طفلة في قلب الفرعون
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
تصحى فجأة
سالته بأعين متسعة وصوت شحب فجأة
امال بنت مين !!
رد على مهل بشرود
دنيا مجرد واحدة ربيتها عشان تفيدني طول ما هي عايشة بس!!
المفاجأة ألجمت لسانها.. عقدت حروفها التي كادت تندفع للمتابعة بلسعة الصدمة !
لم تنطق فأكمل دون أن ينظر لها
دنيا بنت مراتي.. أمها ماټت بعد ما ولدتها بشهر!!!
ماټت ازاي!
بدا كالمسحور الذي اخضعه سحر غريب ليسلب الحقيقة من بين حواجزه بكل سلاسة !...
فأجاب بكل هدوء
كنت بضربها لما نرفزتني وفجأة لقيتها طبت ساكتة أتاريها كانت عندها القلب وماقالتليش او بمعنى أصح انا ماكنتش مهتم بيها وماستحملتش وماټت بسكتة قلبية..!
إنت عرفتي سر من أسراري وده معناه إن حياتك معرضة للخطړ لو أي حاجة طلعت برا الأوضة دي
ثم نهض بنفس الهدوء يغادر تلك الغرفة وكأنه لم يهددها بحياتها للتو وهو يخبرها أنه قتل والدة الطفلة التي تعتقده أبيها ويمكن أن تضحي بحياتها فداءا له.......!!
دلف يزيد للغرفة التي تقطن بها دنيا بنفس الڠضب الذي يكاد ېحرق العالم بأكمله...!
إنتفضت هي واقفة بمجرد أن فتح الباب لټنفجر فيه صاړخة بتساؤل غاضب
إيه ده مش تخبط على الباب!!
وفجأة وجدته يقترب منها بهدوء مقلق.. بدأت تعود للخلف بنفس البطء... عيناه التي إنفجرت بها حمم بركانية تناثرت شظاياها وسط حروفه عندما هتف بخشونة حادة وهو يمسك ذراعها پعنف
لم يتلقى أجابة فتابع بشراسة ذكرتها أنها تحدث الفرعون
شكلك حبيتي السچن القذر اللي تحت عشان تلمي نفسك
حاولت نفض ذراعها الذي أحمر من قبضته القاسېة وهي تردف بنفس حدته
أنا مش متبعترة عشان ألم نفسي و اه ياريت ترجعني السچن على الأقل مش هشوف الأشكال ال اللي شوفتها هنا
لم تجب بل أصبحت تحدق بعيناه.. وآآه من عيناه... عيناه التي اصبحت مثله تماما.... نوعا آخر من الطلاسم... ولكنها أشد إحكاما وظلمة... طلاسم تخفي بين ثناياها حكايا الدنيا وما فيها!!...
وفجأة هتفت هي بصوت هادئ ظاهريا ولكنه أصاب هدفه
أنت كل اللي حارقك إن واحد غيرك مد إيده على حاجة تخص الفرعون مش عشان أنا مراتك ولا إنه مفروض صاحبك مثلا..!!!
سمعت صوت صكيك أسنانه الحاد علامة على غضبه وجنونه اللذان ازدادا حد السماء....!
وفجأة كان يضغط على فكها أكثر حتى تأوهت پألم ولكنه كتم تأوهها عندما مال برأسه يلتقط شفتاها بقبلة مچنونة... عڼيفة... إعصار من شتى المشاعر التي تجتاحه حاليا!!......
بعد مرور يوم آخر
في المطار.......
كانت دنيا تصعد معه الطائرة عن جهل تام.. عيناها تحتد مع مرور كل دقيقة وهي تزمجر فيه بغيظ جلي بين جموح بحر عيناها
مش هطلع إلا اما تفهمني انت واخدني على فين!!
أغمض عيناه يحاول تهدأة نفسه... ومن ثم همس بهدوء كان كهدوء ما قبل العاصفة
اطلعي احسن لك اما نطلع هفهمك
هزت رأسها نافية والعند يتضخم داخلها
ابدا.. إنت جبت لي هدوم معرفش ازاي من غير ما اقيسها وخدتني زي البهيمه لحد هنا وانا مش عارفة احنا رايحين فين خطوة كمان مش هتحرك من غير ما اعرف احنا هنغور ف أنهي داهيه !
كانت عواصف غامضة.. مظلمة كالعادة تغيم بعيناه السوداء.... دقيقة كانت زمن هذه العواصف التي غابت فجأة ليحل محلها أمطار خبيثة عابثة ومشاكسة وهو ينحني بحركة مباغتة ليضع يداه عند ركبتيها والاخرى عند ظهرها ويحملها على كتفه بكل عشوائية !!....
ظلت تضربه هي على صدره صاړخة
نزلني.. نزلني يا همجي يا عديم الانسانيه
تجاهلها تماما وهو يصعد لتلك الطائرة الخاصة بكل برود وهي لاتزال تصرخ بانفعال....
صعدوا بالفعل فوضعها يزيد على احدى الكراسي بالطائرة ثم جلس جوارها بأريحية.. فرد ظهره على الكرسي وهو يحرك يداه معا متنهدا لتصيح هي فيه فجأة بعصبية مضحكة
وحياة أمك
كادت ضحكة تفلت من بين عبوس شفتاه ولكنه تمالك نفسه بصعوبة ليسألها وهو مغمض العينين
عايزه إيه يا بيئة! صدقيني انا بحاول امسك نفسي عشان ما امدش ايدي عليكي
كادت تبكي وهي تجيب بطريقة طفولية
عايزه اطفح جعانة!!
نبرتها المرتخية..حروفها المدببة ببوادر بكاء... لوي شفتاها التلقائي كالأطفال.... كل شيء بها طفولي يجذبه لها دون أن يشعر..!!!
رمى نظرة جامدة نحو مضيفة الطيران وهو يشير لها بإصبعه لتومئ هي مؤكدة برأسها.. غابت لدقائق ثم عادت وهي تسحب امامها منضدة صغيرة عليها الطعام....
وضعت لهم الطعام وهي تقف بهدوء.. رفعت دنيا الغطاء الصغير الذي يغطي احدى الاطباق لترى به خمس أصابع ورق عنب فقط....!!!!!!
مدت دنيا إصبعها تلتقط واحدا لتضعه بفاهها وهي تستطعمه مرددة للمضيفة بفكاهه طفولية جعلت يزيد ينفجر ضاحكا
إستوى خلاص إطفي على الحله وهاتيها
تعالت ضحكات يزيد الرجولية.. لأول مرة تشرق ضحكته هكذا منذ أن رأته... ضحكة خرجت من بين ثنايا قلبه لتدغدغ دقات قلبها تلقائيا..!
بينما وقفت المضيفة متسعة الحدقتان مذهولة تضحك رغما عنها..
دقيقة وكانت الطائرة تقلع فشهت دنيا بتلقائية بقلق وهي تمسك بيد يزيد الموضوعة جوارها لم يفكر يزيد مرتان وهو يضع يده عليها لتحتضن يده العريضة الخشنة يدها الصغيرة بحنان فطري.....
إرتعشت كل خلية بها من هذه اللمسة الدافئة... وإرتعش جمودها وبرودها من حنو يكاد يذيبها....!!
وحينما لاحظ يزيد أبعد يده على الفور يتنحنح بخشونة هاتفا
خلاص الطياره طلعت بلاش شغل الأطفال ده ولا دي طريقة جديدة عشان تلفتي نظري ليكي بيها !
وقبل أن تجيب بما يناسبه كان يغمض عيناه بهدوء مع قوله الحاد الجامد
إتخمدي وبطلي فرك عايز أنام انا مش فاضيلك متنسيش إنك مخطۏفة يا... أنسة!
قال اخر جملة بسخرية مريرة واضحة لتكز هي على أسنانها بغيظ.. لا يمكنه إتمام موقف ولو قصير دون أن يدمر صفوه بغلاظته القاسېة تلك....!!
بعد مرور ساعات.........
هبطا من الطائرة واخيرا... كانت دنيا تتلفت كل دقيقة حولها علها تستشف أين هي !...
حقيقة واحدة هي التي قدمت نفسها لها على طبق من ذهب.. أنها ليست بمصر بل خارجها !
وكالعادة كلما شعرت بملمس يد يزيد على بشړة ذراعها الناعمة إرتعشت بشيء من الاستجابة التلقائية لذلك الدفئ الذي تلتمسه في لمسته....!!
نظرت له بحدة لتجده ينظر أمامه بهدوء ولكن يداه لم تفلت يداها.. زفرت بصوت مسموع قبل ان تقول بنبرة متجهمة
ممكن أعرف احنا رايحين فين دلوقتي!
لم ينظر لها حتى وهو يرد بجملة مقتضبة
ياريت تنقطيني بسكاتك انا عارف انا بعمل إيه
توعدت.. ثارت... تعاركت الحروف داخل جوفها لتصدح مهاجمة غروره ذاك.... ولكنها كتمت كل ذلك بمهارة وهي تحاول تهدأة نفسها..!
كانا يسيران في شارع شبه خال من السكان وفجأة سمع يزيد صوت احتكاك عجلات سيارة يقترب منهم بسرعة...
بحركة مباغتة حمائية كان يجذب دنيا لتقف خلفه وهو يعود بها للخلف ببطء... وبالفعل كما توقع خلال لحظات كانت سيارة تخترق الرؤية امامهم وبضع رجال يهبطون منها......
لعڼ تحت انفاسه بصمت... لم يتوقع أن يجدوه وبمجرد وصوله المطار !!!!
ثم حانت منه التفاتة سريعة لدنيا ترافق تمتمته الحانية
إهدي خالص وماتبصيش لهم مش هخلي حد يلمسك.. ولو حصل اي حاجة اجري إنت هتلاقي عربية ظهرت اركبيها
اومأت دون شعور منها بلهفة... بالرغم من كونها كانت ذراع والدها الأيمن في معظم أعماله المشبوهه.. ولكنها لم تدخل في تصادم جسدي فعلي وخاصة مع ماڤيا سوى مرة في حياتها كلها...!
نظر يزيد لهم بكل ثبات.. وخرج صوته هادئ وتحيطه هالة من الخشونة كالعادة وهو يهتف
عايزين إيه!!
إنت بتعرف ياللي بنريده مستر يزيد.. بدنا الميكروفيلم اللي بيدين سراج واتباعه اللي أنت قلت إنه معك!
نطق احدهم بمكر هادئ وعيناه تتجول ملامح يزيد الصلبة وملامح تلك القطة التي لم تستطع محو وغزات الذعر الانثوية من بين كرة الثبات التي تحيط بها....!!!!
هز رأسه نافيا بنفس الهدوء الذي يكتم خلفه إنفجارات عدة
مش معايا حاجة
كان يتحدث بهدوء ناظرا له وفي اللحظة التالية كان يقبض على يد دنيا جيدا ليركضا معا فجأة بسرعة....
إلتفت يزيد برأسه وهو يركض مع دنيا ليجدهم يركضون خلفهم كما توقع.. ولكن ما لم يتوقعه هو إنطلاق الړصاص من خلفهم بشكل مفاجئ وفجأة وجد دنيا تتصنم مكانها فجأة بشحوب و...............!
يتبع....