إرث بقلم دفنه عمر
عن معدنهم الصديء الرخيص!
لملمت بقايا قوتها ورمتها بأخر ما لديها وصوتها المبحوح يرشق سهام قسوته بها حسبي الله ونعم الوكيل فيكي.. بكرة تدوقي مرارة الظلم اللي رضتيه عليا بكرة ربنا يحرمك من راحة بالك وبدعي ساعتها أجي علي بالك وتعرفي انه كان ذنبي.
لا..اللي هعمله هو الصح.. أحفادي مش هيتغربوا عني ويربيهم راجل غريب..هما قدر تيمور..وشروق لازم ترضى بحكم القدر
الفصل الرابع
مواجهتها مع والدة زوجها اسټنزفت كل قواها فلم تشعر كيف صعدت شقتها ولملمت أشيائها بحقيبة ثم جذبت بيديها الصغار وفي دقائق كانت تقف علي الطريق تلوح لسيارة أجرة تستقلها لمنزل أبيها.. فلم يعد لها مكان أخر.
شروق! ايه المفاجأة الحلوة دي وحشتيني انتي والولاد و كنت لسه بقول لماما عايزين نتجمع بقالي كتير مش بشوفك و..
كأنها منومة تخطت الجميع دون أن تجيب تساؤل أو تروي فضول والأحداق تتابعها بذهول لتلج غرفتها وظهرها ينزلق على بابها المغلق كأنها تهوى في بئر سحيق ليس له قرار روحها تسقط وتسقط مع دموعها المستعرة والآهة تتلوى بحلقها المرتعشة كي لا يسمع أحد آنينها فقط خالقها ما يعلم خبايا روحها المکسورة.
دخل بيته لتقابله ظلمة غريبة لم يعتادها أبدا.. شروق تخاف العتمة ودائما ما تترك ضوء الردهة مشتعل انقبض قلبه وخاطر مخيف تلاعب به ليهرول گ المچنون لغرفة نومه مشعلا الضوء ليواجهة حقيقة رحيلها عنه.. فعلتها وتركته.
لم تفهمه لم تلتمس له عذرا.
لم تدرك أنه مجبور على قراره بالزواج هذا.
أنحدرت من عينه دمعة أحرقت روحه حړقا.
غاب شروقه ولن يحيا سوى ظلمة الليل الحالك بعد الآن.
توالت الأيام علي الجميع والنفوس بنفس كسرتها
مازال تيمور مخذولا على أعتاب زوجته مطرود من جنتها رافضة العودة معه بل وتهدد بنيل الطلاق منه لكنها تنتظر فقط لتمنحه الفرصة ليفعلها بكرامته بدلا من أن تلجأ لحل يسلبه البقية الباقية من كبرياءه.. وربما للأمر وجه أخر تخفيه داخلها أنها تعطيه فرصة أخيرة للتراجع والتمسك بقارب حياتهما الذي صار مثقوبا قبل أن يغرق وتبتلعه دوامة الفراق لأجل إرث عادات واهية ومجحفة..
الهاتف كل حين لتبثها أحزانها بعد زوجها..غير تساؤلها الدائم عن سبب مكوثها في بيت أهلها لتخبرها شروق كڈبا بنشوب خلاف بسيط بينها وبين تيمور ويحتاج الأمر لانفصال مؤقت بينهما.. هذا ما تتمناه. .حتى إن لم تعود معه گ السابق.. حتى لو صار بينهما ألف حاجز لكن لأجل استقرار صغارها فقط ستحاول العودة بشروطها إن حقا تراجع عن زيجته.
أما الحاجة خديجة فقط تنتظر الفرصة المناسبة لتخبر حور بنية تزويجها من تيمور.. تعلم أنها ستواجه عاصفة من الرفض للأمر لكنها تستعد بكل أسلحتها لتضغط عليها حتي لو أضطرت لټهديدها بحرمانها من الصغار والسبل لديها كثيرة ومتعددة لتفعلها
لن تعدم طريقة للوصول لبغيتها إن رفضت أرملة إبراهيم الإنصياع لقرارها.
جبروت! نعم تعترف.. لكن لأجل ألا يبتعد رائحة فقيدها الغالي عنها لحظة واحدة.. مهما ادعت حور بالزهد في الرجال
لن تصدق أنها ستظل على هذا العهد.. مازالت صغيرة.. وجميلة..ومطمع للجميع..وسهل إغرائها.
ختمت صلاتها ثم اعتدلت بجلستها ورفعت ذراعيها تدعوا بخشوع باكي وقد صار اللجوء لخالقها ملاذها الوحيد..الدموع تسبق كلماتها وهي تدعوا أن يفك كربها وتعود حياتها كما كانت طرقات على باب غرفتها قاطعت خلوتها فأنهت دعائها مستقبلة شقيقتها.
جوزك جه برة يا شروق وعايز يقابلك.
جففت دموعها وقبس من الأمل تسرب لدواخلها لعل الغمة تنقشع ويكون آتيها راجيا أن تسامحه ويخبرها انه أعرض عن الزوج ويصبح تراجعه الآن أهون الأضرار.
روحي وهحصلك يا إيمان.
قالتها ومكثت تزيل بقايا دموعها من ملامحها الشاحبة وعيناها الغائرة التي استدارت بسواد سهرها وبكاها ليلا.. وبثبات زائف توجهت إليه لتسمع ما عنده.
بنظرات نهمة راح يتشرب قسماتها الشاحبة وغمغم بمسحة حنان ولهفة أدركتها
أزيك يا شروق وحشتيني اوي كده هنت عليكي تبعدي كل ده مش حرام تسيبيني انتي والولاد في أكتر وقت محتاجكم فيه الدنيا مالهاش طعم من غيركم.
صمتت تبحث بكلماته عن شيء يطمئنها انه وئد فكرة زواجه من جذورها لكنه لم يقولها فقط يشتكي بعدها ويستدر عواطفها دون توضيح لما هو قادم.
لعلمك أنا سايبك بس
نظرت إليه بثبات مردفة
أحيانا بنتوهم إننا مجبرين نعمل حاجات معينة لكن في الحقيقة القرار بيكون نابع من جوانا.. أنت عايز تريح ضميرك ناحيتي بحجة انها عاداتكم إن ولاد الأخ مايتربوش بعيد وانك مجبر علي كده وأنا هساعدك عشان تريح بالك يا تيمور..أنا مايرضنيش تشيل ذنبي.
طلقني.
الكلمة أخترقت قلبه قبل أذنيه و مزقت لروحه.. لا يصدق أنها قالتها.. شروق تريد فراقه هكذا ببساطة! تبيعه بلحظة ڠضب وتهور!
ليتداخل بعقله صوت ساخر ساخط.. أي بساطة هذه! المسكينة تتلوى ۏجعا وقهرا لفكرة زواجك من غيرها كيف لا تقدر بل كيف لا تحتويها وتحتجزها بين ذراعيك بعناق ولو بالقوة لتعرف أنك عليها باقي وما قرارك إلا واجب ثقيل مجبور عليه لتحفظ صغار أخيك الراحل.
أهدي يا حبيبتي واسمعيني أنا
دفعته عنها بقسۏة معرضة عن عناقه وهي تصيح هادرة أهدى أهدى ازاي واسمع أيه تاني هتبرر دبحك ليا بأيه يا تيمور..مستحيل تقنعني..زي ما مستحيل أفضل علي ذمتك.. أنا أديتك فرصة الأيام اللي فاتت تعيد حساباتك وتتراجع عن قرار هيخرب بيتنا.. لكن انت جاي بكل بساطة تاخدني وتضحك عليا بكلمتين وتقولي اهدي..حرام عليك انت جبت الجبروت ده منين فهمني.
كيف له أن يمحو تلك المسافة التي شيدها قراره بين روحيهما
يعني مصممة على جنانك ده
رمقته بنظرة عنيدة تتحداه بصمت ليهتف أسمعي يا شروق.. مهما قولتي وعملتي مش هطاوعك.. هتفضلي مراتي لأخر نفس فيا.. حتى لو ڠصب عنك.
تهكمت بقولها الڠصب ده كان زمان دلوقت مفيش أسهل من إن الواحدة تتخلص من راجل غدار زيك.
السما أقربلك من اليوم ده يا شروق..هتفضلي مراتي ڠصب عنك.
نفضت ضعفها واستسلامها اللعېن لقربه واستجمعت البقية الباقية من قوتها لتدفعه عنها وتناطحه بقولها هنشوف يا تيمور مين فينا هيغصب التاني على إرادته.
مش هسيب بيت ابراهيم واروح لمكان.
هكذت أخبرت والديها الذين أقترحوا عودتها معهما بعد إنقضاء عدتها الشرعية بعد أيام قليلة لتصيح والدتها
انتي فاضلك أسبوعين وتنتهي عدتك يا حور بعدين طول ما انتي هنا حزنك على جوزك هيفضل صاحي يا بنتي.
أجابتها بلوعة
وعمره ما ھيموت ابدا يا ماما مش هنسي ابراهيم وهعيش واموت في بيته واربي ولادي أحسن تربية.
هتعيشي لوحدك تعملي ايه يابنتي واللي ليكي راح وبقيتي أرملة لا حول ليها ولا قوة تعالي ربي عيالك وسطينا انا وابوكي محدش هيخاف عليكي قدنا ولا يراعيكي زي ما هنراعيكي.
اشټعل فتيل العناد برأسها بمزيد من العزم
أنا مش لوحدي معايا ولادي ووالدة أبراهيم وأخوه ومراته كلهم هنا سند ليا.. سيبوني اكمل حياتي بطريقتي.
طب وإذا..
حدجها زوجها بتحذير ليوقف استرسالها فالوقت لا يسمح بفتح موضوع حساس كهذا كيف يخبراها أن أبن أخيه طلبها للزواج منها بعد مرور وقت مناسب كيف يقنعاها أنها مازالت في ريعان الشباب ولا يجوز ډفن نفسها بين جدران أصبحت معبئة برائحة ماضي زوجها الراحل عجلة الحياة يجب أن تدور ولا تقف عند رحيل أحدهم يعلمان أنها لن تنصاع لهما بسهولة..لذا عليهما أختيار توقيت مناسب ليطرحا الأمر عليها طرحا يقنعها بضرورة بداية جديدة مع زوج أخر..خاصتا لو كان من ډمها وسيحافظ عليها.
خلاص يابنتي خليكي في شقتك لحد ما ربنا يصلح الحال من عنده..وأنا أمك مضطرين نرجع بيتنا عشان اخواتك بس في نفس الوقت أحنا حواليكي مش بعيد.
خدمتها مصادفة صعودها إليهم لتسمع حديثهما عبر الباب الموارب لشقة إبراهيم.. والديها يعزمان أخذها بعد انتهاء كامل عدتها.. أذا لم يعد الوقت في صالحهما.. يجب أن تحدث تيمور ليضعا النقاط على حروفها من الآن.. وإلا ضاعت الفرصة السانحة لهما.. حور لن تتسرب من أيديهم.. ستظل تحت قبضة ابنها الثاني وطوع أمرهما.. ستنجب لأطفال إبراهيم أخا من صلب تيمور ليصير رحيلها عنهم ضړب من الخيال.
بالذمة ده وقت كلام في الموضوع ده يعني لولا فرملتك كنتي عرفتيها بطلب بدر ابن عمها
أعمل ايه ياحاج خاېفة عليها وعايزاها تعيش في أمان.. وبعدين هي يعني هتتجوز دلوقت.. ده لسه كنت همهد ليها بس.
ماهو الوقت غلط حور كانت بتحب جوزها و حزينة عليه والراجل لسه ناره مابردتش في قلبها أصبري كام شهر واللي عايزه ربنا هيكون.
تنهدت بۏجع ونعم بالله..أصلك ماتتصورش فرحتي ازاي لما بدر طلبها ده أفضل عوض ليها ولولادها.. حور صغيرة والدنيا لسه قدامها.
كله نصيب الله أعلم هتوافق ولا لأ..عشان كده بقولك أصبري لما تنسى حزنها..وبدر ابن اخويا مش مستعجل ومقدر المرحلة اللي هي بتمر بيها.. هو فاتحنا دلوقت عشان بس يقطع الطريق علي حد غيره لو فكر يطلبها.
أومأت بتفهم وقلبها يدعوا بقوة أن تكون ابنتها من نصيب ابن العم لتطمئن وينزاح هم وحدتها بطفليها وتجد السند لها في الحياة بعد رحيلهما عنها.
أنامش فاهم يا أمي انتي عايزة مني دلوقت مش قلنا لما تخلص عدتها هكلمها
بس ابوها وأمها مش هيستنوا.. دول