الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ندوب الهوى

انت في الصفحة 27 من 85 صفحات

موقع أيام نيوز

خلف ظهرها براحة مرتدية عباءة منزلية مغلقة ومحتشمة ولكن تناسبة هو فقط ل التصاقها على الجسد
غيري العباية دي لو هتطلعي بره
كانت تتقدم إلى المرآة لتخفي خصلاتها أسفل الحجاب وتذهب إليهم وبعد أن استمعت إليه جذبت العباءة بيدها إلى الأمام وأردفت مجيبة إياه بجدية واستغراب
مهي محترمة أهي يا جاد
نظر إليها بجدية شديدة تظهر على وجهه كما تظهر تفاحة آدم بوضوح وإلى الآن يبدو أنها لا تعلم كيف يغار عليها من الهواء المار جوارها وحتى لو كانت محتشمة ومن بالخارج أخاه
غيري العباية دي لو هتطلعي بره يا هدير
أخذت نفس عميق وزفرته بصوت مسموع أمامه متمتمة بالموافقة على ما يقول ثم أخذ الباب بيده وهو يغلقه ويخرج وهي تذهب إلى الخزانة لتبدل ثيابها 
بعد أن خرجت مريم وخلفها جاد إلى سمير جلست بخجل بينهم ونظراتها إلى سمير تحمل الحرج والخۏف بينما هو لم يكن يريد أي شيء سوى تفسير عما رآه وكأنها
زوجته أو شيء يقارب هذا الدور في حياته ويهمه ما حدث وغار بشدة من ذلك الرجل عندما لمس يدها بينما هو لا يستطيع التحدث إليها حتى! 
حضرت هدير هي الأخرى إليهم بعد أن قدمت الضيافة لهم وسلمت على سمير مرحبة به ثم جلست جوار زوجها بعد ذلك بدأت مريم بقص ما حدث معها منذ أول يوم رأت به هذا المچرم المختل أردفت بكل ما حدث بداية من أنه أراد مرافقتها تحت أي مسمى غير ما يكون الخطوبة أو الزواج وبعد أن رفضت قام بالمحاولة مرات أخرى بطرق ملتوية وثم جعلته شقيقتها أن يرى أنه إذا أقترب منها مرة أخرى سينال شيء لا يريده حقا ثم ذهبت إلى والده في ذلك الوقت والذي لم يعجبه الوضع أبدا فعاقب ابنه أمامها وانتهت القصة هنا إلى اليوم نهاية بقدومه مرة أخرى يصر على مرافقتها 
الآن أصبح الجميع على علم بما حدث وكان كل منهم في عالم يفكر أولا في من يخصه نظر جاد إلى زوجته بجدية شديدة مرتسمة على وجهه وداخله يفكر كيف استطاعت أن تتحمل هذه المسؤولية وحدها كيف أصبحت رجل المنزل بعد ۏفاة والدها وتصرفت في كامل الأمور وحدها أكملت دراستها مع عمل لتوفر الاحتياجات اللازمة لها ولشقيقتها وللبيت والجميع بما فيهم شقيقهم الأكبر والذي تنازل بسهولة عن دوره ومهمته إلى شقيقته الصغرى التي عرضت نفسها إلى الأخطر من الخطړ نفسه وهي تمر يوميا على كلب شھواني ك مسعد كل يوم وغيره كثير من المؤكد قابلتهم ولكن لم يكن دورهم كبير كدور ذلك الحيوان 
بينما سمير نظرته إلى مريم لا يدري لماذا أصبحت هكذا! يرى حقا أنها تخصه ومسؤولة منه هو لا غيره يشعر بأنه عليه حمايتها من أي شخص يريد أن ېؤذيها يراها زوجته أو ربما خطيبته ولكن لا يراها شقيقته بتاتا ربما يشعر ب الإعجاب الكبير ناحيتها ربما يريد التحدث معها والتودد إليها والنظر إلى عينيها العسلية الصافية المماثلة لشقيقتها ربما يريدها له! 
جلس جمال بوجه شاحب أمام عيني مسعد المشټعلة بالڠضب لعدم حضور ماله إليه والآن بالتحديد بعد انتهاء المدة المحددة بينهم لإحضار ماله الذي قد أعطاه له
اعتقادا أنه سيتزوج شقيقته
فلوسي فين يا جمال
زفر جمال بحدة وهو يعتدل أمامه في جلسته ليتحدث بغيظ وضيق منه
ما أنت عارف الحال يا مسعد ولا عايزني اجي احكيلك القصيدة كل يوم
أردف الآخر يتهكم عليه وهو يتذكر عندما أخذ منه ماله واعدا إياه بزواج شقيقته
وكان فين الحال ده وأنت بتاخد مني الفلوس يلا
لوح له جمال بيده بعصبية وحنق وهو يراه يصر على أخذ ماله الذي لا يأتي شيء بجانب ما يملكه ولكنه يفعل ذلك فقط ليضيق عليه الطريق
بقولك ايه دول هما عشر تلاف عمي مش هتزلني بيهم
زفر مسعد دخان سيجارته بحدة وعصبية ووقف على قدميه متقدما منه ليجلس أمامه على الناحية الأخرى من المكتب
لأ هزلك وازلك وازلك كمان فلوسي لو ماكنتش عندي بعد أسبوع بالظبط أنت عارف أنا هعمل ايه
نظر إليه جمال باحتقار وحقد يظهر على ملامح وجهه بالكامل وأردف مجيبا إياه بسخرية وتبرم
عشر أيام ويكونوا عندك على الجزمة
استغرب أنه هذه المرة من وضع المهلة المحددة ثم لعب على أحبال عقلة الملتوية
ايه تكونش ناوي تخفف ايدك
استخف به وهو يلوي شفتيه عائدا بظهره إلى الخلف
سبتهالك يا أبو السعد والهنا ابقى خففها أنت
تعمق باللعب وهو يسير على أحبال عقلة الملتوية منتقلا إلى أحبال عقلة الذائبة والمائلة إلى التلاشي
لأ مهو أنا مش محتاج أنت اللي محتاج بس الصراحة أنا لو عندي جوز أختي اسمه أبو الدهب كنت خففت ايدي وسحبت حتتين منه أو من أختي نفسها
فكر جمال بحديثه بجدية وكأنه نوى فعل ذلك حقا بعد أن وجد أن ذلك لن يفرق معهم من الأساس فهم في حال جيد بل جيد للغاية حتى أن هدير تعطي والدته أموال كثيرة من الحين إلى الآخر 
استرسل مسعد حديثه وكأنه حرباء تتلون بألوان عديدة مختلفة على حسب الفكرة التي يريد أن يوصلها إلى عقله
ويسلام بقى لو يقع عليك عريس متريش لأختك الحلوة الصغيرة هتبقى قضيت معاك
نظر إليه جمال بجدية وداخله يرفض الفكرة تماما فربما هو وافق على شقيقته هدير لأنه لا ېخاف عليها من بشړ إنها تستطيع أن تجعله يتمنى المۏت إن أصبحت زوجته ولكن مريم لن تفعلها
متفكرش فيها يا مسعد يمكن وافقت على هدير علشان بتعرف تخربش وتاخد حقها من عين التخين وكانت هتقرفك في عيشتك إنما مريم لأ
رفع نظرة إلى سقف الغرفة بهيام وهو يجيبة ويتذكر ملامح وجهها المحرمة عليه
ومين قالك إني فكرت فيها أنا كل تفكيري في برنسس الحارة اللي هتجيلي راكعة يا جمال يا ابن الهابط
ظهرت سخرية شقيقها على وجهه بعد الاستماع إلى كلمات ذلك الأحمق الذي يظن أنها تترك جاد الشاب الناضج الصالح وربما يظهر عنفوانه عليه في بعض الأوقات
يحبها وتحبه ويعمل ويملك ما تتمنى أي امرأة لأجله هو! لأجل رجل كبير! قليلا ويصل إلى عمر والدها الراحل لأجل رجل لا يعرف للدين باب ولا للرحمة طريق وما يهمه بها شيء ندركه جميعا
وهي مع جاد أبو الدهب! مظنش يا يا مسعد يا ابن الشباط
ابتسم بسخرية هو الآخر وأردف بثقة وكأنه يعلم أن حديثه سيحدث حقا
بكرة نشوف كلام مين اللي هيمشي
في المساء
جلس جاد في صالة منزلة أمام التلفاز وزوجته في المطبخ تحضر عصير البرتقال لهم هم الاثنين أخذ ريموت التلفاز ثم قام بخفض صوته قليلا وترك الريموت مرة أخرى وهو يمسك بالهاتف لإجراء مكالمة هاتفية أتت عليه زوجته من الداخل تتمايل بجسدها الناعم المخفي داخل قميص طويل مطبوع بالورود الملونة والذي لا يظهر من جسدها سوى مقدمة صدرها العلوية وذراعيها ولكن مع ذلك يبدو القميص الطويل وكأنه جسدها من شدة التصاقه عليها تحمل صينية العصير على يدها ثم وضعتها على المنضدة أمامه بعد أن أقتربت منه وجلست جواره 
أشار إليها بالصمت وهو يرفع الهاتف على أذنه ليتحدث بجدية وعملية شديدة رأتها كثير من المرات وهي تتابعه من نافذة غرفتها
أيوه يا عبده خلصتوا ولا لسه
صمت ليستمع إجابته وبعدها أومأ برأسه وكأنه يراه مكملا الحديث بجدية
آه تمام عربية ياسر محمد سلمها ل حمادة وهو هيتصرف فيها شغلها خفيف
مرة أخرى يصمت ليستمع إليه من الناحية الأخرى وأردف مجيبا إياه
أنا هكلمه واخليه يبعت حد ياخده بكرة آخر النهار بس اتاكد
إن طارق هيخلص شغل فيه النهاردة
مد يده إلى الطاولة الصغيرة وأخذ كوب من العصير الطازج وارتشف منه بهدوء وهو يستمع إليه ليجيب بعدها قائلا
ماشي تمام أنا كده كده نازل بكره
هتف بسخرية وهو يبتسم
هو أنا يعني علشان عريس أهمل شغلي هنوفق في الاتنين متقلقش أنت
ضحك بشدة على شيء قد قاله له الآخر على الناحية الأخرى ليتحدث بضيق وهو يبعد الهاتف عن أذنه
مع السلامة بقى وأنت عيل رخم
تساءلت زوجته باهتمام وهي تبصره بعينيها العسلية بعد أن أغلق الهاتف
أنت هتنزل الشغل بكرة بجد
مال للأمام قليلا يضع كوب العصير على المنضدة مرة أخرى ثم اتجه بكف يده ليضرب فخذ قدمها اليسرى التي جواره وهو يقول بسخرية وتهكم مازحا
آه أكيد هنزل بقى مش هفضل قاعد جنبك كده
ابتسمت له بحب وأردفت بهدوء
ربنا يوفقك
اعتدل في جلسته جوارها ليعود مستندا بظهره إلى الخلف معاكسا للاريكة ووجهه مقابلا لها
ويوفقك أنت كمان خلاص امتحاناتك واقفة على الباب بتخبط
ابتسمت بسخرية وهي تستمع إلى حديثه ثم أردفت بغرور واضح ونبرة لعوب تحتل صوتها وهي تتحدث إليه مشيرة بيدها بمرح
متقلقش عليا أنا لو فضلت من دلوقتي لحد الامتحانات مذاكرتش بردو هتخرج أنا كنت من أوائل الدفعة
أبصر غرورها وحديثها معه رافعا أحد حاجبيه ينظر إليها بدهشة ثم أردف بعد إنتهاء حديثها بمكر وخبث يظهر عليه وواضح في حديثه ويده التي امتدت إلى جانب خصرها الأيمن
ايه الغرور ده خفي شويه أحسن تفرقعي حتى بصي الجوانب زادت إزاي
ضړبت على يده بكف يدها بحدة ليسحبها سريعا وهو يضحك بقوة فداهمته بحدة ثم لانت وهي ترفع حاجبيها إليه متحدثة بغرور
بس يا قليل الأدب أنا لسه زي ما أنا عود مظبوط بالمللي
ضحك بقوة وهو يراها تلقي كل هذا الغرور عليه مرة واحدة ونظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بسخرية ليثير حنقها أكثر وأكثر مردفا بسخرية
أااو مهو واضح يا وحش
ضغطت على فكها بقوة وهي تراه يهزأ بها لتردف بحدة مضحكة
بطل تريقة عليا
مالت عليه بدلال وخصلاتها تعاكسها لتبقى بجانب وجهها ولتظهر أكثر فتنة وجمالا هتفت بعفوية ودلال لا يخلوا من الغرور
وبعدين لو مش عاجبك يعجب غيرك
نظر إليها بحدة واعتدل في جلسته هذه المرة ليقترب منها وهنا لن يتقبل الحديث أبدا مهما حدث لن يسمح لها أن تتحدث بهذا الشكل مرة أخرى ولا تفكر به من الأساس فهي لن تفتن شخص غيره إلى مۏته أردف بصوت حاد
هدير هتخيبي ولا ايه ما تتعدلي في كلامك
عادت للخلف برأسها تعود بخصلاتها هي الأخرى ونظرت إليه قائلة بجدية مستغربة تحوله
أنت بتتقمص ليه دلوقتي أنا بهزر
لن يتقبل هذا بأي شكل من الأشكال لا مزح أو جدية هتف بقوة وصوت حازم
ده مفهوش هزار ولا شيفاني بقرون قدامك هعدي الكلام ده واهزر فيه
وضعت يدها برقة على ركبته تترجاه بعينيها العسلية قبل حديثها لتعدل ما قالته
طيب خلاص متبقاش بايخ بقى
نظر إليها وهو صامت لم يتحدث فنظرت إلى الناحية الأخرى وتنهدت بهدوء وهي تفكر في شقيقتها مريم وما تعرضت له من ذلك المچرم الحيوان أردفت پخوف ولهفة قائلة
أنا بجد خاېفة على مريم أوي يا جاد مع إني ببينلها غير ده بس
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 85 صفحات