ميراث الندم بقلم أمل نصر
پصدمة الأخرى
أبويا جالها لجوزك امبارح اللي يخش البيت ده لازم يحترم صحابه وانت عارفه مين صحابه دلوك.
انتفضت في الاخيرة ناهضة لتسحب ابنها الذي ظل على صمته بملامح ساكنة لا تونبئ بأي شيء وهي تصرخ مولولة بالدعاء المقصود
حسبي الله ونعم الوكيل ربنا جادر يجيب حجنا هترحوا منه فين هتروحوا منه فين
ظل صوتها يصل لأسماعهم حتى بعد مغادرتها بفترة ليست بقليلة فقد كانت مستمرة بالدعاء غير ابهة بصورتها أمام البشر في الشارع ولا بسمعتهم.
وفي منزل الدهشان الكبير.
أستيقظت على حركته المتواصلة حولها بالغرفة
لتتمطى على فراشها وتفرد بذراعيها للأعلى بصوت ناعس قبل أن ترفع رأسها بخمول ظاهر تتطلع إليه وقد كان واقفا أمام المراة يمشط شعر رأسه بعد أن تحمم بنشاط كالعادة وبدل ملابس الببتيه لجلباب اسود لامع انعكس على هيئته ليزيده هيبة ورقي لا تنكر أنه يعجبها فهو من تحق له النساء ان تفتخر به بحق وهي تستحق أفضل الرجال.
صدرت منه قبل ان يتلف إليها ويلقي بالفرشاة بإهمال متابعا
الساعة دلوك داخلة على تمانية مش يدوبك بجى تشوفي ايه اللي وراكي.
عادت برأسها على الوسادة تقول بتكاسل
ويعني انا ايه اللي ورايا هروح الزرع مثلا ولا هحلب الجاموسة خليني أريح شوية حكم انا مكسر..
قالت الاخيرة بمغزى فهمه ولم يعجبه التلميح
جومي يا فتنة وبلاها كسل مش هتحلبي جاموسة ولا هتسألي في فطار جوزك يبجى ع الأجل تشوفي بناتك ولا انتي ناسياهم دول كمان
نسياهم!
تفوهت بها ترددها باستهجان لتعتدل بمزاج تبدل متابعة
وهو في حد برضوا ينسى عياله ولا يعني عشان ما انا عايزة اريح شوية النهاردة الدنيا هتبوظ ما البيت مليان شغالين وهما اساسا اكيد تلاجيهم نايمين ولسة مصحوش ولو على فطارك اجوم يا سيدي احضره اها....
لا وعلى ايه خليكي جاعدة ما تتعبيش نفسك...... انا اساسا نفسي جفلت.
قال الاخيرة بفظاظة استفزتها قبل أن يتحرك مغادرا الغرفة لتغمغم خلفه بغيظ
يا باي عليك ولا مرة يكمل معايا حاجة حلوة دا بدل ما يسمعني كلمتين حلوين بعد الليلة بتاعة امبارح.
مفيش فايدة.
پغضب شديد واحتقان زاد بصدره حتى وصلت مرارته إلى حلقه هتف يخرج كلماته مشددا عليها لأنهاء المشكلة
الكلام دا مينفعش يا جد لحد كدة وكفاية حن عليك سيبني ارجع كل حاجة لوضعها انا نفسي جفلت ومعدتش متحمل.
تقبل انفعاله بهدوء شديد يسأله
مش متحمل ايه بالظبط صړاخ شربات ولا عمايل ابوك
صاح ليكمل بسخط
اديك شوفت بنفسك الفضايح اللي عملتها ولا عمايل ابويا اللي مخلاش مكان وراح اشتكانا فيه انا معدتش جادر احط عيني في عين حد حاسس الناس كلها بصالي ان انا اللي كلت حج ابويا طب وليه المرار دا يا بوي ما نفضها على كدة وشيل دا من ده يرتاح ده عن ده.
تدخلت عمته هويدا بصوت حازم
لا يا حجازي مفيش حاجة هتتشال تاني ولا تتحط البيت بجى
من نصيبك يا ولدي دا عطية جدك ليك محدش له دخل ولو على حكاية الناس اللي بتجول عليها دا شيء في دماغك انت وبس عشان كله مدي الحج لجدك ابوك عفش ولو لجي واحد بس يجف معاه مكنش استني انا عارفة وانت عارف الكلام دا زين اهدي يا ولدي وسيبك من المرة السو دي دي هي أس البلاوي اصلا
التف إليها يخاطبها بطاقة مستنزفة وألم ينخر بداخله تأثرا بالكلمات السامة التي القتها هذه الأفعي بقصد چرح مشاعر والدته
يا عمة تعبت انا راجل بحب اعيش في هدوء الحاجة اللي يجيني منها ۏجع الراس مش عايزها حتى لو كانت حجي.
ربت والدته على ركبته بدعم أما نادية فقد شعر بلمستها على عظام ظهره وكأنه تنقل اليه دفئها وحنانها فتغنيه بلمستها عن العالم أجمع فتدخلت سکينة بلهجة تشبه اسمها
يا غالي افهم بجى عماتك لما وافجوا