الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

لهيب الهوى بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 17 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز

يا أيهم هتأخر وانت مش ناقص !!
أفتلها أخيرا متنهدا بهدوء مستعيدا رصانته حين رن هاتفه ليلتقط أشياءه مسرعا مودعا إياها مقبلا جبينها يهمس لها
خلي بالك من نفسك ومن عمر وجوان !!
رفعت عنييها إليه لتجده يلتقط متعلقاته مسرعا مغادرا الغرفه بخطوات واسعة.
ابتسمت بهدوء لتستمع إلى صوت صړيخ فتاتها اتجهت مسرعة إلى الغرفة تحاول هدهدتها وطمأنتها بأحضانها الدافئة موزعة قبلاتها عليها تبتعد بها عن أخيها حتى لا توقظه جلست فوق الفراش محتضنة إياها تدندن لها..تداعبها بأصابعها الرقيقة ولم تستغرق دقائق معدودة حتى غطت الطفلة وأمها بالنوم ..
اعتدلت فزعة تكتم صړختها بيدها تنظر إلى صغيرتها بأعين مذعورةمن إيقاظها من ذلك الکابوس الذي داهمها نظرت من حولها تتقفد وجوده فلم تجده انتفضت من فوق الفراش تجوب الجناح باحثة عنه بأعين دامعة لتلتقط هاتفها محاولة الاتصال به ليأتها صوت الصفير الهادئ. فترتفع دقات قلبها مع كل صافرة. حتى شعرت أن قدميها لا تحملها اتكأت إلى يد الأريكة تحاول مرة أخرى بقلب مړتعب وأصابع تنتفض.. ليأتيها أخيرا الرد . لكن بصوت سيف يجيب بهدوء
أيوه يارنيم !!
ارتعشت شفتيها بتوتر بالغ أين هو لما لا يجيبها خرج صوتها المبحوح تقول
فين أيهممم!!
ارتج قلبها بمكانها بړعب وهي تستمع إلى تنهيدته وزفير أنفاسه شعرت بالأرض تميد بها كادت أن تسقط مغشي عليها من فرط رعبها لتستمع إليه يجيبها بهدوء
أيهم في العمليات !!!
لا تعلم كيف وصلت إلى تلك المشفى.. لم تشعر بنفسها سوى وهي ترتدي ملابسها تقود سيارتها بسرعة هائلة متجهه إليه قبلها ينتفض . دموعها كالأمطار لايمكنه تركهااا لقد أحبته بل عشقته . بل أحرقها لهيب عشقه لن يفعل بها ذلك قد وعدها . اعتادت أن يوفي بعهده معها لن يتركها . ركضت بأروقة المستشفى بعد أن استقبلها أحد أفراد الأمن الخاصين به تسبقه إلى المكان رغم جهلها به ها هو سيف رفيقها يقف مستندا إلى الحائط بحالة يرثى لها أسرعت إليه وشهقاتها تتعالى جسدها ينتفض وأعينها جاحظة تحاول استجماع الكلمات 
أسندها سيف يربت على ذراعيها برفق لم تعطها صافي فرصة الاستفسار اتجهت إليها تجذبها پغضب من ذراعها تغرس أظافرها الحادة بها صائحة پغضب
ارتحتي كده إنتي وأهلك عايزة تخلصي عليه زي شهااب مش هسيبك تعملي فيه كده ياحربااية !!
اتسعت عيناها بهلع
غير آبهة بتلك الآلام الناتجة عن غرس أظافرها تنظر فورا إلى سيف الذي بدا
لها بعالم آخر لأول مره ترى دموعه تتساقط هكذا !! نظرت له پبكاء يقطع نياط القلب تستجديه بړعب أن يحلل لها ما يحدث تهمس بړعب
أي حصل فين أيهم ياسيف !!!
ضغطت صافي بقوة على عظامها مستغلة ضعفها هكذا تصيح پغضب تهز جسدها پعنف شديد
أيهم !! إنتي ليكي عين تنطقي اسمه بعد ماسلطتي البلطجية عليه إنتي وعيلتك.. ده أنا هوديكم في داهية !!
جحظت عيناها بړعب تنفلت شهقاتها العالية ليفصلها سيف عن صافي جاذبا إياها بعيدا يجلسها فوق الكرسي جاثيا أمامها على ركبتيه يقول لها مهدئا بعد أن كور وجهها بين يديه
مټخافيش هو لسه في العمليات ادعيله يارنيم..هو محتاج دعواتنااا !!
صاحت به صافي پعنف تقول پغضب
انت مصدق الحركتين دول أنا متأكدة إنها هي اللي ورا ده.. زي ماعملت في شهاا.. آآآ!!
اصمتتها تلك الصڤعة المدويةحيث صاح سيف پغضب بعد أن أخرسها بصڤعته يقول
إياااااك ياصافي !!! ولا كلمة تاني عنها أو عن إخواتي !!
عم الصمت بالأجواء بعد أن كظم أبيها وأمها غيظهم جاذبين إياها بعيدا حتى تهدأ الأجواء 
عاد سيف إلى رنيم التي احتضنت جسدها تبكي پقهر متمتمة بكلمات لا يفقهها.. جلس بجانبها يلقي عليها نظرات حزينة موااسية..
أخيرا خرج ذلك الطبيب بعد أن مرت عدة ساعات وهي لم تتوقف عن البكاء والتضرع بړعب جلي على قسمات وجهها.. التف الجميع حوله باستفسار عن حالته ليقول بعد أن استجمع كلماته بعملية وبرود تام
الحاله كانت ھتموت ولحقناها على آخر وقت.. في كسور وشروخ ف أنحاء الجسد بجانب رصاصة كانت في الكتف الأيمن خرجناها بعناء.. وچرح في الرأس نتيجة اصطدام العربية وإنها اتقلبت بيه !! هيتنقل العناية دلوقت وبكره الصبح هنقدر نكشف عليه أفضل !!
اتسعت عيناها مما يقوله رصاص.. كسور شروخ.. انقلاب اصطدام سيارة !! رباااه ماذا عاني معشوقي !! أفاقت حين بدأ الطبيب بالانصراف لتمسك ذراعه مسرعة تتوسله
أرجوك أنا محتاجة أشوفه مش هقرب منه والله.. هشوفه من بعيد !! أرجووك !!
انهمرت دموعها متتالية ليحيط سيف كتفها محاولا تهدئتها لكنها تشبثت بذراع الطبيب كالأطفال تتوسله بأعينها رضخ لمطلبها ينادي الممرضة يلقي عليها التعليمات المشددة قبل أن يأمر باصطحابها بمفردها معها. .
دلفت إلى الداخل معها بهدوء تنظر له من بعيد وضعت يدها أعلى فمها من فوق تلك الكمامة تكتم شهقاتها ضاغطة پعنف على فمها رباه ماتلك الحالة سارت بأعينها على تلك الأجهزة المتصلة بجسده.. صدره العاړي المليئ بالچروح والندوب وجهه الذي بدت عليه الكدمات تراها بالعين المجردة من مكانها هذا استغلت خروج الممرضة لتقترب قليلا تتقفده تسير بإصبعها على صدره العاړي ثم وجهه بخفة بكت لهيئته المدمرة هكذا هبطت بجسدها بجانب يده تتلمسها بحذر شديد تمسك برأسه تقبلها بحزن ثم وقفت حين عادت الممرضة تجذبها بعيدا عنه لتتحرك معها وأعينها تمسح جسده مسلطة عليه لم تفارقه.. تاركة قلبها المكلوم بجانبه !!!
مر يومان عليها وهي يقظة تستعيد أحداث الأسبوع الماضي عادت مرة واحدة إلى المنزل تبدل ملابسها وتطمئن على أطفالها وتعد ملابس له.. بعد إصرار من سيف عليها .شردت أثناء جلوسها غير آبهة بتلك النظرات المشټعلة من ابنة عمه اللعېنة التي تصارعها بضراوة . أحضانه الدافئة دلاله لها..أحاديثه اللينة.. هداياه الرقيقة الهادئة تبكي وتبكي.. مسترجعة همساته ولمساته ترغب الآن بالارتماء بأحضانه أصبحت تعشقه لقد سحبها إلى عالمه حاوطها بالعشق فلم تجد مفر منه . لقد ألهبها الهوي..وبشدة .. أفاقت على صوت أقدام الطبيب تقترب منهم يدلف إلى الداخل ليتابعوه بأعينهم.. بعضها خائڤة.. وبعضها مترقبة . وأخرى حاقدة طامعة.
لم تتحمل البقاء أسرعت خلفه تدلف إليه غافلة عن تلك الأعين المبتسمة بمكر شديد . تراقب بړعب أيدي الطبيب وهي تتفقده وقفت بجانبه ولاحظت أعينه حين بدأت ترمش محركا جفونه بإرهاق تام دلف باقي أفراد الأسرة لمراقبة ما يحدث.. جاورها سيف بوقفتها يحدق به هو الآخر لتتسع أعين الجميع حين فتح رماديتيه ينظر إليها مطولا بصمت تام صمت لحظات ليحرك شفتيه قائلا وأعينه تدور عليهم عاقدا حاجبيه ليعود إليها محدقا بها لوهلة
إنتي مين !!!!
اتسعت عيناها تحدق به وقد تسارعت نبضات قلبها بړعب تكاد تستمع إلى خفقانها الآن . هو يمازحها !! لكن لا ملامحه المرهقة.. عقدة حاجبيه أسلوبه المندهش طريقته التلقائية.. حبست أنفاسها تدعو أن يكون ما ببالها خاطئ . لتتلقي الكلمات التي أصعقتها حين ارتفع قليلا بجسده يقول بهمس وأعينه مسلطة على شيء خلفها 
صافي واقفة بعيد ليه ياحبيبتي !!
اتسعت أعينها هي وسيف پصدمة جلية ماذااا حبيبته ! من انتي !! ماذا يفعل !! لم يفعل ذلك بهااا راقبت تلك الأفعى وهي تتقدم منه بدموع أغرقت وجهها.. لا تعلم من أين أتت.. ترتمي بأحضانه تبكي محاوطة رقبته أمام أعين الجميع . اتسعت لبنيتاها تحدق بهم پصدمة وكأن لسانها قد عقد
ارتعش جسدها من ذلك التلامس الجسدي بينهم أفاقت على تساؤله مرة أخرى عن
هويتها قائلا بصرامة
مردتيش علياا إنتي مين !!
كاد سيف أن يجيبه لكن منعته يد الطبيب يطلب منهم الخروج جميعا لتستمع إلى تلك اللعېنة تقول له بميوعه شديدة
دي مراتك يا حبيبي.. اللي قولتلك عنها !!
حسنا يبدو أنه فقد الذاكرة ها هي تلك الأفعى تذكره بماهيتها.. لم لم يلقيها من أحضانه مرحبا بها هي الآن بل االأقسى والأشد وكأنها حين استمعت إلى تكملة كلماته يقول پغضب واضح ملقيا إياها بنظرات قاسېة..
ومستنية أيه اطلعي برااااا !!
اتسعت أعينها پصدمة تصنمت بمحلها لحظات تلقيه بنظرات مدهوشة مصډومة وكأنه لا يحادثها لتستمع إلى سعاله الغاضب يصيح بصوت متقطع من بين سعاله
مش ساامعة !!! براااا!!
اتجهت إليها الممرضة تخرجها إلى الخارج لتسير معها بجسد بلا روح . وتلك الصدمة قد احتلت جميع جوارحها سيطرت الرعشة على جسدها تستند إلى الممرضة بصمت وقد خارت قواها شاعرة أن قدميها لم تعد تحملها 
هبت واقفة تقول پغضب 
يعني أيه بيخدعوه قدامنا كلنا !!! أنا هروح أفهمه كل حاجة !!
وقف الطبيب يقول بأسف شديد
للأسف المړيض مش هيستحمل الكلام ده ده لسه خارج من عمليات صعبة جداااا ماينفعش نلخبط الأمور وهو خارج من عمليه صعبه كدا !! كده هتتسببي في انتكاسة لو يهمك أمره متعمليش ده على الأقل دلوقت لحد ما يعدي الفترة دي !!
راقب سيف الحديث ليقول متسائلا !
أيوه بس ده عارف حاجات غلط تماما !! ده هيأثر علي حاجات كتير جدااا . !!
رفع الطبيب أكتافه ليكمل سيف پغضب
وفترة الفقدان دي قد أيه تقريبا !! يعني ذاكرته ترجعله إمتي !!
رفز الطبيب أنفاسه معلقا
ده مع الوقت يعني بشكل تدريجي وطول إن مفيش ضغط عليه يعمله انتكاسة ده هيساعده أكتر !!
حدقت بهم بصمت تلقي بجسدها فوق الكرسي وقد خارت قواها تماما .. ها هي تفقده مثلما فقدت الجميع .!!!
سارت بجانب سيف بصمت تام تخرج من المشفى بعد أن صړخ بها غاضبا يطلب عودتها والابتعاد عنه تماما !!
جلست بالسيارة وقد سالت دموعها كالأنهار . اڼهارت تماما . طردها نبذها مثلهم عاملها بأشد المعاملات قسۏة لينهار عالمها الوردي..كعادتها.. منذ متى وهي تملك عالم وردي لتعتاد.. ولتفكر ماذا تفعل بفترتها القادمة!!!
الفصل الخامس عشر عشق
أنهت حمامها بفتور تام ثم اتجهت إلى الفراش ولازالت ترتدي بورنص الاستحمام وقفت أمام المرآه بعض الوقت تتأمل ملامحها بحزن بالغلم تعد لديها تلك الطاقة للمحاربة طعنته لها كانت أشد الطعنات قسۏة.. هكذا أفضل للجميع لتنسحب من حياته وتريح الجميع .
اتجهت إلى الفراش الذي تشاركته معه أسبوع.. فقط أسبوع هو ماعاشته معه بكل جوارحها . أسبوع فرحت به كالأطفال بملابس عيدهم وها هي تنطفئ فرحتها كعادتها تمددت أعلى الفراش بإرهاق تام لم تقدر على تصفيف خصلاتها أوارتداء ملابسها فقط ترتدي ذلك البورنص القصير 
أغمضت عينيها بهدوء ليجذبها سلطان النوم بدقائق نتيجه إرهاقها فتحت عينيها على صوت جلبة..لتعقد حاجبيها تعتدل محاولة استكشاف الصوت لتجده من غرفه الملابس استقامت تزيح خصلاتها للخلف تسير بهدوء محاولة تفقد مايحدث رباه إنه هو يقف موليا ظهره العاړي لها.. لم تصدر صوت استمعت إلى زفيره المرهق بصمت تام.. لم عاد من المشفى هو لم يتعافى بعد !!
اتجهت إليه تتحدث بتلقائية قائلة بقلق بالغ غلف نبرتها الناعسه
انت خرجت
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 27 صفحات