إرث بقلم دفنه عمر
بجسده قبل أن ترحل قائلا برجاء
ممكن تخليكي معايا شوية نفسي اتكلم معاكي زي ما كنت بعمل زمان..حاجات كتير جوايا عايز اقولها.
طالعته بنظرة غامضة قبل أن تهتف لا ده وقت الكلام.. ولا أنا عندي طاقة أسمع.
د..يرغبها پجنون وهي عنه عازفة..يحتاجها حد الۏجع فترفع أمامه راية الزهد فيه.
ازاي الحال دلوقت يابنتي حماتك عاملة ايه
تنهدت ثانيا هنقول ايه يا بنتي لو البني آدم يعرف ان الظلم بيترد علي صاحبه كان اتعظ هي وتيمور رضيوا بظلمك وادي النتيجة.
خلاص يا ماما اللي حصل حصل كفاية اللي هما فيه
علي رأيك يا بنتي الله يعينهم طيب وحور سلفتك صحيح طلعت من المستشفى على بيت أهلها
حوقلت والدتها بشفقة مغمغة مسكينة صغيرة على كل اللي بيحصل ده ربنا يقومها بالسلامة.. بكره لما تشوف ابنها هتتعافى عشان خاطره.. ربك كريم يابنتي.
طب جوزك عامل ايه
هيكون عامل ايه يعني تعبان وشايل الهم من ناحية مۏت ولاد اخوه وحالة والدته العيانة..ده غير حور وخوفه ان حملها يسقط وتضيع أخر ريحة فاضلة من ابراهيم الله يرحمه .
إن شاء الله مش هيحصل وربنا هيتمم حملها وتولد بالسلامة.
صمتت برهة بتردد قبل أن تلقي ما لديها
غامت عيناها وهي تهتف مش كل حاجة بنقدر عليها يا أمي.. وانا اللي قدرت اعمله اديني بعمله وواقفة جنبه في محنته.. أكتر من كده صعب.
تنهدت والدتها بحزن ربنا يهديكي ويصلح مابينكم يابنتي..وأول فرصة ابقي تعالي شوفي العيال.
حبيسة جدران غرفتها تنتظر عودة الراحلين علهم يعودون إليها.. تارة تسأل عنهم وأخرى تبكي بلوعة تفطر القلب لإدراك فقدهم.. تذبذب حالتها النفسية يكاد ېمزق قلب ابويها حزنا عليها..
رنين الجرس أعلن عن زائر لم يخلف موعده لهم قط أو بالأحرى
لها هي..حوريته الصغيرة المكلومة.. كم يود أن يحتوي كل ضعفها وۏجعها بين ذراعيه ويزرع بها الأمل بالحياة.. كم يتمنى أن يمسك فرشاة ويعيد رسم العالم من حولها لتكتشفه من جديد بعيناه .. أمنياته
كتر خيرك يا ابني كل يوم تاعب نفسك.
متقولش كده ياعمي ربنا يعلم اني بشارككم الحزن علي الولاد.. ياريت اقدر اعمل حاجة تخفف عن حور وتساعدها.
تنهد أبيها دعواتك كفاية يا بدر..وربنا يتولاها برحمته.
ساد صمت قصير وهو يرتشف قهوته قبل أن يتحنح عمي أنا عارف الوقت مش مناسب لكلامي بس انا عايزك تعرف ان طلبي لسه زي ما هو حمل حور مغيرش رغبتي اني اتجوزها لما تقوم بالسلامة وتتعافي..كده كده لما طلبتها كنت عارف ان معاها ولاد قبل موتهم الله يرحمهم..وانا بتعهدلك ان ابنها اللي جاي هيكون ابني وأكتر.
لا ينكر أن حديث أبن أخيه أثلج صدره وجعله يتنفس براحة مع قوله متعرفش ازاي ريحتني بكلامك وانك لسه شاري بنت عمك يا بدر..بس زي ما انت فاهم حالتها حاليا صعبة وكلنا منتظرين الڤرج وربنا يعمل اللي فيه الخير يا ابني..
إن شاء الله ياعمي طيب هو ماينفعش أشوفها واطمن عليها
معلش يا بدر مش هينفع المهدئات بتخليها تنام كتير وهي دلوقت نايمة.
أومأ بإحباط ولا يهمك تتعوض بعدين.. طب أستأذن أنا مش عايزين حاجة
سلامتك يا ابني نورتنا.
استيقاظها مع وعيها الكامل كانوا أسوأ مصادفة جعلتها تسمع حديث ابن العم وتدري عن رغبته بها.. وبفزع مبالغ به تحسست موضع جنينها بعين زائغة تهمهم محدش هياخدني من ابراهيم ولا هيربي ابننا غيرنا.. لازم اهرب قبل ما يحرموني من ابني.. لازم اهرب.
ظلت تهذي بكلماتها وهي تتلفح بعباءة سوداء. ليدركها أبيها صوب الباب ويوقفها بذهول قبل أن تهرب.
رايحة فين يا بنتي.
لم تجيبه ماضية في طريقها
من قيد يداه سبني هروح لبيت لابراهيم..هو مستنيني هناك..محدش هياخدني منه.. سبني امشي.. سبني.
ظلت تصرخ ليستوعب أبيها أنها سمعت كلام بدر وهذا ما لم يكن ابدا في حسبانه الأن.
أكبر غلط انها سمعت كلامك مع ابن عمها عشان كده ثارت برد فعل دفاعي من وجهة نظرها متنساش انها أحيانا بتفترض ان جوزها وولادها لسه موجودين.
والله ما اعرف انها هتسمع دي كانت نايمة.. طب والحل يا دكتور.
الحل ترجع بيتها زي ما هي عايزة.. مش من مصلحتنا تفضل في حالة الڠضب دي.. علي الأقل لحد ما تولد بالسلامة وحالتها النفسية ترجع تتوازن.
نكس الأب ورأسه بعجز متعجبا الأقدار التي تسوقها ثانيا لتنغمس بذكرى زوجها الراحل..بعد أن أراد نزعها من أصفاد ذكراه علها تتحرر لتعيش يوما حياه أخرى.
حاضر يادكتور.. هرجعها تاني بيتها.. والله المستعان.
نوفيلا إرث العادات
بقلم ډفنا عمر
الفصل السادس
ظلت تهذي بكلماتها وهي تتلفح بعباءة سوداء. ليدركها أبيها صوب الباب ويوقفها بذهول قبل أن تهرب.
ظلت تصرخ ليستوعب أبيها أنها سمعت كلام بدر وهذا ما لم يكن ابدا في حسبانه الأن.
أكبر غلط انها سمعت كلامك مع ابن عمها عشان كده ثارت برد فعل دفاعي من وجهة نظرها متنساش انها أحيانا بتفترض ان جوزها وولادها لسه موجودين.
والله ما اعرف انها هتسمع دي كانت نايمة.. طب والحل يا دكتور.
الحل ترجع بيتها زي ما هي عايزة.. مش من مصلحتنا تفضل في حالة الڠضب دي.. علي الأقل لحد ما تولد بالسلامة وحالتها النفسية ترجع تتوازن.
نكس الأب ورأسه بعجز متعجبا الأقدار التي تسوقها ثانيا لتنغمس بذكرى زوجها الراحل..بعد أن أراد نزعها من أصفاد ذكراه علها تتحرر لتعيش يوما حياه أخرى.
حاضر يادكتور.. هرجعها تاني بيتها.. والله المستعان.
يعني ايه حور رجعت بيت ابراهيم
تحدث بثورة أشعلتها الغيرة فور علمه برحيلها لبيت زوجها الراحل ليجيبه العم يا ابني كان لازم ترجع خصوصا انها سمعت كلامنا لما جيت أخر مرة.. وحاولت تهرب لولا لحقتها.. ما انت عارف يابدر حالة بنتي النفسية.. هي اتصورت انك هتاخد ابنها منها.. والدكتور هو اللي نصحني نلبي رغبتها عشان حملها يعدي علي خير.
هدأ قليلا وغمغم باعتذار أنا أسف ياعمي علي عصبيتي بس انا
فاهم يابدر.. عمك العجوز مش غبي.. ربنا يكتبلك فيها نصيب يا ابني.
اللهم امين طيب يعني هي كده هتفضل هناك لحد ما تولد
أيوة وأملنا في ربنا عقلها يرجعلها لما تشوف ضناها.. واهي أمها معاها وسلفتها شروق الله يبارك فيها.. واستطرد لذاك المشتعل الصبر يابدر كل اللي عايزه منك انك تصبر يابني.. ولو ليك نصيب معاها محدش هيقدر يمنعه.
أخيرا أخذت حمام دافيء
رفعت حاحباها بتهكم يا سلام بس انت المفروض مكانك فوق مش هنا خالص.
رمقها بنظرة دافئة راجية بالعكس.. أنا مكاني هنا..جنب مراتي. ثم دنى منها مواصلا موج استرساله الهاديء الذي جرفها لمشاعر لا تريد إيقاظها
مراتي اللي وحشتني.
تمالكت جأشها لتدفعه عنها بحدة تيمور.. لو سمحت طللع نام فوق وإلا هطلع انا وخد انت بالك من علاج والدتك.
تتهد وقد أضناه بعدها شروق.. أنا خلاص تعبت.. ارجوكي اديني فرصة اثبتلك اني..
قاطعته بحدة
انك ايه يا تيمور انت ليه مش فاهة اننا لسه واقفين عند نفس النقطة.. انت لسه في نظري الزوج اللي طعني في قلبي لما قرر يتجوز عليا مهما كانت المبررات اللي قولتها.
بس انا متجوزتش.
لان إرادة ربنا تدخلت والولاد ماتوا وانتهي السبب اللي كنت هتتجوز حور عشانه.. لكن للأسف مش من نفسك اخدت القرار ده..
ثم دنت منه وعيناها تلمع بالدموع العاتبة كان هيفرق معايا اوي يا تيمور لو كنت اخدت الخطوة دي والولاد لسه عايشين.. كنت هحس انك فعلا اشترتني ووقتها كنت هحاول فعلا ارجعلك.. لكن دلوقت صعب.. عشان كده بقولك انا وانت لسه واقفين عند نفس النقطة ونفس الۏجع ونفس كل حاجة.. فاوعي تطمن لوجودي هنا..أنا اللي دفعني أساعدك انسانيتي وضميري اللي مقدرش اتحمل لومهم ووجعهم..لكن أكتر من كده صدقني مش هقدر.. بلاش تضغط عليا أرجوك.
ظل يطالعها بحزن وخيبة وخزي لتستطرد بثبات تيمور.. انا وقت اللزوم وقفت جنبك ومتخلتش عنك واعتقد استحق لو طلبت منك اي طلب بعد كده تنفذه ليا.
لم يكن صعب عليه تخمين مقصدها.
أقترب
صوبها حد التحام أنفاسهما ليهمس أمامها وهو يتتبع تفاصيل وجهها بانامله گ عادته أوعدك ياشروق هنفذ ليكي أي طلب تطلبيه..إلا اني اسمحلك تسبيني.. وقتها هحاربك انتي شخصيا لحد ما افوز بيكي تاني..مهما كان المشور لصفحك طويل.. همشيه حتى لو على الأشواك..وزي ما ضيعتك هرجعك تاني.
بطنها يزداد بروزا بينهما هي على نفس حالة الرفض لواقعها..أحبائها لم يرحلوا عنها..تنتظر زوجها وصغارها كل يوم تحيا بوهم عودتهم من مكان لا تعلمه.
أبراهيم مش هيحضر ولادتي
ببراءة تساءلت حور لتتماسك شروق عن البكاء وهي تجاريها مثلما أمرها الطبيب ماهو مايعرفش انك حامل يا حور.
ليه محدش قاله قولوله يرجع بولادي.. ليه أخدهم معاه وسابني لوحدي
ثم تحسست بطتها البارز بتيه أبني هيتولد وهما بعيد عني.
أشاحت شروق وجهها عنها تدراي تدفق الدموع التي خدشت مقلتيها وقناع وجهها يتشقق كاشفا مدى ضعف قوتها التي نفذت.. هذا كثير عليها.. كثير..الأيام تمر والبائسة تتعشم بمعجزة وتنغمس أكثر بوهم عودة من رحلو عنها..كيف يعودون من رحلوا!..كيف!
متى تتتعايش تلك المسكينة مع حقيقة الفقد
متى ترضى بقدر الله وحكمه وتدرك رحمته بها..
أخذ زوجها و الصغار لكنه منحها ما تقتات عليه روحها وتملأ به حياتها.
ثمة ثمرة تنمو بحشاها تنتظر النضوج لتتفتح وتدب بها ومعها الحياه.. فلتتقبل قدرها وترحب بعطايا القدر لها.
يا الله كن عونا لتلك المكلومة وامنحها قبسا من قوتك وحولك لتتحمل القادم.
تيمور الحقني.. حور بتولد..اتصل بالدكتور ولا اطلب الإسعاف.. بسرعة انا مش عارفة اتصرف.
لم يكد يصله صوتها مستغيثا عبر الهاتف حتى انتفض وهو يطمئنها قدر استطاعته أهدي يا شروق أنا هتصرف..خليكي معاها وانا هكلم الدكتور حالا.
مظهره المتماسك لم يخدعها هي تعلم ضخامة حجم قلقه على حور..وكم خدش روحها هذا الخاطر الأخرس بعقلها وأشعل فيها غيرتها الفطرية..نعم هي ساندت حور بكل صدق وشفقة لكنها لن تنسى انه فكر أن يتزوجها يوما..وربما مازالت الفكرة قائمة..وما الذي يؤد فكرته والسبب مازال قائما.. طفل شقيقه الراحل الذي ينتظر بين لحظة وأخرى