الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

أسرار عائلتي

انت في الصفحة 43 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

احنا هنسمي ولادنا ايه 
كان يجلس على السرير ينتظر خروجها من الحمام والذي شعر أنها تأخرت داخله كثيرا وعندما كاد يحدثها من الخارج حتى يتأكد أنهابخير وجدها تخرج أخيرا وهي ترتدي أسدال الصلاة وتسلط بصرها على الأرض .
إطمأن أمجد عند خروجها ثم إبتسم مطمئنا إياها هي الأخرى وأشار لها بالجلوس بجانبه .. جلست ملاك حيث أشار بهدوء وهي تشعربالذنب لمعاملتها لأمجد والتي لا تشبه أبدا معاملة زوجة لزوجها بينما تردد أمجد قليلا قبل أن يسحبها بهدوء إلى داخل أحضانه دون أنتعترض .
_ قولتيلي انك هتحكيلي على سبب العقد بتاعك لما نتجوز مستعدة تحكي 
قالها أمجد بحنان فأومأت ملاك بتنهيدة ورأسها لا يزال مستقرا في أحضانه ثم تحدثت 
_ أنا السبب في م وت ماما وبابا .
رفع أمجد حاجبيه بدهشة وكاد يقاطعها متسائلا عن سبب قولها لذلك لكنه قرر أن يسمح لها بإخراج كل ما بجعبتها دون مقاطعتها بينمااسترسلت ملاك موضحة حديثها من أول القصة 
_ أولا أنا مكنتش كده في ثانوي أنا كنت شبه بنات اليومين دول واحدة بتهتم بالمظاهر والموضة وبتصاحب شباب عادي ورغم ان باباوماما كانوا بيعترضوا على الي بعمله بس انا مهتمتش وحسيت انهم بيبالغوا .
سكتت قليلا تنتظر ردة فعل أمجد لكنه قال بهدوء 
_ كملي .
أومأت برأسها ثم واصلت 
_ كنت دايما بحكي للشلة بتاعتي كل حاجة عن حياتي تقريبا وحتى بحكيلهم عن كل تفصيلة تحصل في البيت ومفكرتش في ان ده ممكنيكون غلط لحد ما بقوا بيعرفوا كل حاجة عننا حتى مواعيدنا وكل واحد فينا بيطلع امتى وبيرجع امتى .. لحد ما في يوم 
إبتلعت ملاك غصتها عند وصولها إلى ذلك اليوم فربت أمجد على ظهرها ليبثها الأمان بينما استرسلت قائلة 
_ في اليوم ده كنت المفروض انا اقعد في البيت وبابا وماما يطلعوا بس مش فاكرة حصل ايه عشان اطلع انا يومها وهما يفضلوا في البيتبس لما رجعت لقيتهم سايحين في ډم هم وو 
قطعت كلامها وهي تبدأ في البكاء فجأة فحاول أمجد تهدئتها وحاول تخطي ذلك الجزء قائلا 
_ حصل ايه بعد كده 
_ لما الق اتل اتمسك عرفته على طول لاني كنت دايما بشوفه واقف مع واحد من الولاد الي في الشلة بتاعتي والولد ده طلع اخد منالراجل فلوس عشان يديه مكاني واني هقعد لوحدي امتى عشان يجي وياخد مني الي هو عاوزه بس لما لاقى ماما وبابا بدالي ق تلهم !
أنتتابع البكاء وأخذ أمجد يربت على ظهرها وهو شارد في كلامها حتى هدأت قليلا فقال 
_ انت مؤمنة بالقضاء والقدر 
أبعدت ملاك وجهها عنه قليلا وطالعته باستغراب لكنها سرعان ما فهمت سبب سؤاله فأجابت 
_ ايوة وعارفة ان م وت بابا وماما قضاء وقدر بس ڠصب عني بحس اني السبب !
_ طب بصي للناحية الإيجابية انت بسبب الحاډثة دي
بقيت قريبة من ربنا واتعلمت ان أسرار بيتك مينفعش تطلع برا مش ده احسن منانهم يموتوا م وتة طبيعية وانت تفضلي على الحال الي كنت عليه 
أومأت ملاك برأسها فابتسم أمجد قبل أن يردف 
_ وبعدين هما اه م اتوا في الدنيا بس لسه فيه آخرة ولازم نعمل لآخرتنا عشان نقابلهم في الجنة .
أومأت ملاك ثانية بابتسامة صغيرة ثم قالت بامتنان 
_ شكرا ليك على كلامك يا دكتور .
إختفت إبتسامة أمجد وردد باستنكار 
_ دكتور امال لو مكنش فرحنا النهاردة !
ضحكت ملاك بخفة بينما أردف أمجد وكأنه يحدث فتاة صغيرة مازالت تتعلم النطق 
_ طب قولي أمجد كده ..
بعد مرور يومين كان موعد عقد قران هناء وسليم وكان كل شيء جاهزا وفي مكانه الشيخ الذي سيعقد القران سليم وعامر وكذلك هناءالتي كانت تشعر بقلق شديد تجهل سببه .
بدأ الشيخ في ترديد الكلام المعتاد ولكن قاطعه عن ذلك دخول شخص ما بقوة وهو يصيح 
_ استنى يا شيخنا في حاجة مهمة لازم الكل يعرفها قبل ما يكتبوا الكتاب .
إستدار الجميع إلى ذلك الشخص والذي كان عدي وهو يمسك شخصا آخر من قفاه ووجهه مليء بالكدمات جحظت عين رشاد عندما تعرفعليه سريعا فهو الوحيد الذي رآه رفقة هناء في تلك الليلة .
_ وائل !
صاح رشاد وهو يرمقه پحقد بينما نظر عامر ودينا إليه سريعا ليتعرفوا على ذلك البغيض الذي ډم ر مستقبل هناء لكن وقبل أن ينطقأحدهم بحرف كان عدي يهتف بصوت مسموع 
_ وائل جاي عشان يقولكم الحقيقة الي لازم تعرفوها ..
أنهى كلامه وهو يرمق وائل مجبرا إياه على الحديث فقال هذا الأخير مجبرا 
_ هناء لسه عذراء أنا ملمستهاش لانها .. أختي .
جحظت عين نادية وسليم بينما إعتلت الدهشة وجوه البقية
قبل أن يواصل وائل سريعا حتى لا يقاطعه أحد 
_ بنتكم حلا غلطت مع بابا زمان وانا جيت نتيجة الغلطة دي وبدل ما حلا تتجوز بابا راحت اتجوزت عابد الي حبها وقبل انه يستر عليهالان بابا ساعتها كان مفلس والفترة الي سافروا فيها برا مصر بحجة ان عابد كان عايز يدور على شغل هناك هي ولدتني فيها وبعدهاسابتني عند بابا ومسألتش عني خالص .
لاح عدم التصديق على وجوه الجميع لكن وائل لم يهتم بتصديقهم من عدمه وهو يسترسل 
_ بابا حكالي الي حصل وقالي انه كان بيحبها بس هو حس بالاه انة لما سابته عشان راجل تاني وعشان كده حق دت عليهم وقتلتهمولاني مكنتش هعرف اعمل حاجة لهناء لانها اختي وهمتها انها مبقتش بنت ونادية ساعدتني في ده وبعدها عرضت عليكم انها تتجوز سليموده عشان ابقى عارف عنها كل حاجة واقدر اعمل فيها الي انا عايزه بمساعدة سليم طبعا .
أنهى كلامه الذي ألقاه سريعا ثم أغمض عينيه غير مبال بالصدمة التي تركها على وجوه أفراد العائلة والتي تدفقت إثرها الذكريات إلى عقلهناء تباعا حتى فقدت الوعي .
فتحت عينيها بعد فترة غير طويلة ووجدت نفسها مستلقية على سريرها وحولها يقف أفراد عائلتها ومعهم عدي .. تذكرت ما حدث قبل فقدانها للوعي وكذلك إستعادت ذاكرتها فتحدثت فورا وهي تسأل بأعين متسعة 
_ ه.. هو وائل كان بيكدب صح لما قال ان ماما 
قطعت كلامها وهي ترى تعابير وجوههم التي تدل على تصديقهم لحديث وائل فأخفضت بصرها پصدمة لم تقل عن صدمتهم لكن دينا كانلها نصيب مضاعف من تلك الصدمة عندما إكتشفت بأن ذلك الذي أحبته هو في الحقيقة شخص سيء .
شعر عدي بأن عليه تركهم لوحدهم في هذا الوقت فقال جاذبا إنتباههم 
_ هستأذن أنا دلوقتي واسف على الكلام الي سمعتوه بس كان لازم تعرفوا كل حاجة قبل ما مستقبل هناء يتدم ر بجد ..
نظر إليه عامر ورشاد بإمتنان وكذلك هناء التي شكرته بعينيها قبل أن يغادر الفيلا خاصتهم متجها إلى القصر .
_ أنا عايز اتجوز !
قالها ياسر في إحدى جلسات العائلة وهو ينظر إلى سيف الجالس جواره بخبث بعد مرور بضعة أيام من تلك الأحداث .
طالعه سيف باستغراب بينما تساءل عبد الرحمن بفرحة 
_ بجد وهي مين العروسة .
_ رحمة .
نطق ياسر ببساطة تحت إستغراب جده من اختياره وصدمة سيف وكريمة التي كان صوته قد وصل إليها لكن عبد الرحمن سرعان ما ابتسمقائلا 
_ طب مبروك مقدما يابني اخيرا سادس احفادي هيتجوز الدور والباقي على ولاد محمد والولد بتاع الړعب .
كتم آدم ضحكته عندما سمع اللقب الذي أطلقه عليه جده بينما فكر عبد الرحمن قليلا ثم قال محاولا إقناع آدم بالزواج 
_ طب ايه رايك يا آدم لو اتجوزت هحولك المكتب لقاعة سينيما بتاعتك انت لوحدك .
طالعه آدم بعدم تصديق لثوان ثم وقف سريعا وركض إلى الخارج وهو يصيح 
_ رايح دلوقتي ادور على عروسة !
إبتسم عبد الرحمن بانتصار تحت ضحكات البقية ثم حول بصره إلى عدي والذي رفع يديه إلى الأعلى سريعا قائلا 
_ أنا ناوي اتجوز فعلا بس حالة العروسة النفسية مش كويسة دلوقتي عشان كده لازم نستنى لحد ما تتحسن !
أومأ عبد الرحمن برضا ثم إستدار إلى خالد الذي قلب عينيه بملل وقال 
_ أنا مش لاقي عروسة مناسبة يا جدو ولو لقيتها ساعتها بس هتجوز .
قوس عبد الرحمن شفتيه بعدم رضا ثم تحدث بجدية 
_ ولحد ما تتجوز يا خالد أنا مش هتكلم معاك خالص ولو على العروسة فانت قولي بس انك مستعد تتجوز وأنا هشوفلك انسب واحدةواخطبهالك !
زفر خالد بضيق ثم قال 
_ ارتاح يا جدو أنا مش هتجوز غير بعد خمسة سنين على الاقل!
بعد مرور خمس سنوات ..
كانت بدور مستلقية على السرير بغرفة النوم وهي تضع يدها على بطنها المنتفخة بتعب عندما إقترب منها ولد صغير وجلس بجانبها قائلا 
_ ماما أنا جعان .
إلتفتت بدور إليه وربتت على شعره قائلة بحنان 
_ أنا تعبانة يا باسل انزل لوحدك وقول لطنط كريمة تعملك اكل .
قوس باسل شفتيه بتذمر وقال 
_ بس أنا مش هعرف انزل لوحدي .
_ خلاص استنى لحد ما بابا يجي تلاقيه دلوقتي رجع من الشغل خلاص .
وبالفعل لم تمر دقيقتان حتى وجد كلاهما الباب يفتح بواسطة رسلان والذي فور رؤيته ركض نحوه باسل صائحا 
_ باباا !!
إبتسم رسلان
وهو يحمل إبنه ذو الأربع سنوات وقال مقبلا خده 
_ حبيب بابا عامل ايه 
_ جعان .
أجاب باسل فورا فضحك رسلان بخفة ثم قبل خده مرة أخرى وقال 
_ طب ثواني اسلم على ماما وبعدها ننزل نعمل اكل لأحلى باسل في العالم !
أومأ باسل بسعادة فتركه رسلان ثم إقترب من بدور والتي كانت تحاول الإعتدال في جلستها لكن رسلان منعها قائلا 
_ خليك زي مانت يا حبيبتي .
إنحنى قليلا ليقبل جبينها ثم سألها بحنان 
_ عاملة ايه 
_
كويسة .
أجابت بإبتسامة صغيرة فأردف 
_ هنزل اعمل اكل لباسل وارجع بسرعة اوك 
أومأت برأسها بتفهم
بينما أمسك رسلان بكف إبنه وخرج من الغرفة متجها إلى المصعد والذي بني حديثا لصعوبة نزول وصعود الحوامل عنطريق الدرج لكنه توقف وهو يرى مليكة إبنة أمجد والتي تبلغ عاما ونصف من عمرها تركض في الرواق في شكل دائري طفولي مضحك .
إبتسم وهو يرى إبنه الذي تركه وركض نحوها ثم وقف أمامها قائلا 
_ بتعملي ايه يا مليكة 
توقفت مليكة عن الركض وهي تنظر إليه بإستغراب فأردف باسل بحماس 
_ ايه رايك تجي معانا 
إبتسمت مليكة وكأنها تفهمه فأمسك باسل بيدها ثم إتجه بها مع والده إلى الأسفل .
دخل رسلان غرفة الجلوس أولا فتفاجأ بوجود براءة وهي تحمل شقيقتها تسنيم وتحاول أن توقفها عن البكاء .
_ هما باباك وسرين فين 
تساءل رسلان مخاطبا إياها فقوست شفتيها بغيظ وأجابت 
_ فوق بابا عايز يستفرد بمراته وسابوني

اخد ببالي انا من تسنيم .
أومأ رسلان بتفهم ثم بعثر شعرها ببسمة قبل أن يتجه
42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 44 صفحات