الإثنين 25 نوفمبر 2024

أسرار عائلتي

انت في الصفحة 35 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

يهتف بقلق 
_ استنى يا عمو !
إستدار إليه ياسر وطالعه بإستغراب بينما واصل سيف ببراءته التي ټخطف القلوب 
_ انت هتروح المستشفى وهتبقى كويس صح 
إبتسم له ياسر رغما عنه ورغم أنه لا يعرف هوية ذلك الصغير إلا أنه أجابه بهدوء 
_ ايوه متقلقش استنى انت هنا لحد ما ارجع وهتشوف ومنه نتعرف على بعض ايه رايك 
إبتسم سيف بحماس وردد 
_ موافق وعلى فكرة أنا إسمي سيف !
إرتشفت من كوب العصير الذي كان بين يديها وهي تجلس أمام أمجد في أحد المقاهي وتنظر إلى النيل المطل عليه بشرود أفاقها منه أمجدحين قال بمرح 
_ هو انت كل ما تبقي معايا بتسرحي ويا ترى سرحانة في ايه المرة دي 
إبتسمت له بخفة ثم أجابت بضحكة 
_ عادي كنت سرحانة في حياتي الي اتغيرت بين يوم وليلة لما عرفت ان بابا عايش لا وكمان عنده عيلة كبيرة فيها تسعة اولاد وأنا البنتالوحيدة بينهم !
تطلع إليها أمجد بحنان وتساءل 
_ ومبسوطة 
_ مبسوطة اوي أنا عرفت معاكم يعني ايه عيلة بجد !
قالت ذلك ثم تنهدت قبل أن تردف وهي تنظر إلى كوبها 
_ بس اتمنيت لو ماما تبقى معانا !
أخفض أمجد بصره بحزن ولم يعلم بما عليه أن يجيب لكنه حاول تغيير الموضوع قائلا بعد ثوان من الصمت 
_ على فكرة أنا قررت اسمع كلامك واخطب ملاك .
رفعت بدور نظرها إليه سريعا وتساءلت بفرحة 
_ ده بجدد !
أومأ أمجد مؤكدا فصاحت بدور بحماس 
_ يبقى هنعمل فرحنا مع بعض صح 
رفع أمجد حاجبيه متمتما بتعجب 
_ ليه هو انت وافقت على رسلان 
أومأت برأسها بخجل فإبتسم أمجد بإتساع ثم تساءل بنبرة ماكرة 
_ ويا ترى وافقت ليه مش كنت شايفاه زي أخوك 
أخفضت رأسها بخجل وهي ترفع كتفيها مجيبة بصوت منخفض 
_ عادي يعني أنا مش عايزة اسيب العيلة لو اتجوزت حد تاني ..
قهقه أمجد بصوت عال جذب إنتباه من بالمقهى فحاول إخفاض صوته حين قال 
_ مش عارف ليه افتكرت أول يوم ليك معانا لما كنت خاېفة مننا وبترتعشي
ماء !
ضحكت بدور بخفة متمتمة 
_ بصراحة أنا أصلا تخيلتكم كده ساعتها !
قالت كلماتها تلك ثم عادت تنظر إلى النيل قبل أن تتابع كلامها هامسة ببسمة صغيرة 
_ بس بصراحة حبيت المغامرة وقدرت أعرف تقريبا كل أسرار العيلة الي كانت بالنسبالي غامضة ..
تمتم أمجد بضحكة صغيرة 
_ أسرار 
أومأت بدور بتأكيد ثم أردفت بفخر 
_ وأنا عرفتهم كلهم !
وقبل أن تسمح لأمجد بالحديث كانت هي تستطرد سريعا 
_ لا استنى ! في حاجة واحدة لسه معرفتهاش !
_ هي ايه 
نظرت إلى عينيه وتساءلت بحيرة 
_ مرات عمي أحمد .. اڼتحر ت ليه 
طالعها أمجد لثوان ثم ضحك قائلا 
_ منصحكيش تعرفي لانك لو عرفت ممكن ترجعي تخافي مننا تاني !
إستفسرت بدور بفضول 
_ ليه 
نفى أمجد برأسه متمتما 
_ أنا مش هقولك اسألي حد تاني لو عايزة !
كانت تجلس لوحدها بغرفة الجلوس بعد أن صعدت دينا إلى غرفتها لتحضر هاتفها عندما وجدت رجلا عجوزا يدخل البيت فجأة فنظرت إليهبإستغراب وتساءلت فور وقوع نظره عليها 
_ انت مين 
طالعها رشاد _ جدها _ باستغراب وقال 
_ انت مين ايه يا هناء هو انت بقيت بتعرفي تهزري 
توقعت هناء أنه أحد أقاربها لمعرفته إسمها فأجابت وهي تنفي برأسها 
_ أنا مش بهزر أنا بجد مش فاكراك لاني فقدت الذاكرة .
طالعها رشاد پصدمة سرعان ما تحولت إلى الملل هاتفا 
_ في ايه يا بنتي هو انا اسيبك يومين ارجع الاقيك اتعلمت الهزار البايخ 
نزلت دينا في ذلك الوقت وإستمعت إلى جملته الأخيرة فقالت بتوتر 
_ ااء جدو ! هناء فقدت الذاكرة فعلا !
إلتفت رشاد إلى دينا مطالعا إياها پصدمة في نفس الوقت الذي ظهر فيه عامر من خلفها متقدما من والده وتحدث بهدوء 
_ تعال فوق يا بابا وأنا هشرحلك ..
حول رشاد أنظاره إلى عامر والذي سحبه من ذراعه ليصعد إلى غرفته في الأعلى وفور وصولهم صاح رشاد بقلق 
_ احكيلي يا عامر حصل ايه في غيابي 
أجبره عامر على الجلوس على سريره ثم تنهد قبل أن يبدأ الحديث 
_ هناء استغفلتني وقررت انها تكمل انتقا مها من وائل وراحت لحد فيلته .. مش عارف كانت ناوية على ايه بس الي عرفته بعدين انه قدرياخد منها .. عذريتها 
قال الأخيرة بصعوبة غير غافل عن أعين والده المتسعة من الصدمة لكنه إسترسل كلامه قائلا 
_ بس في ست طيبة شافتهم وهما داخلين للفيلا وحاولت تلحقها وأخدتها عندها ولما هناء فاقت حاولت تنت حر ونطت من الدور الأول بسالحمدلله وقعت على كومة ورق شجر بس دماغها ضړبت في حاجة صلبة تقريبا عشان كده فقدت الذاكرة ..
زفر عامر في نهاية كلامه بعد أن كان يشعر بغصة في حلقه أثناء حديثه .. رفع رأسه إلى والده ليجد ملامح الڠضب تغلف وجهه متمتما 
_ يعني مش مكفيه انه السبب في مو ت بنتي وكمان ضيع شرف حفيدتي 
حاول عامر تهدئته قائلا 
_ هنشوف الموضوع ده بعدين يا بابا احنا دلوقتي لازم نلاقي حل للي حصل لهناء .
سكت قليلا عند إنتهاء كلامه ثم أردف بتردد 
_ الست الي اخدتها لبيتها عرضت عليا ان ابنها يتجوزها جواز صوري عشان يستر عليها ..
طالعه رشاد لثوان ثم قال بضيق 
_ بلغها اننا موافقين مفيش في ايدنا حل تاني دلوقتي .
دخل إلى مكتب والده بالشركة عندما أذن له بذلك فوجده شارد الذهن كما كان منذ البارحة إقترب منه وجلس على المقعد أمامه متسائلا 
_ عامل ايه النهاردة 
رفع محمد رأسه إليه ثم عاد إلى عمله متجاهلا إياه عندما علم مقصده .. لكن عدي واصل كلامه وكأنه يسمعه 
_ حاسس انك مش على بعضك من أول ما شفت ماما امبارح ..
سكت يحاول إلتقاط ردة فعل من والده لكنه لم يجد فإسترسل كلامه متظاهرا بالتفكير 
_ امم انت لسه بتحبها صح 
نظر إليه محمد سريعا ثم نفخ بنفاذ صبر قبل أن يهتف 
_ عايز ايه يا عدي 
_ عايزك ترجع لماما ..
نطق عدي بتلك الكلمات بهدوء فرفع محمد أحد حاجبيه بدهشة متمتما 
_ انت الي بتقول كده يا عدي انت ناسي انك كنت ھتموت بسبب إهمالها 
نفى عدي برأسه وأردف 
_ لا مش ناسي بس أنا مسامحها خلاص هي اه كانت مقصرة اوي معانا بس عرفت في الفترة دي انها طيبة خالص وعرفت انت ليهحبيتها زمان ولحد دلوقتي لسه بتحبها ..
إختتم حديثه بإبتسامة ماكرة فصاح محمد بحدة 
_ خلاص يا عدي الي كان بيني وبين يمنى انتهى متفكرش في حاجة مش هتحصل !
عقد عدي حاجبيه بضيق وهتف بإعتراض 
_ مش هتحصل ليه بابا انت لسه بتحبها وهي كمان لسه بتحبك فايه المشكلة 
إلتزم محمد الصمت وهو ينظر إلى عيني إبنه عندما لم يجد جوابا لسؤاله فأردف عدي بجدية 
_ أهل ماما الي كانوا السبب في انها تبقى مهملة ما توا .. وجوزها التاني واتطلقت منه .. ماما مبقاش عندها حد غيرنا واحنا مش هنسيبالقصر ونعيش معاها يعني هو حل من اتنين .. إما انك ترجعها او
اننا هنجيبها تقعد معانا في القصر برضه وهتضطر تشوفها كل يوموأنا كلمت جدي في الموضوع ووافق !
وقف من مكانه وإتجه إلى خارج المكتب دون أن ينتظر ردا من والده .. وعند خروجه قابل رسلان والذي كان متجها إلى مكتب أكرم لكنهأوقفه قائلا 
_ رسلان ..
إستدار إليه رسلان ونظر إليه بإستفسار فأردف عدي 
_ مجيتش بدري كالعادة ليه كنت فين الصبح 
أجاب رسلان بعجلة وهو يتابع طريقه 
_ هقولك بعدين يا عدي لما نرجع القصر ..
وصل إلى مكتب أكرم وطرق الباب ثم دخل دون إنتظار الإذن فوجده يرفع رأسه إليه بإستغراب ثم سرعان ما إبتسم عند رؤيته وأشار لهبالجلوس أمامه قائلا 
_ تعال يا رسلان .
جلس رسلان على أحد المقاعد أمام المكتب وهو يفكر في طريقة يبدأ بها الموضوع الذي جاء من أجله لكن أكرم سبقه قائلا ببسمة صغيرة 
_ كويس انك جيت كنت عايز اتكلم معاك .
تطلع إليه رسلان مستفسرا 
_ في ايه 
أجاب أكرم وهو يقف من مكانه ثم يتجه ليجلس على المقعد الآخر مقابل رسلان 
_ بدور بلغتني امبارح بموافقتها عليك .
_ بجدد 
تساءل رسلان بعدم تصديق فأومأ أكرم مؤكدا ليبتسم رسلان إثر ذلك براحة .. تابع أكرم إبتسامته وكادت تنتقل إلى ثغره هو الآخر لولا ماقاله رسلان حينها 
_ يبقى هنكتب الكتاب على طول !
_ انت مستعجل كده ليه 
تساءل أكرم بأعين ضيقة فرفع رسلان كتفيه مجيبا ببساطة 
_ عادي يعني مفيش داعي نعمل خطوبة واحنا أصلا عايشين مع بعض وأصلا جدو هيقول كده واحنا مش هنخالف كلام جدو ..
تابع أكرم النظر إليه بنفس الطريقة وكأنه لم يقتنع لكنه إبتسم فجأة وهتف 
_ وأنا
موافق أنا واثق انك هتاخد بالك منها .
أومأ رسلان مؤكدا على كلامه قبل أن يعم الصمت بينهما لفترة قصيرة تذكر رسلان خلالها ما جاء لأجله فإعتدل في جلسته وتنحنح قبل أنيبدأ الحديث 
_ أنا كنت جاي عشان اقولك على حاجة مهمة .
أصغى أكرم إليه بإنتباه فأردف رسلان بهدوء 
_ انت فاكر لما بدور قالت انها شافت ماما واحنا مصدقناش 
_ ايوة 
_ هي فعلا شافتها بس مش ماما 
عقد أكرم حاجبيه متمتما 
_ مش فاهم .
أخذ رسلان نفسا عميقا قبل أن يسترسل 
_ هي شافت واحدة تانية بس كانت شبه ماما اوي لدرجة انني كنت هصدق انها هي فعلا بس لما سألت عنها عرفت انها واحدة تانية بسليها علاقة بموضوع طلاقك
من ماما وأنا وأمجد وبدور روحنالها النهاردة واتكلمنا معاها .
تساءل أكرم بإنتباه شديد وقد بدأ قلبه يخفق بشدة 
_ ليها علاقة ازاي وايه الي حصل لما شفتوها 
_ هقولك ..
عودة بالذاكرة 
جلس الثلاثة بغرفة الجلوس في الفيلا التي تعود إلى تلك السيدة بعد أن أخبرها رسلان بأنهم يحتاجون إلى الحديث معها في أمر مهموأجبر أمجد بدور على إلتزام الصمت بعد أن أقنعها وهو يهمس لها بأنها ليست ليليا كما تظن .
_ تشربوا قهوة 
قالتها تلك السيدة التي تشبه ليليا إلى حد كبير والتي تدعى شادية فنفى رسلان برأسه مجيبا 
_ لا شكرا احنا أصلا مش هنطول ..
نظرت إلى الثلاثة بتفحص ثم جلست أمامهم متسائلة بفضول 
_ طب اتفضلوا .. عايزين مني ايه 
أخرج رسلان هاتفه وعبث به قليلا قبل أن يجعل شاشته التي ظهرت عليها صورة فادي بمواجهتها وقال 
_ انت عارفة الراجل ده 
أمسكت شادية بهاتفه وتمعنت النظر في الصورة ثم أعادته إليه وهي تنفي برأسها مردفة 
_ لا معرفوش ..
لاحظ رسلان رعشة يدها وهي تعيد إليه هاتفه فإبتسم ساخرا لكنه لم يعلق .. سكت قليلا وهو ينقل نظره إلى أمجد ثم إلى بدور التي كانتفي عالم آخر وهي تحدق بشادية

بطريقة مريبة جعلت هذه الأخيرة تبتلع ريقها بتوتر .
عاد رسلان ببصره إلى شادية ثم
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 44 صفحات