أسرار عائلتي
تنظر إلى جدها ثم إنتبهت إلى ليلى التي كانت واقفة بجانبه بملامح غاضبة ثم صاحت
_ أنا متأكدة ان الي سړقت الخاتم بتاعي هي واحدة فيهم ماهو أكيد مش هيسرقه حد من العيلة وهما عندهم فلوس يشتروا ألف منه !
نظرت إليها بدور بدهشة وتمتمت بعدم فهم
_ خاتم ايه الي اتسرق
أجابها أمجد بإختصار
_ ليلى بتقول ان خاتمها اتسرق ومفيش أي حد يقدر يسرقه غير واحدة فيهم .
_ انت متأكدة ان في حد سرقه يا بنتي ممكن تكوني ضيعتيه لأني واثق في الستات الي بشغلهم هنا ومتأكد ان مفيش واحدة منهم ممكنتسرق .
عقدت ليلى ذراعيها أمام صدرها وهتفت بإنفعال
_ يعني انت بتكدبني يا خالو أنا متأكدة اني سبته على الترابيزة الي في المطبخ وبعدها خرجت شوية ولما رجعت ملقيتوش !
_ طب انت عايزة ايه دلوقتي
أجابت دون تردد
_ عايزة ادور عليه في الاوضة بتاعتهم ولو لقيته عند واحدة فيهم يبقى هي الي سرقته .
فكر عبد الرحمن قليلا وهو يرمق ليلى بشك لكنه أومأ أخيرا
بموافقة فارتسمت على ثغرها إبتسامة إنتصار إنمحت فورا عندما وقفت بدورسريعا قائلة
تأففت ليلى وهي ترمقها بضيق ثم رفعت كتفيها متظاهرة باللا مبالاة وأجابت
_ تعالي .
إتجهت كلتاهما إلى الغرفة التي تنام بها الخادمات في القصر عادة وقفت بدور تراقب ليلى وهي تفتش بين حاجاتهن حتى وصلت إلى تلكالوسادة الموضوعة على السرير الخاص بكريمة وحملتها ليظهر خاتمها تحته .
إبتسمت بإنتصار وهي ترفع الخاتم أمام أعين بدور والتي هتفت بعدم تصديق
رفعت ليلى كتفيها قائلة ببرود
_ بس أنا لقيته عندها وده قدامك برضه يعني مفيش تفسير تاني إلا انها هي الي سرقته .
رمقتها بدور بشك وهي تسير عائدة حيث الجميع لتخبرهم بإيجادها لخاتمها عند كريمة لكنها لحقت بها بهدوء ووقفت تنظر إليهم من بعيدلتعرف ما ستؤول إليه الأمور .
هتفت ليلى عند وصولها إليهم وهي تشير في نهاية كلامها إلى كريمة والتي جحظت عيناها وحاولت الحديث للدفاع عن نفسها
لكن عبدالرحمن منعها عن ذلك بعينيه وقبل أن ينطق هو بحرف واحد تفاجأ الجميع بآخر شخص توقعوا تدخله وهو يقف مدافعا عنها
إستدار عبد الرحمن إلى ياسر بدهشة كما فعل الجميع لكنه سرعان ما إبتسم بفخر قبل أن يمحو إبتسامته تلك ويعود ببصره إلى ليلىقائلا
_ أنا برضه واثق في كريمة وانها استحالة تعمل كده ممكن يكون الخاتم وصلها بالغلط أو أي حد فكره بتاعها وحطه هناك .. بس المهم انكلقيت الخاتم بتاعك وخلاص .
ظهرت ملامح الإعتراض على وجه ليلى وكأنه لم يعجبها عدم توبيخه لكريمة وتمتمت
_ بس
قاطعها عبد الرحمن سريعا قائلا بخبث
_ لو عايزاني أعاقب الي عمل كده هشوف التسجيلات الي في كاميرات القصر الأول عشان اعرف هو مين لاني زي ما قولتلك واثق انكريمة متسرقش !
إبتلعت ليلى ريقها وهي تطالعه بدهشة وتساءلت
_ ه.. هو فيه كاميرات في القصر
أومأ عبد الرحمن بهدوء تحت إستغراب الجميع لكنهم سرعان ما فهموا سبب كذبه عليها والذي ظهر من توترها عند ظنها بوجود الكاميراتثم هتفت سريعا
_ خلاص بلاش تشوف المهم ان الخاتم رجع أنا أصلا مش عايزة اعمل مشاكل مع حد هنا وأنا مروحة النهاردة .
قالت ذلك ثم جالت ببصرها حول الجميع الذي كان يرمقها بنظرات غريبة قبل أن تعود إلى غرفة الضيوف التي كانت تقبع بها طوال مدةإقامتها هنا .
ومن الجهة الأخرى إعتذر عبد الرحمن من الخادمات وسمح لهن بالعودة إلى عملهن بينما وقف ياسر من مكانه وتبع كريمة حتى وصلت إلىالمطبخ فأوقفها متمتما بإحراج
_ لو سمحت
إستدارت كريمة إلى صاحب الصوت بإستغراب ثم إبتسمت سريعا عند إستيعابها لوجوده وتحدثه إليها بتلك الطريقة فتحدثت بإمتنان سابقةإياه في الكلام
_ ياسر بيه شكرا لانك دافعت عني قبل شوية .
حك ياسر عنقه بحرج وقال
_ على ايه ده واجبي ..
سكت قليلا بعد ذلك ثم نظر إليها بجدية وأردف
_ أنا كنت عايز اعتذر منك على الي كنت بعمله معاك وعن كل كلمة وحشة قولتها في حقك أنا آسف بجد !
طالعته كريمة بدهشة لثوان ثم سرعان ما إبتسمت بهدوء متمتمة
_ حصل خير ..
بعد تناول الغداء كانت بثينة قد جاءت بعد عودتها من السفر وأخذت إبنتها بكل هدوء وهذا ما جعل ساكني القصر يتنفسون الصعداء بعدمغادرتها أخيرا ..
جلس أكرم في غرفته لوحده مفكرا في أخذ قسط من الراحة لكنه أمسك تلك الصورة التي تجمعه ب ليليا وبدور قبل أن يستلقي على فراشهوهو يتأملها في شرود .
عاد بذاكرته إلى اليوم الذي عقد فيه قران رسلان وبدور عندما ظهر فادي أمامهم ليلا وأخبرهم بأنه جاء ليقص عليهم الحقيقة كاملة ..
رمقه أكرم بشك لثوان ثم قال بتنهيدة
_ اتفضل خلينا نتكلم جوا .
أومأ فادي برأسه ودخل خلف أكرم وخلفه رسلان وبدور ثم إتجه أربعتهم إلى غرفة المكتب الفارغة .. أغلقت بدور الباب بعد دخولها وإستندتعليه وهي تنظر إلى والدها الذي جلس خلف المكتب وفادي ورسلان يجلسان أمامه .
حدقت بخالها بترقب بينما هو بدأ حديثه قائلا
_ أنا عارف انكم قابلتوا شادية وعرفتوا اني خليتها تاخد دور ليليا وتعمل الي أنا عايزه .. احساسك كان ايه لما عرفت انك كنت ظالم ليليا ياأكرم
قال الأخيرة وهو يرمق أكرم بتهكم لكن الأخير كتم غضبه منه وتمتم ببرود ظاهري
_ اتكلم في المهم يا فادي .
أومأ فادي برأسه ثم تحولت تعابير وجهه إلى الجدية مردفا
_ ماما وبابا ماټ وا من وأنا في ثانوي وأختي الكبيرة فريدة هي الي كانت واخدة بالها مننا وأقرب حد ليا ساعتها كانت ليليا .. كنتبحكيلها كل حاجة تقريبا وحكيتلها حتى عنك وانك ازاي اخدت مني صحابي كلهم في لحظة بس هي جت ضدي لأول مرة وقالتلي انك أكيدمقصدتش وده خلاني احق د عليك أكتر لما حسيت ان أقرب حد ليا واقف في صفك برضه .
شعرت بدور بالڠضب وهي تذكر معاملته لوالدتها والتي لا تدل أبدا على أنه كان قريبا منها في يوم ما وكادت تتدخل لولا أنه سبقهامسترسلا ومخاطبا أكرم في بداية كلامه
_ لما جيت وطلبت مني اننا نبقى صحاب قلتلها برضه وقلتلها اني هوافق لان صحابي كده ممكن يرجعولي بس اتفاجأت انها وقفت ضديالمرادي برضه وقالتلي ان تفكيري غلط ومع كل موقف يحصل بيننا واحكيهولها كانت دايما بتغلطني لحد ما اتعصبت عليها جامد في يومواتخانقنا ومن ساعتها مبقيناش صحاب زي الأول ودي تاني حاجة خلتني احق د عليك أكتر بسببها .
كان الثلاثة يستمعون إليه بتركيز فهذا الكلام يسمعونه لأول مرة وكان فادي يبدو صادقا وهو يلقيه على مسامعهم ولذلك لم يشك أحد فيمدى صدق ما يقول .. بينما فكر أكرم في سبب إخفاء ليليا لطبيعة علاقتها مع شقيقها لكنه إستنتج أخيرا بأنها لم ترد أن تشعره بالذنبلكونه سببا في تخريب
علاقتهما حتى لو كان غير مباشر .
أخرجه من تفكيره صوت فادي الذي أكمل
_ كل الي حصل بعد كده انتوا عارفينه من لما حبيت سوسن واتجوزتها انت وبعدها الشيطان وزني وخلاني اعمل الي عملته بس حتى بعدما اتجوزت مقدرتش اطفي ڼار الاڼتقام جوايا وبعتلك ليليا بس هي خان تني واتجوزتك وانت عملتلها بودي جارد فمعرفتش اوصلها .
أخذ نفسا عميقا بينما كانت وجوه الثلاثة جامدة ولم يدهش أحدهم بما قاله فكل هذا يعرفونه مسبقا أكمل فادي بعد ثوان وقد سلط بصرهإلى الأرض
_ فضلت احاول اخدها بس كنت دايما بلاقي البودي جارد بتاعك في وشي لحد ما قابلت شادية صدفة واتفاجأت انها شبه ليليا اويوفكرت استغل الشبه ده عرضت عليها المبلغ الي كنت
محوشه عشان افتح بيه مشروع مقابل انها تساعدني وهي وافقت .. ولما لقيت الكلسافر وفضلت انت وهي وبدور بس استنيت لحد ما رحت انت للشغل وخليت شادية تدخل القصر ولما شافها حد من البودي جارد افتكر انهاليليا وهي اخدت دورها برضه وقالتلهم انها محتاجة تخرج وهما خرجوا معاها على اساس انها ليليا ولما مبقاش في حد في القصر غيرليليا وبدور دخلت وجبتها معايا ڠصب عنها هي وبنتها وشادية رجعت للقصر مع البودي جارد وعرفت تهرب منهم من غير ما ياخدوا بالهم .. والباقي انتوا عرفتوه من شادية .
رفع رأسه في نهاية حديثه وهو يرى الدهشة تعتلي ملامح كل منهم ثم لاحظ الڠضب الذي بدأ يرتسم على وجه أكرم فتحدث سريعا
_ بس ربنا اخد حقكم مني متقلقوش .
_ ازاي
تساءل أكرم بإستغراب فأجابه فادي مبتسما بإنكسار
_ خسړت ابني الوحيد وربنا حرمني من الخلفة تاني والست الي خان تك معايا طلعت بتخ وني مع واحد تاني .
صدم ثلاثتهم
من حديثه الذي صرح به خ يانة سوسن بينما أردف فادي بندم
_ ربنا مش بيسيب حق حد يضيع ده الي اكتشفته متأخر ..
شعر أكرم بالشفقة ناحيته رغم كل شيء لكن بدور ورسلان بقيا جامدين ولم يتأثرا بكلامه حتى قال فادي بعد إطلاقه لتنهيدة طويلة
_ عارف ان ده صعب بس أنا عايزك تسامحني على كل حاجة عملتها معاك يا أكرم وانتوا كمان سامحوني !
قال الأخيرة مخاطبا كلا من بدور ورسلان لكن أكرم إلتزم الصمت ولم يجب وأشاحت بدور بوجهها دون أن ترد هي الأخرى بينما تحدثرسلان بجمود
_ أنا آسف بس ده صعب اوي مش هعرف انسى انك السبب في بعدي عن الست الي كنت بحبها ومعتبرها كل حاجة في حياتي .. وحتىلو سامحتك في يوم مش هعرف اعتبرك والدي خالص ..
.
أفاق أكرم من ذكرى ذلك اليوم وتنهد تنهيدة طويلة .. نظر إلى الصورة وبالتحديد إلى وجه ليليا بحنين ولم ينتبه إلى الدمعة المتمردة التيإنسابت رغما عنه على خده .
قبل الصورة بحب وتمتم وكأنه يحدث ليليا
_ آسف لاني ظلمتك طول السنين دي يا حبيبتي مع اني عارف انك مسامحاني لان قلبك طيب بس عايزك تعرفي ان رغم كل حاجة انالسه بحبك وهفضل احبك لحد ما نتقابل في الجنة بإذن الله ..
في المساء وفي الفيلا
الخاصة بجد دينا وهناء كانت دينا تجلس رفقتها وتحاول إقناعها بالموافقة على العريس الذي سيأتي