الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

نوح والأمانة

انت في الصفحة 22 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز

أن انصرف كل مهندس متوجها إلى مكان عمله قال أسامة اومال نوح فين
أمانة مع مقاول الانفار بيحدد معاه اوقات الورادى بتاعة العمال وتوزيع الحراسة
أسامة ونيللى فين 
أمانة وهى تشير بيدها على بقعة معينة من المشروع نيللى اختارت الكرفان ده عشان تشتغل فيه وإحتلته وحطت ادواتها كلها جواه
أسامة احسن برضة نيللى مابتحبش حد يقتحم خلوتها وهى بتشتغل
ليأتى عليهم نوح ملقيا السلام ثم قال وزعتى الناس يا أمانة
أمانة ااه كله تمام والكل راح على مكانه بس محتاجين وسيلة انتقال تبقى سريعة وسهلة 
أسامة ممكن نجيب عربيتين ثلاثة زى عربيات الجولف 
أمانة فكرة هايلة
أسامة خلاص هكلم حاتم يتصرف
أمانة والاوفيس محتاج تجهيز ومحتاجين حد يبقى مسئول عن عمل الاكل والنظافة
نوح ممكن تطلب كل الحاجات دى وحاتم يبعتهالنا مع احمد وهو جاى
أمانة هو احمد جاى
حاتم ااه احمد انضم للشئون القانونية فى الشركة وهيجيلنا بعد بكرة عشان التعاقدات بتاعة المقاولين والعقود والتأمينات بتاعة العمال 
أسامة وهو يناول ورقة إلى نوح انا كتبت هنا كل اللى احنا محتاجينه بصوا عليها كده وشوفوا لو محتاجين حاجة زيادة قبل ما ابعتها لحاتم
بعد أن قرأها نوح اعطاها لأمانة لتلقى عليها هى الأخرى نظرة لتعيدها لأسامة قائلة كده تمام اوى
أسامة خلاص هصورهاله على الواتس وابعتهاله على ما اعرف ابعتهاله بالفاكس
وبعد انتهاء العمل باليوم الاول والذى كان شاقا على الجميع قرر الجميع إقامة حفل سمر احتفالا ببدء المشروع لتقرر أمانة الصعود لغرفتها للصلاة ثم العودة إليهم مرة أخرى وعندما بحثت بعينيها عن نوح لم تجده فأخبرت نيللى بوجهتها وتركتهم وذهبت إلى الغرفة المخصصة لهن
وبعد أن دخلت الغرفة واتجهت للحمام وتوضأت وقبل أن تشرع فى صلاتها سمعت صوت نوح آتيا من الشرفة وهو يتحدث فى هاتفه قائلا
نوح يعنى جهزت حاجتك كلها والعقود وكله
نوح طب تمام تيجى بالسلامة أن شاء الله
نوح وحشتنى والله هاتها اكلمها
نوح ازيك ياغادة عاملة ايه 
نوح الجو هنا وهم مش عاوز اقوللك
نوح كويسة
نوح مانا بقولك كويسة عاوزانى اقولك ايه تانى
نوح ياستى والله بعاملها كويس وكويس جدا كمان 
نوح بقولك ايه ياغادة انتى عارفة أن لولا وصية ماما انا ماكنتش فكرت فى الجواز تانى من اصله لكن ادينا اتجوزنا أهدى عليا شوية بقى
نوح انا مابكرههاش ياغادة بس مابحسش ناحيتها بحاجة مميزة
نوح لا ماتقلقيش انا بعاملها كويس جدا معاملة العاشقين وماتنسيش أنها بقت شايلة أسمى قدام كل الناس يعنى لازم اعاملها كويس جدا حتى لو ڠصب عنى
نوح لما نتجوز يبقى يحلها ربنا 
نوح يابنتى هو انا قلتلك أنها وحشة انا عارف انها حلوة وزى القمر كمان بس لسه ياغادة لسه مش قادر انسى اللى حصللى فى جوازتى اللى فاتت ادونى فرصة اشم نفسى
نوح كان لازم استعجل واطلبها طبعا انتى ناسية أن حاتم كان حاطط عينه عليها واللا ايه
نوح ربنا يسهل ياغادة ادعيلى ان ربنا يوفق القلوب على بعضها
نوح لا ياستى شكرا انتى بس ابقى حطى لأحمد فى شنطته جاكت تقيل عشان الدنيا هنا بالليل بتبقى برد
نوح ماشى الله يسلمك مع السلامة
لتسقط أمانة جالسة ارضا وسط دموعها وهى لا تصدق ماسمعته باذنيها
عندما هبط نوح إلى
حفلة السمر التى أقامها زملائه جلس معهم وهم يتناوبون الضحكات والقفشات ولكنه بعد فترة عندما أدار بصره لاحظ عدم وجود أمانة مع نيللى وخديجة وعندما سأل عنها إجابته نيللى بأنها صعدت غرفتهم منذ أكثر من ساعة لصلاة العشاء ولم تعد منذ صعودها
خديجة شكلها نامت اتأخرت اوى
أسامة طب انا هطلع أشوفها كده وااجى
ليذهب أسامة للاطمئنان ن على أخته ولكنه عندما صعد لغرفة أمانة ظل يدق الباب ولكنه لم يتلقى اى إجابة وعندما فتح باب الغرفة وجدها فارغة فبحث عنها فى الشرفة فوجدها أيضا فارغة فعاد إلى الحفل يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها أيضا استبد به القلق واتجه إلى نوح قائلا انا مش لاقى أمانة ولا فى اوضة البنات ولا هنا تبقى راحت فين
نوح ببعض القلق يعنى ايه مش لاقيها هتكون راحت فين يعنى
أسامة بقوللك مالقيتهاش فوق واهوه مش موجودة كمان هنا
نيللى بقلق يمكن كانت فى الحمام يا اسامة
أسامة بصيت فيه وفى البلكونة كمان وقعدت انده عليها مالهاش أثر
خديجة طب بصيت فى الأوفيس يمكن حبت تعمل حاجة تشربها
ليتركهم نوح متجها إلى المطبخ باحثا عنها ولكنه عاد سريعا وهو مخطۏف الوجه قائلا ببهوت مش موجودة
ليتجه أسامة مسرعا إلى وسط القاعة ليمد يده ويغلق التلفاز وهو يقول معلش ياباشمهندسين بس احنا مش لاقيين أمانة عاوزين ننتشر وندور عليها
ليهرع الجميع وهم يقتسمون أماكن البحث فيما بينهم
وبعد حوالى عشر دقائق قضاها الجميع فى ړعب قاټل سمعوا صوت أحد المهندسين وهو ينادى بصوت جمهورى لقيتها ياباشمهندس قاعدة على البحر بخير ماتقلقش
ليهرع إليها نوح واسامة وتلحق بهم نيللى وخديجة وعندما وصلوا إليها
أسامة بقلق بالغ كده برضة يا أمانة تخضينا عليكى مش تقولى ياحبيبتى انك جاية تقعدى هنا عشان مانقلقش عليكى
وقبل أن تجيبه أمانة بأى كلمة كان صوت نوح الغاضب يغطى على صوت امواج البحر وهو يزبد ويقول انتى ايه الاستهتار وعدم المسئولية اللى فيكى دا خلاص للدرجة دى ماعندكيش عقل تفكرى بيه فاكرة نفسك فى سان استيفانو واللا ميامى عشان تروحى تقعدى على البحر بكل بساطة من غير ماتدى خبر لحد
ناسية أننا فى مكان لسه شبه مقطوع والله أعلم ممكن يبقى فيه ايه واللا لو وقعتى فى الماية وغرقتى من غير ماحد يحس بيكى وتجيبيلنا مصېبة
بعد أن انتهى نوح من تفريغ شحنة غضبه ساد الصمت فجأة الا من صوت امواج البحر ترفع أمانة رأسها إلى نوح وتقول بهدوء عكس مايعتمل بداخلها من ڠضب ماتقلقش لو حصللى حاجة ماحدش هيشيل مصيبتى غيرى
وعندما تنبه نوح إلى ما تفوه به قال ومازال صوته يحمل بعض الڠضب وهو انتى لاقدر الله لو حصللك حاجة دى مش هتبقى مصېبة لينا كلنا انتى رعبتينا من القلق عليكى واحنا مش عارفين حصللك ايه
لتستدير أمانة بهدوء متجهة إلى السكن بعد أن قالت لنوح بصوت شبه هامس اللى مڠصوب على حد مش المفروض يقلق عليه
ثم قالت بصوت عالى ياللا تصبحوا على خير
يقف نوح مصډوما مما سمعه وكأن دلوا من الماء المثلج قد انسكب فوق رأسه جمده بمكانه دون حراك أو أى رد فعل وقد علم أنها سمعت لحديثه مع غادة
نيللى بعتاب احنا كلنا كنا ھنموت من القلق عليها بس برضة يانوح انت قسيت عليها اوى كان حتى تتطمن عليها الاول وبعدين تعاتبها ربنا معاك بقى وترضى تصالحك
خديجة طب ياللا بينا يانيللى نطلع لها نتطمن عليها ونطيب خاطرها بكلمتين
يذهب أسامة مع نيللى وخديجة وهو يحرك رأسه بغير رضا عما حدث دون أن يعقب بأى كلمة ليتركوا نوح مكانه وهو ينظر إلى تتابع امواج البحر وتلاطمها وهو لا يدرى ما العمل لإصلاح ما اقترفت يداه
عندما دلفت نيللى وخديجة إلى الغرفة بصحبة أسامة وجدوا أمانة متجهمة على فراشها ولكنها بدلت ملابسها استعدادا للنوم
أسامة أمانة انا عارف انك زعلتى من أسلوب نوح معاكى بس لازم تعذريه
خديجة وهى تحاول التشويش على ماحدث الصراحة يا أمانة لو كنتى شفتيه وهو عمال يدور عليكى كنتى قلتى أنه اټجنن ده كان شوية وھيموت من الړعب عليكى
لتجلس نيللى بجوار أمانة وهى تقبل رأسها بحنان قائلة سيبكم من كل ده انتى ليه روحتى قعدتى لوحدك على البحر ياحبيبتى كان فى حاجة مضايقاكى
لتنظر أمانة لاختها وقالت بخفوت انا كويسة يا نيللى ماتقلقيش انا بس حسيت انى محتاجة اقعد
مع نفسى شوية ويمكن عندكم حق كان لازم اديكم خبر قبلها عشان ماحدش يقلق عليا واوعدكم انى مااكررهاش تانى
الشرفة

مشتركة بين الغرفتين كيف تاه عن باله أن مكالمته فى هذا المكان معرضة لان يسمعها اى من كان كيف وضع نفسه فى هذا المأزق وماهى طريقة الخروج منه
وظل على جلسته وهو غارق فى التفكير حتى تفاجئ بأحد الغفراء وهو ينادى عليه بفضول قائلا هو انت هتفضل قاعدة كده كتير ياباشمهندس احنا بقينا نص الليل والقاعدة كده غلط عليك
لينظر نوح إلى ساعة يده ليجد أن الوقت قد تخطى الواحدة ليقف مادا يدية وهو ينظف ملابسه واتجه إلى السكن قائلا تصبح على خير
وعندما وصل إلى مبنى السكن وجد أن الجميع قد دخلوا إلى غرفهم ليتجه هو الآخر إلى غرفته ليجد أن أسامة قد استغرق فى النوم ليقوم بتغيير ملابسه ولكنه بدلا من الدخول بفراشه قام بالدلوف إلى الشرفة وإشعال سيجارته وهو ينقل عينيه بين سيجارته وبين باب شرفة أمانة والتى تجاور باب شرفته دون اى فواصل ليلعن غبائه للمرة التى لا يعلم عددها ثم عاد للغرفة وأندس فى فراشه وهو ينادى نعمة فى سريرته قائلا شكلها خربت يانعمة وانا اللى خربتها بايدى
فى اليوم التالى عندما هبط الجميع إلى الاستراحة لتناول افطارهم قبل بداية العمل لم تكن أمانة وسط الموجودين وعندما بحث عنها بعينيه وجد أسامة يربت على كتفه قائلا فطرت من بدرى وخدت النسكافيه بتاعها وراحت على موقع ج
نوح بتساؤل واشمعنى موقع ج يعنى
أسامة قالت إن حاتم طالب منها تصورله حاجات هناك وتبعتهاله
ليشعر نوح بشئ من الاحباط ولكنه اومئ برأسه واتجه هو الآخر للعمل
أسامة مش هتفطر
نوح دون أن يستدير له ماليش نفس
اتجه هو الآخر إلى المكان الذى علم بوجودها هناك ووجدها تقوم بمسح الموقع وتصويره بمساعدة أحد المهندسين
نوح بصوت عالى السلام عليكم
ليرد الجميع السلام لكن دون أن تتوقف أمانة عن عملها أو حتى تنظر إليه
نوح خلصتوا قياس واللا لسه
أمانة دون الالتفات له أيضا لسه فاضل ضلع
نوح طب سيبى محمود يخلصه هو وتعالى عشان عاوزك
أمانة بلا مبالاة مش هينفع قربنا خلاص نخلص عشان حاتم مستعجل على الحاجات دى
وما أن سمعها تتلفظ باسم حاتم مجردا دون اى القاب حتى شعر بالغيظ منها ومن نفسه فقال طب انا هساعدك عشان تخلصى بسرعة وما أن وصل إليها وهو يساعدها
فى ضبط زوايا الاتها حتى التفتت ايه قائلة انت كده مش هتتعطل
نوح لا
أمانة وهى تتركه وتتناول بعض اللوحات من الأرض طب تمام كمل انت بقى مع محمود وانا رايحة لنيللى هسلمها شوية حاجات
ليشتم نوح تحت أنفاسه فقد تخلصت من وجوده معها بحنكة دون أن تلفت الأنظار وتركتهم وذهبت دون أن تزيد كلمة واحدة ليشتد ڠضب نوح ولكن قد أسقط فى يده وعجز عن اتخاذ أى رد فعل
ظل الحال على ماهو عليه لمدة خمسة أيام كلما حاول نوح الاجتماع مع أمانة فى اى مكان أو الاختلاء بها للحديث معها إلا وكأنها تتفنن فى الطريقة التى
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 30 صفحات