السبت 23 نوفمبر 2024

أصقلها الشيطان

انت في الصفحة 10 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

تضحياتكم عشاني انا مش هقول عليها غير أنها هدية جميلة ونفس الوقت عظيمة الشأن لثوابها الكبير هتسعدوني وتفرحوا قلبي لو قبلتوها 
أقتربت ميسرة منهما ووقفت أمامها متسائلة برفق 
أيه هى الهدية يا حبيبتي 
ترددت سدرة في البداية خوفا من رفض خالتها لكنها استجمعت شجاعتها وطرحت ما تريد قوله عليهما 
نفسي تقبلوا دعوة العمرة مني وأرجوك مترفضيش يا ماما دي من ميراثي من عم هارون يعني مش حرام بالعكس انا مخدتش من ورثي غير جزء صغير خالص وسبت الباقي كله لجوزي لأني حاسة أنه مش من حقي 
عبثت ملامح ميسرة وشعرت بأنزعاج من تكرار سدرة عرضها عليهما ثانيا فهزت رأسها بضيق ترفض عرضها مرة أخرى 
لأ يا سدرة انا سامحتك ورضيت عنك وصفحت ليك أخطاءك في حقنا بس مش هقبل الهدية دي مهما تعملي صدقيني هكون طالعها وانا نفسيتي تعبانة لأني حاسة بالذنب أرجوك يا سدرة متضغطيش عليا ولو عمك حسان عايز يروح انا مش همنعه لكن انا مش هطلع العمرة غير من فلوسي 
ثم أبتسمت وأقتربت منها تربت على كفها الذي أخذته بين يديها 
انا مش عايزاك تقلقي انا خلاص جمعت فلوس العمرة ليا ولعمك حسان مفضلش غير مبلغ صغير عملت بيه جمعية وهقبضها بعد شهرين وساعتها بقى هنحجز للعمرة ونروح وانا فرحانة بيها بجد 
وضع حسان يده على كتفها يضمها مقبلا جبينها بحب 
ربنا يبارك ليا فيك يا غالية مټخافيش انا كمان زيك مش هطلع العمرة غير من فلوسي عشان تبقى خالصة لوجه الله الكريم 
أبتسمت ميسرة ومسحت على صدره برفق 
أن شاء الله يا حبيبي وربنا يبارك ليا فيك ويخليك تاج على راسي 
تنهدت سدرة براحة بعدما علمت بتيسير الله لرحلة العمرة لوالديها قريبا وصمتت متمنية لهما السعادة وطول العمر قضت معهما باقي النهار تناولت الطعام بصحبتهما وتسامرت معهما في ذكريات طفولتها التي اتسمت بالشقاوة وخفلت ظلها مرا الوقت عليهم سريعا فأسرعت سدرة تستعد وتستأذنهما للرحيل حتى تعود لبيت زوجها في الوقت الذي حدده لها أصر حسان على أصطحابها لهناك رغم أعتراضها وعندما هبط لأسفل المنزل وجدا أحدى سيارات هارون تقف في أنتظارها وبداخلها سائقه الخاص شعرت سدرة بسعادة غامرة كونه أهتم لأمرها وخشى عليها من العودة بمفردها خرج السائق سريعا من السيارة وفتح لها بابها الخلفي يومئ برأسه ويطلب منها على استحياء 
اتفضلي
يا مدام 
هزت سدرة رأسها

برفق ونظرت لحسان تودعه 
كدا بقى مش هتكون قلقان عليا يا بابا هارون بعت ليا العربية تروحني 
أبتسم حسان لها وقبل جبينها بحب 
ربنا يبارك فيه ويحفظه خلي بالك منه يا حبيبتي اللي زي هارون راجل ميقبلش على نفسه أهانة ولا زل لحد يخصه فما بالك لما يكون الحد دا مراته 
أومأت له سدرة برفق وهى تشير له مبتعدة 
أن شاء الله في عنيه وربنا يقدرني وأقدر أسعده تصبح على خير يا بابا وابقى بوسلي ماما كتير قوي 
ضحك حسان بجذل وهو يشير بسبابته على عينيه 
بس كدا من عينيه الأتنين 
صعدت سدرة لداخل السارة وظلت تشير مودعة له حتى أبتعدت بها عن محيط نظره فأعتدلت في مقعدها وأمسكت هاتفها تتصفحه لترى أخر تحديثاته فقد ظل بحقيبتها طوال تواجدها لدى خالتها فقد نسيته تماما وأنشغلت بصحبة عائلتها الصغيرة الجميلة كانت تأمل كثيرا في أن تجد مكالمة هاتفية فائتة من زوجها لكنه مازال متحفظا في علاقته معها لا يريد الانخراط وراء مشاعر قد تودي به لهلاك قلبه دون رجعة أرادت أن تهاتفه لكنها تراجعت خوفا من أنشغاله أو محادثتها بضيق أمام السائق لذا أجلت محادثته لحين عودتها للمنزل ظلت شاردة تلاحق عينيها معالم الطريق حتى وصل بها السائق أمام القصر فتنبهت وأعتدلت تعد نفسها للنزول وحين ولج بها لداخله نزلت مسرعة تطوي المسافة البسيطة في خطوات كبيرة فقد اشتاقت له وتريد أن تملي عينيها بطلته وجدت مدبرة منزلها ذو الوجه العابث دائما بوجهها فعبثت بشفتيها بنزق وسألتها عن مكان هارون برغم تيقنها من وجوده في مكتبه الذي لا يبرحه الإ لغرفة نومه أو الخروج من القصر 
هارون بيه فين يا مدام حكمت 
نظرت لها حكمت نظرة زجاجية باردة وأجابت بروتينية قاټلة 
البيه في مكتبه وطلب محدش يدخل عنده لأنه مشغول 
زفرت سدرة بضيق وأشارات لها كى تنصرف 
انا مش هعطله كتير يدوب خمس دقايق اتفضلي روحي شوفي شغلك متشغليش بالك بيا 
أرادت حكمت الأعتراض لكن سدرة لم تمهلها الوقت لذلك وأتجهت لغرفة مكتب زوجها تطرق بابه ثم تفتحه وتدخل دون
أنتظار أجابته 
السلام عليكم 
رفع هارون رأسه عن كومة الملفات أمامه ينظر لها متعجبا 
وعليكم السلام خير في حاجة ضرورية! 
هزت سدرة رأسها بنفي وأقتربت منه تريد معانقته لكنها تراجعت بعد أن رأت جموده 
لأ مفيش أنا قولت أدخل أسلم عليك بس 
ثم عبثت ملامحها بلوم 
هو لازم يكون في حاجة ضرورية عشان أعرف أدخلك 
وقف هارون ولف حول مكتبه ونظر لها بجمود 
أه لازم هى مش فوضى يا سدرة انا عندي شغل كتير متعطل ولازم يخلص الليلة وبعدين حكمت مش بلغتك أن انا مشغول جدا ومش فاضي 
أومأت له وعيناها تومض بغيمات من العبرات الكثيفة 
أه بلغتني بس انا حبيت أشوفك قبل ما أطلع أوضتي على العموم انا أسفة على الأزعاج مكنتش أقصد 
لم تنتظر سدرة رده عليها واستدارت عائدة من حيث أتت قبل أن تنهمر دموعها أمامه أغمض هارون عينيه بضيق وأراد أن يوقفها ويضمها لصدره معتذرا عن فظاظته معها لكنه عجز عن فعلها فهو ېخاف من الأنجراف خلف مشاعره الثائرة فيعود الندم حليفه مرة أخرى لذا تحكم في نفسه وعاد إلى مواصلة عمله ثانيا وصعدت سدرة لغرفتها ترتمي على فراشها ټدفن وجهها به وتشبعه بدموعها الحزينة وبعد وقت قليل استطاعت أن توقف البكاء وأعتدلت تمسك حقيبة يدها لتخرج هاتفها منها وسحبت شاشته ونقرت فوقها تهاتف شخصا ما 
ألو
ألو
نزلت دموعها وهى تقول بأصرار 
مفيش فايدة مهما أعمل مش هيتقبلني وعشان كدا انا خلاص نويت اسيبه بس قبل ما اسيبه لازم أخليه يندم أنه فرط فيا 
أنهت مكالمتها وذهبت للمرحاض لكي تغسل وجهها ثم بدلت ملابسها بأخري منزلية مريحة ونامت تفكر في كيفية تنفيذ ما تنتوي فعله 
وفي منزل آخر حيث يوجد زاهر المهدي يعلو صوت ضحكه مجلجلا بعد أن أتته البشرة بقرب تنفيذ أنتقامه الأقوي والأكبر من هارون البنا عدوه اللدود فنظر له أحد أعوانه الأشرار مثله والذي يفعل أي شيء مقابل الحصول على المال وسأله مندهشا عن سبب سعادته المفاجأة فمنذ عدة دقائق كان يغلي ڠضبا 
خير يا زاهر بيه فيها أيه المكالمة دي عشان تفرحك قوي كدا 
ضم زاهر قبضة يعتصرها بقوة وعيناه تلمع پحقد بين 
أخيرا يا غندور هتحصل على أكبر صفقة من هارون البنا الصفقة اللي هتهز قوته في السوق 
نظر له غندور مستفسرا 
صفقة أيه دي 
تحفزت ملامحه بابتسامة عريضة 
صفقة أنشاء ورصف الطرق الجديدة تبع القوات المسلحة الصفقة دي بالمليارات ومكسبها هيوديني في حتة تانية خالص 
لمعت عين غندور بسعادة وأقترب من زاهر يستجدي كرمه كي يمن عليه ببضع الآلاف من الجنيهات 
بتتكلم بجد يا زاهر بيه كدا بقى انا وشي حلو عليك والمفروض تديني الحلاوة على الخبر الجامد ده 
أبتسم زاهر وأومأ له برضا 
عندك حق يا واد يا غندور أنت وشك حلو عليا فعلا وعشان كدا هحلي ليك بوقك 
ثم استدار خلف مكتبه وجلس على مقعده يفتح جاروره السفلي وأخرج
منه رزمتين من المال

ورماهما بلامبلاة على سطح المكتب 
خد يا غندور دول عشرين ألف جنيه مش خسارة ولو العطا رسي عليا ليك قدهم مرتين كمان 
أقترب غندور منه لاهثا ينكب على يده يقبلها بفرحة كبيرة 
ربنا يخليك لينا يا سعادة الباشا وأن شاء الله ربنا هينصرك على أبن الهرمة دا 
ثم اسرع يلتقط المال بيديه يقربه من أنفه يشتمه بأنفاس طويلة ويزفرها ببطئ 
أه يا زاهر باشا مفيش أحسن من ريحة الفلوس 
علا صوت ضحكت زاهر وهو ينظر لها بدونية 
ولسه يا غندر ياما هتشم وتشوف بس أنت خليك كدا معايا 
أومأ غندور وهو يدس النقود بجيب سترته 
انا معاك وتحت أمرك ورجليك في أي وقت يا باشا البشوات كلهم المهم أنك تقدرني ديما 
غامت نظرات زاهر وهو ينظر أمامه بشرود متحدثا من بين أسنانه 
هقدرك طول ما أنت بتجيب ليا أخبار أبن البنا صح ومبتتأخرش عليا 
نهض زاهر وأتجه لغندور يمسكه من ذراعه ويدفعه أمامه حتى خرج من غرفة مكتبه 
يلا بقى يا غندور أنت مش خدت الحلاوة اتوكل أنت دلوقتي عشان جايلي ضيوف وعايز استعد ليهم وأنت معطلني 
أبتسم غندور بسماجة وأومأ له عدة مرات 
حاضر يا زاهر بيه انا هتوكل فريرة وأول ما أعرف حاجة جديدة هجيلك جري أعرفك 
أغمض زاهر عينيه وهو يشير له ناحية الباب 
اخلص بقى يا غندور متبقاش بارد قولت مش فاضيلك دلوقتي 
وما أن غادر ذلك المنافق الخبيث بيت زاهر حتى صعدا الأخير مسرعا للطابق العلوي متجها لغرفة نومه حيث تنتظره أحدى عشيقاته السرية والذي كان معها قبل مجيء غندور فقد استغل غياب زوجته عن المنزل وأحضرها حتى ينال منها كما يفعل دوما مع ساقطاته 
الجزء التاسع 
لم تستطع سدرة أن تحصل على نومة هنيئة فقد باتت ليلتها ساهدة متقلبة على جمر من شوك يلهب قلبها قبل جلدها نهضت من فراشها باكرا كي تأخذ حماما باردا يعيد لها النشاط والحيوية وربما فلح في ضبط مزاجها المتعكر
أيضا وبعد ساعة قضتها في حوض الاستحمام المليئ بسائل رغوي ذو رائحة عطرية مميزة اكتفت بها ووقفت تلف منشفة قطنية حول جسدها الغض وأتجهت للمرأة بعد أن أخذت منشفة أخرى صغيرة تجفف بها خصلات شعرها برفق ووقفت أمامها تنظر لنفسها ومالبثت أن زفرت بضيق فلم يفلح ما فعلته في أن ينسيها ما حدث من هارون وشعرت بنغزات مؤلمة بقلبها جعلت الدموع تترقرق في عينيها وأنهمرت مخرجة معها أهات حزينة نادمة على ما أقترفته في حق نفسها وظلت لفترة حتى نفذت عبراتها وجفت تمالكت نفسها وتنفست بعمق تستجمع قوتها ثم فتحت صنبور المياه وأخذت القليل منه تغسل وجهها لتزيل أثار الدموع عن وجنتيها وخرجت لغرفة الملابس حتى تنتقي منها بعض القطع القطنية المريحة أنتفض قلبها بصخب حين وجدت هارون يقف على باب الغرفة ينظر عليها بأعين تشتعل رغبة وشوق لم تعيره سدرة اهتماما وقررت تجاهله حتى يذوق من نفس الكأس الذي ساقاها منه اختارت منامة من قطعتين وأخذتها عائدة للمرحاض مرة أخرى لكن صوت هارون أوقفها حين ناداها 
سدرة
استدارت تنظر له بضيق 
أفندم عايز أيه 
أقترب هارون منها ببطئ يمد لها يده بورقة مطوية 
دا كشف حسابك في البنك جه أمبارح وأنت عند خالتك خديه وأعرفي رصيدك 
نظرت سدرة للورقة بيده ثم له وهزت رأسها بنفي 
وانا قولتلك قبل كدا انا مش عايزة
10  11 

انت في الصفحة 10 من 26 صفحات