خيوط الغرام بقلم دينا إبراهيم
تتجوز دي مش دي بردو اللي كانت وحشه وبتتلزق فيك ازاي تبقي عارف انها ممكن تعمل كده مع غيرك وهي علي ذمتك و توافق
نظر له بجمود قائلا
مش مهم المهم انها بتخلف و ده قراري انتي خدتي قرار و انا نفذته بطريقتي
قذفت زجاجه من العطر كانت في يدها عليه بغيظ وهي تصرخ
اعمل اللي تعمله بس طلقني ووديني لاهلي
عايزة تروحي لاهلك تعالي و خلينا نشوف هيرضوا اصلا ولا لا
نزلت دموعها پقهر وعناد فأردفت پاختناق
هيوافقوا
ماشي يا سلمي البسي طرحتك انا مستنيكي في العربيه تحت
وبالفعل توجهت سلمي و يزيد نحو منزل والديها وجدت ابيها يؤدي صلاة الظهيرة و والدتها المسنه رحبت بهم بسعادة برغم انقباض قلبها لدي رؤيه سلمي بملامحها الباكية ودعت الله ان يكون ما جاء بهم هو الخير
اردفت بابتسامه قلقه و وجهه شاحب هل قرر التخلي عنها بسبب عدم انجابها هل سيحدث ما تخشاه و تدعو ضده هي و زوجها في كل وقت
جلس يزيد بهدوء قائلا
أساليها يا حجه
نظرت له سلمي پغضب و عيون حمراء لم تتوقف عن البكاء فقالت لوالدتها بخفوت
احنا قررنا اننا هنطلق
اردف پحده
نظرت لها والدتها بحنق و ذهول و لوم قائله
يا نهار ابيض عليكي يا سلمي انتي اټجننتي يا بنتي
يا ماما احترموا قراري
احترم ايه و هباب ايه انا مش هوافق علي الخيبه دي ابدا انتي عايزة تخربي بيتك بأيدك
سمعوا صوت سلام انتهاء الصلاة قبل ان يدلف والدها فيبتسم بترحيب
الحمدلله يا ابو سلمي الله يخليك
نظر لزوجته العابسة و ابنته بعيونها الحمراء فاردف بقلق
خير يا جماعه في ايه
بنتك المحترمه
عايزة تطلق من جوزها
نظر لها والدها باعين متسعه پصدمه ليقول
لبه يابنتي كده فال الله و لا فالك
فتح يزيد فمه ليروي لهم رغبتها لان يتزوج و رغبتها الثانية في ان يتخلى عنها واكد پحده انه لن يوافق علي طلاقها وانه فقط يلبي رغباتها
استمعت الي توبيخ والدتها ووالدها في غرفتها بعد ان طلبا محادثتها واقناعها بالعدول عن هذا القرار بمفردها
و بعد توسلات كثيرة منها لوالدتها بان ترحمها وترغمه علي تطليقها الا انها رفضت پحده قائله بان ظل رجل و لا ظل حائط
مش هرد
خرج والدها عابس الوجه ليردف ليزيد بهدوء
هز يزيد رأسه وهو يتابعها
تسير نحوهم بخنوع منحنيه الرأس
شعر بطعم كسرتها وقهرها في حلقه و اردف پاختناق خاڤت
شكرا يا حج عن اذنكم
توجه نحوها يمسك يدها فتبعته باستسلام وتعب الخارج و من ثم الي السيارة
رفضت سلمي رفع رأسها او النظر له وقد تحطمت كل امالها بوجود سند لها في هذه الحياه ولكنها لن تلوم والدين مسنان يظنان انهما بذلك يمنحاها الحياه
ظل يزيد يسترق النظر لها طوال الطريق وڠضب وضيق يتملكه قلبه يعتصر پألم ولكنها من حكمت عليهم بالعڈاب
الفصل العشرين
في مكان اخر بأحد القصور
استنشقت مني سيجارتها بتروي و هي تفكر في خطتها المقبلة للاڼتقام من ظافر
جال في تفكيرها زيد والحاحه برؤيتها و اشاره العبث و المداعبة التي يلوح بها في وجهها
ابتسمت لنفسها بثقه بالتأكيد وقع بها عندما رأي جمالها الذي اكتمل بوصولها لعمر الثلاثين
ما يحيرها بالفعل هو ابتعاده عن ظافر الم يكن ذلك الاخ الغير شقيق الذي لا يقدر علي الاستغناء عنه هو او مروان
ابتسمت بمكر ان نجحت في استدراجه وايقاعه في غرامها فستكون صفعه في وجه ظافر مهما كانت درجه الخلاف بينهم يبقي يزيد هو يزيد الصغير
كما انه لا مانع بالمرح فهو وسيم لدرجه غير طبيعية و يختلف تماما عن وسامه ظافر المرتبطة بطباعه فضلا عن شبابه الذي سينتقل اليها تدريجيا ان اصبحا معا
اخمدت سيجارتها واخرجت هاتفها مقرره المضي في الخطة بالفعل قبل ان تفعل اي خطوة قضائية تبليها بالطفلين فأخر ما ترغب به هو وجود طفلين باكيين في حياتها المثالية
لنجعل القضاء الخطوة النهائية عندما تتأكد من عدم وجود حل اخر
داف والدها يقطع خطوتها عندما اردف
الحاجه جهزت مش ناقص غير موافقه الطرف التاني و كله هيكون تمام
معقوله جهزت بالسرعة دي اومال لو مش دولارات مزوره
ضحك والدها بفخر قائلا
صفقه العمر اكيد مش هضيعها من ايدي كان لازم اتصرف بسرعه قبل منصور ما يشم خبر
برافو يا بابي كده مش ناقص غير انك تخلطهم مع الفلوس الحقيقية وهو مش هيحس ان نص فلوس الصفقه مزورة
متقلقيش انا مظبط كل حاجه المهمة الجايه عليكي تحاولي تخلي يخفف شروط العقد ويمضي بسلام
اتسعت ابتسامتها بحاجب مرفوع بثقه لتردف
اعتبره مضاه
ابتسم هاشم برضا قبل ان يتجه شركته او بمعني اخر وكر اعماله بينما استدارت تجلس علي فراشها وترفع هاتفها لمواصلة مخططها
كان يزيد يتناقش مع مروان و ظافر في العمل
عندما رن هاتفه
انتفض يستقيم وهو يري اسمها يملئ الشاشة ونظر الي ظافر قائلا
موني
اردف مروان بسرعه
ما ترد
هز رأسه وهو يضع الهاتف علي اذنه قائلا
احلي مكالمه دي ولا ايه
وصلته صوت ضحكاتها لتنكمش ملامح الرجال الثلاثة باشمئزاز
اجاب يزيد علي ما تقوله له قائلا
ماشي كمان ساعه هكون هناك
اغلق هاتفه بخجل من ظافر فهي ام اولاده قبل كل شيء ولا شك انه ېتمزق من داخله بسبب طباعها السيئة
اردف بهدوء
هنتغدي مع بعض
خبط مروان بأصابعه علي المكتب وهو يسند بأصابع يده الأخرى علي جانب وجهه ليردف
في خلال الاسبوعين دول لو معرفناش نوصل لحاجه يبقي هنفشل
ليه
رد يزيد ليجيبه ظافر قائلا
عشان صفقه الاجهزة الإلكترونية دي هتم خلالها ووصلنا ان ابوها حاطط اكتر من تلت تربع فلوسه فيها يعني اعظم حفلاته و نصباته هتكون ليه
ومني اكيد هتكون موجوده عشان تلين دماغه
اردف يزيد بتفكير ليجيبه مروان بجديه
يعني قدامك اقل من اسبوع تكون حاطط الكاميرا دي جوا مقر الحفله
وانا اعملها ازاي دي
اعترض يزيد بحنق ليردف مروان وهو يهز اكتافه
اتصرف مش انت اللي عامل فيها جوني ديب
ضيق يزيد عينيه پغضب وهو يجذب الكاميرا الصغيرة من بين يديه قائلا
هتصرف
يزيد
اوقف ذهابه صوت ظافر الذي وقف امامه قائلا بجديه
حاول تسجلها اي كلام بتقول انها مش عايزة الاولاد فيه
ضړب بقدم علي الارض بغيظ قائلا
و
ده هعمله ازاي ده كمان
ابتسم ظافر بمكر لينظر الي مروان قائلا
شكله هيضيعنا فالح بس يبات في الجيم ويعمل نفسه شجيع السيما و حته واحده قد امه مش عارف يسايسها
ابتسم مروان تلك الابتسامة الهادئة وهي يجلس
بأريحيه قائلا
راحت عليه خلاص
ضحك يزيد بسخريه قائلا
طول عمركم بتغيروا مني وهتشوفوا انا هعمل ايه خليكوا انتم قاعدين هنا وانا هشيل الليله دي كلها
وبالفعل عكف يزيد في الاربع ايام التالية علي الخروج معها وتقديم اغلي الهدايا لها و معه الولاء التام علي طبق من الذهب
في شقه مروان
دلف يبحث عنها بعينيه شوقا لرؤيتها لم يمر سوي بضع ايام و اعتدها و اصبح يشتاق ليمر يومه و يعود لها
اين ذهبت يا تري
منار
سمعت خطواتها الصغيرة المتحمسة قبل ان يراها تخرج من المطبخ بابتسامه واسعه واعين لامعه
تقدمت منه بسعادة ليتمايل فستانها بدلال عليها
ابتسم لها فاردف
ازيك
الحمدلله اتأخرت ليه
وضع حقيبته علي المقعد بجواره و بدأ
في فك ربطه عنقه قائلا
كنت بتعشا مع عميل
احتفت ابتسامتها لتردف بصوت يشوبه الحزن
انت اتعشيت
رفع حاجبه بتعجب ليهز رأسه بالموافقة
نظرت حولها بحزن و انزعاج لتردف
طيب هدخل انام عايز مني حاجه
لا شكرا
تعجب من تغيرها وتحولها من السعادة للحزن و رغب قلبه في الصړاخ بان تبقي قليلا فاردف بخفوت وهي تلتفت للذهاب
مالك
مفيش
انتي كنتي صاحيه مستنياني
اه
طيب هتنامي علي طول ليه مش هتقعدي معايا شويه
نظرت له بخيبه امل قائله
انا كنت فكراك هترجع جعان فقلت استني نتعشا سوا
رفع حاجبيه ليردف
انتي لسه متعشتيش
هزت رأسها بنفي وانزعاج وهي تلتفت حولها قائله
مش جعانه اصلا
علت صوت معدتها ليبتسم علي احمرار وجنتيها بأحراج
واضح
حاولت الابتعاد عنه بحرج و غيظ فضحك بشدة قائلا
بهزر خلاص يلا نتعشي سوا
حاولت كبت ابتسامتها ولكنها فشلت في التحكم بترقبها وهو يجرها خلفه لتجهيز وجبه العشاء
جلس كلاهما يأكلان وسط انظارهم المتبادلة
تسلم ايدك الاكل جميل اوي
اتسعت ابتسامتها بسعادة وهي تردف
انا مكنتش عارفه بتحب ايه فحاولت اعمل كذا حاجه
نظرت الي طريقته في الاكل وهو يقطع الدجاج و حاولت التقاط ما يمكنها تعلمه برغبه ملحه في مواكبه حياته
ابتسم داخله و هو يراها تسعي لتقليده بالشوكة والسکين
سرحت في تصور حياتهم معا و
فهو يعطيها الامل بإمكانية نجاح تلك العلاقة فهي في اشد الحاجة لها لتشعر بالاستقرار و السعادة
اتسعت عينيها ونظرت له فوجدته يطالعها بحب و عيون غائمة و
فتنحنحت بحرج قائله
انا شبعت اوي تصبح علي خير بقي
ازاحت كرسيها و هرعت للخارج تناجي امان غرفتها فقلبها يتمرد بشده داخل صدرها
شهقت بخضه عندما امسك بذراعها يوقف تقدمها في منتصف الطريق
لا يدري كيف و متي انتهي بهم الامر يتسابقون مع الرياح في سباق الحب و و همسات الغرام
دارت بهم الدقائق او الساعات وانتهي سباقهم الخاص بتضخم قلبيهما برضا و انهاك
ماهي الا دقائق حتي هبط جفنيهما بعد نظرات عشق صامتة بينهم لفترة معلنان الاستلام للنوم و المستقبل يوعدهم برسم حياة سعيدة هانئة
مرت ايام اخري علي نفس المنوال بانشغال الثلاث اصدقاء بخطتهم وانشغال الفتيات بمواساة سلمي وتهيئه منار قبل رؤيتها لأهل مروان
يابنات بالدور المكالمه الجماعيه دي لخبطتني
اردفت شروق وهي تهز صغيرها وتتوسط يوسف و فريده اللذان اتخذا من ساقيها وساده لمشاهده احدي افلام الكرتون
لتردف منار بغيظ
ركزوا معايا انا دلوقتي احكولي عن والدته و اخته اللي جايين دول اكتر
بقولك ايه انتي قلقانه ليه كده وانتي ضړبتي ابنهم علي ايده و قوليله اتجوزني و بعدين انتي زي القمر و اصغر منه بكتير يعني يحمدوا ربنا
اردفت شروق بغيظ فقد سألت ظافر عن رد فعل اهل مروان عند العلم بزواجه ورده لم يبشر بالخير
ماتهدي يا شروق يا حبيبتي بصي يا منار خليكي هاديه
و حاوي تبقي قليله الكلام وخليكي جنب مروان والموضوع هيعدي هوا
يارب يا سلمي
دلف يزيد الي المنزل فوجدها متكوره علي الأريكة بغطاء وتتحدث في الهاتف
تركها واتجه لتغير ملابسه عندما رن هاتفه برقم التعيسة
انكمشت ملامحه بضيق ولكن النهاية اقتربت ولم يبق سوي القليل ففي ايام قليله استطاع ان يكون محور تفكيرها لا تطيق ان تمر ساعه دون ان تحادثه
الو يا قلبي اخيرا افتكرتيني
سمعت سلمي حديثه فشعرت بغصة ټقتلها واردفت بخفوت
عن اذنكم يا بنات
انا
هقفل
اغلقت و وقفت تتوجه نحوه بخفه تتنصت علي المكالمة پغضب الغيرة تأكلها
خلاص هجيلك بكره
لا تعلم ما الذي طرأ عليها فوجدت نفسها تتقدم منه دون ادني اهتمام لنظراته المتعجبة و ابتسامته السمجة وهو يغلق الهاتف
امسكت نظراته بشوق و حزن هاجم جدرانه و خطته بقوة