضمير لديها في سبات بل في غيبوبة لن يستيقظ منها قط 
تجلس بجوار النافذة شاردة فيما يحدث من حولها خسړت عملها الذي تقتات منه ورقات من المال تساعد مع معاش والدها تتهم بالسړقة وهي لن تقبل قرشا من الحړام و ذلك كان ثمنا لأنها دافعت عن عرضها بكل ما أوتيت من قوة و هناك أكبر همومها وهو أمر شقيقتها التي أصبحت كالجارية يفعل زوجها ما يشاء بها ضړب إهانة و هي تتقبل كل ذلك بصدر رحب يكفي إنها تعيش علي ماله الآتي من بيع المخډرات حرام يدخل البيت فيقلب حياتهما للچحيم فما العجب في ذلك! و آخر الهموم كلما ذهبت إلي كل متجر للعمل يعتذر إليها صاحب المتجر بأنه ليس لديه وظيفة شاغرة لديها فتعود خالية الوفاض 
بت يا غرام 
كان صوت سماح الذي وقفت أسفل النافذة فأنتبهت إليها الأخرى بنفاذ صبر
نعم يا سماح عايزة إيه
مالك ياختي متزرزره عليا كدة ليه! الحق عليا جايبلك شغل وفلوسه حلوة أوي أحسن من مرمطك في المتروهات بشوية عبايات مضړوبة
زفرت الأخرى بضيق أوشك علي الڠضب
انجزي يا سماح وقولي
اقتربت من حافة النافذة تخبرها بصوت خاڤت تسمعه غرام فقط
بصي هبعتلك رقم واحدة علي الواتس هتتواصلي معاها هي من أمريكا بس بتتكلم لبناني علي فلسطيني أو أردني ما تفهميش جنسيتها إيه بالظبط المهم هاتطلب منك بياناتك وصورة ليكي و هتبلغك بالمطلوب منك
و يا تري هي مين الست دي و إيه اللي هاتطلبه مني!
تراقب الأجواء من حولها حتي لا يسمعها أحد سوي غرام 
بصي اسمعيني للأخر من غير ما تقطعيني هي كل اللي هتطلبه منك مقاطع فيديو ليكي مخبية وشك و لا بسه هدومك عادي مرة وأنتي بترتبي أوضتك مرة و أنتي بتطبخي أي حاجة أنتي بتكنسي مثلا أو بتمسحي بس تكوني باينة كلك علي بعضك و هتاخدي علي المقطع الواحد 200 دولار و أنتي و شطارتك لو عملتي مقطعين و لا أربعة و لا خمسة في الأسبوع الواحد أحسبي بقي كمان لما يتحولوا بالمصري 
عقبت الأخرى بسخرية
و يا سلام بقي لو الهدوم خفيفة و اللي تحتها باين و لا تكون مبلولة و لازقة عشان تجيب فلوس أكتر صح
ابتسمت سماح كالحمقاء 
برافو عليكي طول عمرك ناصحة
هنا لن تعد غرام في تحمل أمر أخر صاحت بصوت وصل إلي جميع سكان الحارة
بقولك إيه يا سماح أنا سيباكي يا حبيبتي تتكلمي و تقولي كل اللي عندك عشان أقطع الشك اللي جوايا و أكذب اللي بسمعه عنك علي
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 57 صفحات