أبناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
قوية في المخ البقاء لله.
يقف الآن خلف الزجاج ويرى ولده الذي كتب عليه أن يولد لطيما استند يعقوب بيده على الزجاج ونظر إلى المولود بعينين تجمعت بداخلهما الدموع فتساقطت أول دمعة وانزلقت على خده يتذكر آخر لحظاته مع معشوقة فؤاده والتي لم يحب سواها جاءت وذهبت في لحظات وكأن عمره ينحصر في تلك الفترة فقط.
أنا وانت يا بني بقينا زى بعض من غير أم كانت حبيبتي ومراتي وأمي.
حضرتك والد الطفل اللي والدته جات في حاډثة
انتبه إلى سؤال الممرضة ألتفت إليها وهز رأسه بالإيجاب فسألته وفي يدها قلم وتقرير طبي
عاد ببصره إلى صغيره وأجاب
يوسف يعقوب عبد العليم الراوي.
نتجاوز المحڼ والصعاب مع مرور الزمان لكن هناك ما يترك ندبات فى القلوب لم يستطع الزمن أن يمحوها و تظل ذكرى ترافق المرء حتى تصعد الروح إلى الرفيق الأعلى.
بعد مرور واحد وعشرين عاما...
تسير بين المارة تتلفت من حولها ثم توقفت وانعطفت إلى حارة متفرعة من الشارع ولجت إلى داخل متجر لبيع قطع غيار الهواتف وتصليحها
حمزة يا حمزة
تناديه ولم تجد ردا منه ترددت أن تعبر هذا الباب الذي يؤدي إلى غرفة ملحقة بالمتجر وجدته منهمكا في عمله ولم يرفع عينيه حتى للنظر إليها نظرت إلى ملامحه التي تعشقها فكان ذو بشړة أقرب إلى لون الحنطة و فك عريض
يعني انت هنا وبقالك يومين مش بترد على تليفونك كل ما أتصل عليك نفسي أفهم أنا زعلتك فى إيه
أجاب باقتضاب وما زال لا ينظر إليها متعمدا ذلك
اسألي نفسك يا عروسة.
ضړبت بكفها على جبهتها وهي تتذكر ما يرمى إليه اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه
انت زعلان مني عشان العريس اللي اتقدم ليا! أنا والله ما خرجت حتى من أوضتي ولا أعرف شكله إيه.
رفع وجهه وهو يحدق إليها بنظرته المسيطرة على حواسها وسألها بصوت أجش وڠضب زائف
ابتعدت خطوة إلى الوراء وبتوجس أجابت
في فرح واحدة صاحبتي.
نهض كالۏحش الكاسر
نعم! انتي برضو روحتي فرح رضوى صاحبتك من ورايا
والله كانت ماما معايا ويوسف وصلنا وفضل مستنينا وروحنا بعدها على طول نص ساعة بس اللي قعدناها
زاد من قبضته على ذراعها وهو ينظر إليها پغضب وذلك ما يظهره إليها لكن الحقيقة ما كانت سوى نظراته الأخرى ذات النوايا الخبيثة يستمتع برؤيتها في تلك الحالة وكم يعشق سيطرته عليها فبالرغم من تعليمات والدها الصارمة أن لا تتحدث
معه أوتذهب للزيارة إلى خالتها لكن الممنوع مرغوب وبالفعل نجح حمزة في السيطرة على عقلها وقلبها معا كل أوامره تنفذها دون جدال كما يتقابل كليهما في السر دون علم من أحد.
أول وأخر مرة تعمليها يا رقية ولو حصلت والموضوع أتطور وأبوك جوزك حد ڠصب عنك أقسم بالله لأقتله وأقتلك انتي فاهمة
هزت رأسها في طاعة عمياء وأجابت
حاضر مش هتتكرر تاني بس بالله عليك ما تزعلش منى.
نفض ذراعها من يده حينما رأى ضعفها الذي يمكنه من امتلاكها كالدمية بين يديه.
ماشى هعديها لك المرة دي واعملي حسابك بكرة هاجي أطلب إيدك من أبوكي يا ريت ما يعملش زى المرة اللي فاتت ويتحجج بحاجات ملهاش تلاتين لازمة لأنه لو رفض هحطه قدام الأمر الواقع.
سألته بقلق
هتعمل إيه
ظهرت على ثغره ابتسامة ذئب ماكر فأجاب
هتعرفى كل حاجة في وقتها.
ظلت تتبادل النظرات معه ولم تفهم ما يدور في فلك أفكاره همت بالمغادرة وقالت
عن إذنك بقى أنا ماشية عشان ما أتأخرش أنا كنت قايلة لأمي هنزل أشتري حاجة وطالعة دا غير لو جاسر عرف إن أنا هنا عندك هيطين عيشتي.
كادت تتحرك نحو الباب فاعترض طريقها حدقت إليه بتوتر
فيه إيه يا حمزة
فيه إنك وحشاني قوي.
بس يا حمزة مش اتفقنا إننا مش هانعمل كدا تاني غير لما أكون حلالك!
ما أنا بعتبرك مراتي قدام ربنا دي مجرد تصبيرة بس لحد...
حمزة
يا لهوي جاسر أخويا.
أشار إليها بيده وقال لها بهمس
خليكي هنا ما تتحركيش ولا أقولك أخرجي من الباب اللي على السلم وأنا هشوفه عايز إيه وهشغله لحد ما تمشى.
أهلا عاش من شافك كنت مختفي فين يا صاحبي
أجاب جاسر بزهو وفخر من ارتكاب ذلك الذنب الكبير دون ندم
أبويا باعتني عشان أستلم له بضاعة من مينا بورسعيد استلمتها وخليت الرجالة يودوها على المحل وأنا بقى اتعرفت هناك على حتة بت أبوها مصري وأمها من روسيا.
كان حمزة يستمع إلى ابن خالته وعينيه تراقب الطريق ويرى رقية تسير بخطوات سريعة حتى اختفت عن مرمى بصره.
آه يا ابن الذين واتعرفت عليها ازاى دي
رفع جانب فمه بابتسامة وأجاب
بتشتغل فى الجمارك في الإدارة أنت عارف بقى صاحبك لما بيلاقي حاجة حلوة ما بيعدهاش من تحت إيديه بالساهل هزرت وضحكت