أحببت العاصي
ويرحل ويسافر ويبعد ولا يستقر بمكان وكل هذا من أجل حبه الأول فالحب الأول أما أن يعلوا بصاحبه إلي السموات السبع أو يهبط به إلي أعماق الأرض ولقد هوي عليها من كل شيء تذكر قلبه الذي ټحطم من أقرب الأقربين ومن بعدها ترك كل شيء باحثا عن حرية لقلبة من وهم يدعي الحب والآن هو سيعود إليهم ولكنه لا يجزم أنه سيبقي هناك طويلا فهو صقر شارد أعتاد أن لا يظل علي أرض واحدة طويلا فهو طليق
وكأنه كان ينتظرها ينتظر تلك النبرة فهرول إليها مثل طفل يسرع لأ أمه فتح بابه وألقي نفسه داخل أ ه وجعه ليس من حبيبة ولا من شعور بالرفض ۏجع الإنسان الحر يكون مقتصر تحت كلمة الكرامة وجعه بكرامته التي يشعر الآن وكأنها تهشمت إلي فتات نظرت له بنظرات حانية و الدموع ملأت عينها فأصبح لونهم قاتم مموج باحمرار فأشار لها رافضا تلك الدموع رافضا أن تتوجع رافضا دموع غاليته و أخيرا أجبره لسانه علي الكلام
يشتري ويساوم يا عاصي بيتكلم بغرور وكانه ملك الكون مهموش أن أنا مين لاء همه كله هدفع كام و ليه إحنا هنا في المزرعة وعيشين عادي ليه مش متصنعين حياة زائفة مهمش حتى أن بحب بنته وشريها لاء الأهم أنه يفرض شروطه بس أنا اللي رفضت يا عاصي جدك مصطفي قالها ليا قبل كده
الإنسان كرامة يا آدم ممكن قلبه ينكسر
نظرت له و لا تتحمل سخونة الدموع الحبيسة بين جفونها فهطلت علي وجنتها و قالت بصوت متحشرج باكي
آدم هما اللي خسروا مش أنت وده نصيب يا آدم
نظر إليها بتفحص قبل أن يقول بنبرة حزينة
آدم ده خير ليك يعني تحمد ربنا علي كل حال
اكتست نبرة بيأس قبل أن يقول أنا حبيتها
وبنبرة عقلانية اعتادت عليها ولو هي بتحبك هتحارب معك وهتبقي ليك ولو سبتك لوحدك يا
آدم وكأنها تخاطب نفسها يبقي متستهلش تفكر فيها
بخار الماء يتصاعد ويتركز علي المرآه بصورة ضبابية و صورتها التي تتجسد أمامها تغيب عن نظرها تدريجيا و تعاود محو الضباب بيدها وتتكون صورة أخري من الضباب وهكذا تتوالي والصورة تتحول إلي فتاة يائسة من مظهرها وجهها الشاحب يدل علي حالتها و كأنها تحفظ صورتها قبل أن تأخذ قرار مفارقتها الحياة برغبتها هي ستتركه فهي كدمية التي يضعونها في الموضع المختار لها ولكن ليس برغبتها لا رغبتهم هي التي تتحكم بها وحين قربت الشفرة المعدنية لكي تقطع شريانها لكي يتوقف ذلك النابض ليذكرها بكل ما في هذا العالم ولكن صيحات الخادمة أخرجتها من عالمها اليائس
والصوت مهلهل مفرح ست سلمي ست سلمي عز بيه رجع !!!
أحببت العاصي
من السابع الى الثانى عشر
الفصل السابع
والغائب قد عاد وأخيرا لأرض الوطن ل أمه وعلي الرغم من الخلاف معها دائما فهو يعشق ذلك المكان حضڼ أمه وطنه بحق أما عن أبيه فقد سعد وبشدة بعد سلام و عناق دام لساعات وساعات كان عز الدين يشعر بشعور ألفه أفتقده كثيرا ولكن ما يستغرب له حقا تلك الصغيرة التي ألقت السلام عليه بفطور و نظرت له نظرات بارده لا تحمل أي مشاعر اشتياق ما بالها فهو يفتقدها