ميراث الندم بقلم أمل نصر
محمود توك ما صاحي يا راجل.
رفع كفه يباغته بمصافحة رجولية مبالغ فيها مما زاد من ارتياب عزب الذي تلقف مصافحته بابتسامة مضطربة ليحاول أن يجاريه بترحاب مفتعل
اهلا اهلا يا ناجي نورت البيت يا واد عمي بس ايه الحكاية والفاكهة دي كلها بتاعة مين
بتاعة مين
ردد بها من خلفه ليتابع بضحكة ساخرة
يعني
هكون جايبهم عندك امانة مثلا خبر ايه يا عم عزب دا حاجة بسيطة من خير الأرض جولت ادوجهم منها هي فين خالتي جليلة فين بجيت العيال عشان يفرحوا بالطرح الجديد
خرجت له المرأة على النداء تتلقفه بابتسامة مرحبة رغم تعجبها هي الأخرى لفعله
انا هنا يا ولدي جيت اها بسم الله ماشاء الله ايه دا كله
اشرق وجهه برؤية الصغير الذي كان ممسكا بيدها ليردف ردا على كلماتها
دا خير ارضنا يا خالة وانتي عارفة انها زينة وعافية وانا بصراحة بجى جايب الهدية دي لمعتز باشا خليه يدوج خير جدوده ويعرف بأصله الزين جرب يا واد .
تحب المانجا ولا الجوافة ولا التين ولا أجولك إنت تاخد تفاح عشان حلو زيك.
تلقى معتز دعوته ليمسك بعدد من القطع يقضم واحدة ويرمي الأخرى حينما تعجبه غيرها بمرح طفولي وكأنه وجد لعبة جديدة مع تذوقه للعديد من الأنواع المختلفة أمام دهشة جليلة وامتعاض عزب لتعجل هذا الأحمق بأفعاله وكأنه يقصد لفت نظر شقيقته التي هي كارهة من الأساس.
صدر الصوت كصيحة وقد ازعجها كم الفوضي التي تسبب بها طفلها بالإضافة لتناوله العديد من الفاكهة بشكل عبثي لم يعجبها
لتتقدم نحوهم بخطوات مسرعة ترفعه اليها ناظرة لهم باستنكار لم يؤثر في ناجي الذي تهلل وجهه برؤياها ليردف بتفاخر
ما تسبيه ينجي على كيفه الواد مبسوط.
مبسوط.
تمتمت بالكلمة باستتهجان واضح ناقلة بنظرة لوم نحو والدتها وشقيقها قبل أن تعقب له
هتف يوقفها قبل ان تواصل طريقها مغادرة
طب مستعجلة ليه ماتسيبي الواد معانا شوية خليه يفرح مع العيال وبعدها سبحيه زي ما انتي عايزة هو اساسا جمر ومش مستاهل .
همت ان تجفله برد غبي عله يرتجع من البدايه عنها ولكن شقيقها كان الأسبق برده
تلقت دعوته بترحيب شديد لتطلق قدميها للهواء مبتعدة عن محيطهم على الفور اغتاظ ناجي يرمقه بنظرة حاړقة تجاهلها عن قصد كي يوجه خطابه لوالدته
روحي ياما اعمليلنا كوبايتين شاي بسرعة ياما ونبهي ع الواد محمود يدخل الجفاصة دي جوا
هتفت امرة الرجل المسن برقتها ليتوقف بالسيارة التي يقودها لوسط الطريق الزراعي حتى تسائل بعدم فهم
بس احنا لسة جدامنا مسافة على ما نوصل لبيت هريدي الدهشان.
ردت وهي تعدل من وضعها حتى تترجل من السيارة
عارفة والله بس انا هاخد الحتة الصغيرة دي على رجلي عايزة امشي وسط الخضرة والهوا اللي يرد الروح.
ترجل خلفها ليعلق عارضا عليها من واقع عمله
وماله يا ست البنات امشي انا كمان معاكي الخطوتين دول واوصلك واهي العربية جاعدة مكانها ومحدش يجدر يجربلها عشان معروف دي بتاعة مين
أهدته ابتسامة عذبة ترفض بلطف
وبعدها ترجع تاني على رجليك لا يا عم انا كبيرة واعرف اوصل لحالي وعارفة السكة كمان يعني مش هتوه.
ضحك الرجل يتابع خطواتها ليتمتم من خلفها بمحبة
ربنا يبارك فيكي يا بنتي ويسعدك بروحك الحلوة دي يا ست الناس يا روح .
أما هي فقد واصلت تخترق المساحات الخضراء عن معرفة سابقة بكل شبر منها حتى توقفت أمام الشجرة العزيزة والملتصقة بعدد من النخلات الصغيرات ليخفق قلبها بدوي صاخب داخلها روحها المتعلقة بها وبالذكريات التي تحملها لها كانت تتواتر بذهنها سريعا وغبطة تغمرها وكأنها تملك الكون بأجمعه ذكريات من عمر طفولتها ما زالت تحمل اثرها وعشق كبر مع كبر العمر.
يا روح يا روح تعالي شوفي عمر ركب ع النخلة وبيبلغك انه هينتحر ويرمي نفسه من فوجيها
ينتحر من فوج ايه
قالتها لتترك اللعب مع بعض الفتيات ثم اتت مع شقيقته التي اجادت التمثيل