نوح والأمانة
أن انصرف كل مهندس متوجها إلى مكان عمله قال أسامة اومال نوح فين
أمانة مع مقاول الانفار بيحدد معاه اوقات الورادى بتاعة العمال وتوزيع الحراسة
أسامة ونيللى فين
أمانة وهى تشير بيدها على بقعة معينة من المشروع نيللى اختارت الكرفان ده عشان تشتغل فيه وإحتلته وحطت ادواتها كلها جواه
أسامة احسن برضة نيللى مابتحبش حد يقتحم خلوتها وهى بتشتغل
أمانة ااه كله تمام والكل راح على مكانه بس محتاجين وسيلة انتقال تبقى سريعة وسهلة
أسامة ممكن نجيب عربيتين ثلاثة زى عربيات الجولف
أمانة فكرة هايلة
أسامة خلاص هكلم حاتم يتصرف
أمانة والاوفيس محتاج تجهيز ومحتاجين حد يبقى مسئول عن عمل الاكل والنظافة
أمانة هو احمد جاى
حاتم ااه احمد انضم للشئون القانونية فى الشركة وهيجيلنا بعد بكرة عشان التعاقدات بتاعة المقاولين والعقود والتأمينات بتاعة العمال
أسامة وهو يناول ورقة إلى نوح انا كتبت هنا كل اللى احنا محتاجينه بصوا عليها كده وشوفوا لو محتاجين حاجة زيادة قبل ما ابعتها لحاتم
أسامة خلاص هصورهاله على الواتس وابعتهاله على ما اعرف ابعتهاله بالفاكس
وبعد انتهاء العمل باليوم الاول والذى كان شاقا على الجميع قرر الجميع إقامة حفل سمر احتفالا ببدء المشروع لتقرر أمانة الصعود لغرفتها للصلاة ثم العودة إليهم مرة أخرى وعندما بحثت بعينيها عن نوح لم تجده فأخبرت نيللى بوجهتها وتركتهم وذهبت إلى الغرفة المخصصة لهن
نوح يعنى جهزت حاجتك كلها والعقود وكله
نوح طب تمام تيجى بالسلامة أن شاء الله
نوح وحشتنى والله هاتها اكلمها
نوح ازيك ياغادة عاملة ايه
نوح الجو هنا وهم مش عاوز اقوللك
نوح كويسة
نوح مانا بقولك كويسة عاوزانى اقولك ايه تانى
نوح بقولك ايه ياغادة انتى عارفة أن لولا وصية ماما انا ماكنتش فكرت فى الجواز تانى من اصله لكن ادينا اتجوزنا أهدى عليا شوية بقى
نوح انا مابكرههاش ياغادة بس مابحسش ناحيتها بحاجة مميزة
نوح لا ماتقلقيش انا بعاملها كويس جدا معاملة العاشقين وماتنسيش أنها بقت شايلة أسمى قدام كل الناس يعنى لازم اعاملها كويس جدا حتى لو ڠصب عنى
نوح يابنتى هو انا قلتلك أنها وحشة انا عارف انها حلوة وزى القمر كمان بس لسه ياغادة لسه مش قادر انسى اللى حصللى فى جوازتى اللى فاتت ادونى فرصة اشم نفسى
نوح كان لازم استعجل واطلبها طبعا انتى ناسية أن حاتم كان حاطط عينه عليها واللا ايه
نوح ربنا يسهل ياغادة ادعيلى ان ربنا يوفق القلوب على بعضها
نوح لا ياستى شكرا انتى بس ابقى حطى لأحمد فى شنطته جاكت تقيل عشان الدنيا هنا بالليل بتبقى برد
نوح ماشى الله يسلمك مع السلامة
لتسقط أمانة جالسة ارضا وسط دموعها وهى لا تصدق ماسمعته باذنيها
عندما هبط نوح إلى
حفلة السمر التى أقامها زملائه جلس معهم وهم يتناوبون الضحكات والقفشات ولكنه بعد فترة عندما أدار بصره لاحظ عدم وجود أمانة مع نيللى وخديجة وعندما سأل عنها إجابته نيللى بأنها صعدت غرفتهم منذ أكثر من ساعة لصلاة العشاء ولم تعد منذ صعودها
خديجة شكلها نامت اتأخرت اوى
أسامة طب انا هطلع أشوفها كده وااجى
ليذهب أسامة للاطمئنان ن على أخته ولكنه عندما صعد لغرفة أمانة ظل يدق الباب ولكنه لم يتلقى اى إجابة وعندما فتح باب الغرفة وجدها فارغة فبحث عنها فى الشرفة فوجدها أيضا فارغة فعاد إلى الحفل يبحث عنها بعينيه وعندما لم يجدها أيضا استبد به القلق واتجه إلى نوح قائلا انا مش لاقى أمانة ولا فى اوضة البنات ولا هنا تبقى راحت فين
نوح ببعض القلق يعنى ايه مش لاقيها هتكون راحت فين يعنى
أسامة بقوللك مالقيتهاش فوق واهوه مش موجودة كمان هنا
نيللى بقلق يمكن كانت فى الحمام يا اسامة
أسامة بصيت فيه وفى البلكونة كمان وقعدت انده عليها مالهاش أثر
خديجة طب بصيت فى الأوفيس يمكن حبت تعمل حاجة تشربها
ليتركهم نوح متجها إلى المطبخ باحثا عنها ولكنه عاد سريعا وهو مخطۏف الوجه قائلا ببهوت مش موجودة
ليتجه أسامة مسرعا إلى وسط القاعة ليمد يده ويغلق التلفاز وهو يقول معلش ياباشمهندسين بس احنا مش لاقيين أمانة عاوزين ننتشر وندور عليها
ليهرع الجميع وهم يقتسمون أماكن البحث فيما بينهم
وبعد حوالى عشر دقائق قضاها الجميع فى ړعب قاټل سمعوا صوت أحد المهندسين وهو ينادى بصوت جمهورى لقيتها ياباشمهندس قاعدة على البحر بخير ماتقلقش
ليهرع إليها نوح واسامة وتلحق بهم نيللى وخديجة وعندما وصلوا إليها
أسامة بقلق بالغ كده برضة يا أمانة تخضينا عليكى مش تقولى ياحبيبتى انك جاية تقعدى هنا عشان مانقلقش عليكى
وقبل أن تجيبه أمانة بأى كلمة كان صوت نوح الغاضب يغطى على صوت امواج البحر وهو يزبد ويقول انتى ايه الاستهتار وعدم المسئولية اللى فيكى دا خلاص للدرجة دى ماعندكيش عقل تفكرى بيه فاكرة نفسك فى سان استيفانو واللا ميامى عشان تروحى تقعدى على البحر بكل بساطة من غير ماتدى خبر لحد
ناسية أننا فى مكان لسه شبه مقطوع والله أعلم ممكن يبقى فيه ايه واللا لو وقعتى فى الماية وغرقتى من غير ماحد يحس بيكى وتجيبيلنا مصېبة
بعد أن انتهى نوح من تفريغ شحنة غضبه ساد الصمت فجأة الا من صوت امواج البحر ترفع أمانة رأسها إلى نوح وتقول بهدوء عكس مايعتمل بداخلها من ڠضب ماتقلقش لو حصللى حاجة ماحدش هيشيل مصيبتى غيرى
وعندما تنبه نوح إلى ما تفوه به قال ومازال صوته يحمل بعض الڠضب وهو انتى لاقدر الله لو حصللك حاجة دى مش هتبقى مصېبة لينا كلنا انتى رعبتينا من القلق عليكى واحنا مش عارفين حصللك ايه
لتستدير أمانة بهدوء متجهة إلى السكن بعد أن قالت لنوح بصوت شبه هامس اللى مڠصوب على حد مش المفروض يقلق عليه
ثم قالت بصوت عالى ياللا تصبحوا على خير
يقف نوح مصډوما مما سمعه وكأن دلوا من الماء المثلج قد انسكب فوق رأسه جمده بمكانه دون حراك أو أى رد فعل وقد علم أنها سمعت لحديثه مع غادة
نيللى بعتاب احنا كلنا كنا ھنموت من القلق عليها بس برضة يانوح انت قسيت عليها اوى كان حتى تتطمن عليها الاول وبعدين تعاتبها ربنا معاك بقى وترضى تصالحك
خديجة طب ياللا بينا يانيللى نطلع لها نتطمن عليها ونطيب خاطرها بكلمتين
يذهب أسامة مع نيللى وخديجة وهو يحرك رأسه بغير رضا عما حدث دون أن يعقب بأى كلمة ليتركوا نوح مكانه وهو ينظر إلى تتابع امواج البحر وتلاطمها وهو لا يدرى ما العمل لإصلاح ما اقترفت يداه
عندما دلفت نيللى وخديجة إلى الغرفة بصحبة أسامة وجدوا أمانة متجهمة على فراشها ولكنها بدلت ملابسها استعدادا للنوم
أسامة أمانة انا عارف انك زعلتى من أسلوب نوح معاكى بس لازم تعذريه
خديجة وهى تحاول التشويش على ماحدث الصراحة يا أمانة لو كنتى شفتيه وهو عمال يدور عليكى كنتى قلتى أنه اټجنن ده كان شوية وھيموت من الړعب عليكى
لتجلس نيللى بجوار أمانة وهى تقبل رأسها بحنان قائلة سيبكم من كل ده انتى ليه روحتى قعدتى لوحدك على البحر ياحبيبتى كان فى حاجة مضايقاكى
لتنظر أمانة لاختها وقالت بخفوت انا كويسة يا نيللى ماتقلقيش انا بس حسيت انى محتاجة اقعد
مع نفسى شوية ويمكن عندكم حق كان لازم اديكم خبر قبلها عشان ماحدش يقلق عليا واوعدكم انى مااكررهاش تانى
الشرفة
مشتركة بين الغرفتين كيف تاه عن باله أن مكالمته فى هذا المكان معرضة لان يسمعها اى من كان كيف وضع نفسه فى هذا المأزق وماهى طريقة الخروج منه
وظل على جلسته وهو غارق فى التفكير حتى تفاجئ بأحد الغفراء وهو ينادى عليه بفضول قائلا هو انت هتفضل قاعدة كده كتير ياباشمهندس احنا بقينا نص الليل والقاعدة كده غلط عليك
لينظر نوح إلى ساعة يده ليجد أن الوقت قد تخطى الواحدة ليقف مادا يدية وهو ينظف ملابسه واتجه إلى السكن قائلا تصبح على خير
وعندما وصل إلى مبنى السكن وجد أن الجميع قد دخلوا إلى غرفهم ليتجه هو الآخر إلى غرفته ليجد أن أسامة قد استغرق فى النوم ليقوم بتغيير ملابسه ولكنه بدلا من الدخول بفراشه قام بالدلوف إلى الشرفة وإشعال سيجارته وهو ينقل عينيه بين سيجارته وبين باب شرفة أمانة والتى تجاور باب شرفته دون اى فواصل ليلعن غبائه للمرة التى لا يعلم عددها ثم عاد للغرفة وأندس فى فراشه وهو ينادى نعمة فى سريرته قائلا شكلها خربت يانعمة وانا اللى خربتها بايدى
فى اليوم التالى عندما هبط الجميع إلى الاستراحة لتناول افطارهم قبل بداية العمل لم تكن أمانة وسط الموجودين وعندما بحث عنها بعينيه وجد أسامة يربت على كتفه قائلا فطرت من بدرى وخدت النسكافيه بتاعها وراحت على موقع ج
نوح بتساؤل واشمعنى موقع ج يعنى
أسامة قالت إن حاتم طالب منها تصورله حاجات هناك وتبعتهاله
ليشعر نوح بشئ من الاحباط ولكنه اومئ برأسه واتجه هو الآخر للعمل
أسامة مش هتفطر
نوح دون أن يستدير له ماليش نفس
اتجه هو الآخر إلى المكان الذى علم بوجودها هناك ووجدها تقوم بمسح الموقع وتصويره بمساعدة أحد المهندسين
نوح بصوت عالى السلام عليكم
ليرد الجميع السلام لكن دون أن تتوقف أمانة عن عملها أو حتى تنظر إليه
نوح خلصتوا قياس واللا لسه
أمانة دون الالتفات له أيضا لسه فاضل ضلع
نوح طب سيبى محمود يخلصه هو وتعالى عشان عاوزك
أمانة بلا مبالاة مش هينفع قربنا خلاص نخلص عشان حاتم مستعجل على الحاجات دى
وما أن سمعها تتلفظ باسم حاتم مجردا دون اى القاب حتى شعر بالغيظ منها ومن نفسه فقال طب انا هساعدك عشان تخلصى بسرعة وما أن وصل إليها وهو يساعدها
فى ضبط زوايا الاتها حتى التفتت ايه قائلة انت كده مش هتتعطل
نوح لا
أمانة وهى تتركه وتتناول بعض اللوحات من الأرض طب تمام كمل انت بقى مع محمود وانا رايحة لنيللى هسلمها شوية حاجات
ليشتم نوح تحت أنفاسه فقد تخلصت من وجوده معها بحنكة دون أن تلفت الأنظار وتركتهم وذهبت دون أن تزيد كلمة واحدة ليشتد ڠضب نوح ولكن قد أسقط فى يده وعجز عن اتخاذ أى رد فعل
ظل الحال على ماهو عليه لمدة خمسة أيام كلما حاول نوح الاجتماع مع أمانة فى اى مكان أو الاختلاء بها للحديث معها إلا وكأنها تتفنن فى الطريقة التى