قطة في عرين الأسد
خمره تشربيها نفذتى كلامى ورضيتي تخرجى معايا وتقبلى منى هدايا وتيجى معايا بيتي وانتى عارفه انى عايش
لوحدى .. فبلاش بأه الرسم ده وطالما أنا وانتى فاهمين بعض كويس وعارفين كل واحد فينا عايز ايه من التانى يبأه خلينا حلوين مع بعض وبلاش نعكر مزاجنا بكلام ملوش لزمه
كانت تشعر پصدمة شديدة .. من كلماته التى ألقاها على مسامعها .. حاول الإقتراب مرة أخرى .. ابتعدت عنه فورا وتوجهت الى باب البيت وخرجت مسرعه .. نزلت درجات السلم وهى تكاد لا ترى من الدموع التى تنهمر من عينيها .. أوقفت سيارة أجرة .. وأسرعت مبتعدة عن هذا المكان وهذا الشخص الذى أشعرها أنها فتاة رخيصة يمكن شرائها ببضع هدايا وبضع كلمات.
زوجتى الح بيبة مريم .. كيف هو حالك مع الله .. لا أريد أى شئ أن يشغلك عن وردك وأذكارك وقيامك وفعلك للخير يا مريم .. أتذكرين حديثنا معا ودعائنا معا بأن نلتقى أنا وأنت فى الجنة من بعد هذا الفراق الذى كتب علينا .. أنا هنا لا أدرى الى أين أوصلتنى أعمالى يا مريم وليس لى سواكى ليهديني ما يخفف عنى حملى الثقيل .. لن أطلب منك شيئا محددا .. لا أريد سوى ما فى استطاعتك فعله .. من أجلى ومن أجلك .. حبيبك ماجد
له .. توجهت الى أحد الأدراج فى غرفتها وأخرجت علبه صغيره .. فتحتها وأخرجت منها القطع الذهبيه التى بها .. وفى الصباح ذهبت الى الصائغ وباعت ما بجوزتها .. أخذت المال والابتسامه على شفتيها .. توجهت الى أحد المساجد التى تم بنائها حديثا فى شارعها .. كان مسجدا صغيرا لم يتم الإنتهاء من تشطيبه حيث توقف استكماله بسبب قلة الموارد المالية .. سألت عن صاحب المسجد وذهبت الى محله الذى يقع فى نفس الشارع .. كان شيخا دينا .. أعطته مريم ما بحوزتها من مال جمعته من بيع مصوغاتها ومصوغات والدتها و أختها .. وطلبت منه أن يقوم بتشطيب المسجد بهذا المال ويقوم
قالت مريم بإستغراب
لحد متوفى .. بس ليه حضرتك بتسأله
قال الرجل مبتسما
عشان يا بنتى احنا هنعمل يافته بأسماء الناس المتوفيه واللى أهلهم اتبرعوا للمسجد وهنعلقها فى المسجد عشان الناس تدعيلهم بالرحمة والمغفرة
أومأت مريم برأسها وأملته أسماء أبيها وأمها وأختها .. فقال الرجل بأسى
قالت مريم بحزن
أيوة فى حاډثة
نظر اليها الرجل مشفقا وقال
ربنا يجعل الصدقه دى فى ميزان حسناتهم وحسناتك يا بنتى
تمتمت بخفوت
آمين .. ولسه فى كمان جوزى
نظر اليها الرجل بحزن بالغ وقال
لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يعوضك يا بنتى ويصبر قلبك .. قوليلى اسمه
ماجد ... ماجد خيري
يتبع
الحلقة التاسعة.
فى اليوم التالى ذهبت سهى الى عملها فى وجوم .. كان يبدو عليها الحزن وعلى عينيها آثار البكاء .. تطلعت مريم و مى كل منهما الى الآخرى .. لم تتحدث سهى طوال اليوم ولم تناكف فى مى كعادتها .. فقط انكبت فوق حاسوبها لكن بدا وكأنها لا تحرك الماوس تحت أصابع يدها .. فقط تنظر الى الشاشة شاردة .. ظلت هكذا طوال اليوم حتى آتى موعد الانصراف .. قالت مى ل مريم
ها خلصتى
قالت مريم وهى منهمكة فى علمها
لأ لسه .. عايزة ألحق أخلص كل الشغل اللى ورايا قبل سفرى ان شاء الله
سألتها مى قائله
ليه مش أستاذ عماد قالك انك هتشتغلى عن طريق النت
نظرت اليها مريم ويبدو على وجهها علامات التعب وقالت
أيوة بس أكيد
أول كام يوم مش هعرف أشتغل هكون مشغوله مع أهلى .. وعشان كده حابه أخلص جزء كبير من شغلى .. عشان ما أتأخرش فى تسليم الشغل
أومأت مى برأسها وقالت
ماشى يا حبيبتى .. أنا ماشية بأه أشوفك بكرة
مع السلامة
خرجت مى وألقت مريم نظرة على سهى لتجدها فى دنيا آخرى تماما .. نادتها قائله
سهى .. سهى
التفتت اليها سهى قائله
أيوة يا مريم
نظرت اليها مريم بقلق وقالت
انتى مش هتمشى
قالت بوجوم
آه .. لا .. لسالى شويه
لحظات واڼفجرت سهى فى البكاء .. شعرت مريم بقلق شديد اتجاهها فهبت واقفه واتجهت اليها وضعت يدها على كتفها قائله
سهى مالك فى ايه .. بټعيطي ليه .. سهى
حاولت سهى تمالك نفسها ووقف بكائها .. أعطتها مريم منديلا من حقيبتها فكفكفت دموعها وقالت بصوت مرتجف
مفيش أنا كويسه
جذبت مريم أحد المقاعد وجلست بجوارها قائله
لا مش كويسه طبعا .. قوليلى مالك ايه مضايقك يمكن أقدر أساعدك
نظرت اليها سهى وقالت
مش هتقدرى تساعديني
جربي
صمتت سهى قليلا ثم قالت بخجل
مش هقدر أحكيلك على المشكلة .. بس كل اللى أقدر أقولهولك انى اتهنت اهانه جامده أوى أوى .. والمشكلة اللى تعبانى انى شايفه نفسى غلطت فعلا واستحق الإهانه دى
نظرت اليها مريم قائله
طيب طالما شايفه انك كنتى غلط .. يبقى تحاولى تصلحى الغلط ده
قالت سهى بمرارة
ياريت بس معدش ينفع اللى حصل حصل
قالت مريم بهدوء
لو معرفتيش تصلحى الغلط .. يبقى على الأقل توقفيه فورا ومتكرريهوش تانى أبدا مهما حصل
نظرت اليها سهى وقالت بأعين دامعه
أنا حسه انى واحدة رخيصة أوى .. مش عارفه أعمل ايه وازاى أشيل الإحساس ده من جوايا
ربتت مريم على كتفها وقالت
سهى هكلمك بصراحة لانى بحبك .. ولانى طلبتى منى النصيحة .. سهى اعرفى حاجه واحده .. سعادتك فى قربك من ربنا مش فى بعدك عنه .. ربنا مبيحرمش الا الحاجات اللى بتضرنا فعلا .. هو اللى خلقنا وهو أدرى بينا من نفسنا .. احنا اتخلقنا فى الدنيا دى مش عشان ناكل ونشرب وننام وبس .. لأ .. احنا اتخلقنا عشان نعبد ربنا .. نعبده صح زى ما قالنا .. مش نعبده بمزاجنا .. أكيد كلنا بنغلط .. بس فى فرق بين
غلطه وغلطه .. وحتى لو اتنين غلطوا نفس الغلطه .. فى فرق بينهم .. لان الأول ممكن يتمادى فى الغلط ويستمر فيه وېموت عليه ويبعث يوم القيامة عليه .. أما التانى يعمل الغلط ويندم عليه ويبكى من الندم عشان غلط فى حق ربنا قبل ما يكون فى حق نفسه ويقرر انه ميعملش الغلط ده تانى طول عمره وربنا يقبل توبته وېموت وهو مفيش عليه الذنب ده
كانت سهى تستمع اليها فى استكانه وهدأت نفسها بعد سماع تلك الكلمات .. قالت سهى بشك
يعني لو مرجعتش للغلط ده تانى ربنا هيسامحنى أكنى مغلطتش أصلا
ابتسمت مريم قائله
أيوة بالظبط كده .. الغلط ده يتمحى تماما .. بس بشرط .. تكون توبه بجد .. وتندمى بجد .. وتقررى بجد انك مترجعيش لاى حاجه غلط بتعمليها .. وتصلحى من نفسك وتبعدى عن الحاجات اللى
تغضب ربنا
أومأت سهى برأسها ثم قالت ل مريم
على فكرة متفكريش ان الموضوع كبير .. لأ دى حاجه بسيطة بس أنا اللى حساسه شويه .. يعتبر مفيش حاجه أصلا بس هما كلمتين بس اتقالولى واضايقت منهم
ابتسمت مريم قائله
تمام يا جميل .. ولو احتجتى تتكلمى تانى أو تسألى عن حاجه أنا موجوده
ابتسمت سهى قائله
على فكرة انتى طيبة أوى .. قفل آه .. بس طيبة
ضحكت مريم قائله
أنا قفل
شاركتها سهى ضحكاتها قائله
ده القفل يقولك قومى وأنا أعد مطرحك
ثم قالت
بس بنت جدعه .. وطيبة .. ومش غلسة وبتحدفى طوب زى مى
قامت مريم قائله وهى تتوجه الى مكتبها
مى على فكرة طيبة أوى هى كمان .. لو قربتى منها هتحبيها
جلست مريم على مكتبها .. ونظرت اليها سهى مبتسمه ثم عادت الى عملها .
طرقت سارة باب غرفة المكتب الخاصة ب مراد فى الفيلا .. سمعت صوته يدعوها للدخول .. دخلت وأغلقت الباب بهدوء وتقدمت وهى متوترة قليلا وقالت
معلش يا أبيه عطلتك
نظر اليه مراد الذى بدا منهمكا فى قراءة احد الكتب وقال
خير يا سارة
قالت بإرتباك
انت قولتلى هتفكر فى موضوع شغلى
فى الشركة
وضع مراد الكتاب أمامه على المكتب وبدا عليه التبرم وقال بنفاذ صبر
نفسي أفهم هتستفادى ايه
قالت بحنق
يا أبيه أنا زهقانه من الأعدة فى البيت ..عايزة أحس انى بعمل حاجه مفيدة .. وبعدين هو أنا هشتغل عند حد غريب .. أنا هشتغل عندك فى الشركة
صمت مراد وبدا عليه التفكير .. طال صمته .. ثم نظر اليها قائلا
ماشى يا سارة أنا موافق تشتغلى عندى فى الشركة
اتسعت ابتسامتها وقالت بسعادة
بجد يا أبيه .. يعني خلاص وافقت
قال مراد بحزم
أيوة .. بس بشرط هتشتغلى فى المكان اللى أنا أحدده
أمأت رأسها وقالت بحماس
ماشى يا أبيه موافقه
قال مراد وهو يعود أخذ الكتاب من فوق المكتب
خلاص بكرة ان شاء الله جهزى نفسك عشان ننزل سوا
قالت مبتسمه بحماس
ماشى .. شكرا يا أبيه
قالت نرمين ل سارة بسخرية وهما جالستان فى غرفة هذه الأخيرة
والله .. طيب كويس أوى انه حن واتعطف واتكرم عليكي ووافق انك تشتغلى فى شركته
ضحكت سارة وصفقت بيدها قائلا
مش مصدقه .. الحمد لله انه وافق
قالت نرمين بحنق
أنا مش عارفه ايه السچن اللى احنا عايشين فيه ده .. ما البنات بتشتغل عادى وبيخرجوا لوحدهم عادى .. اشمعنى احنا يعني اللى محبوسين كده .. مبنخرجش الا مع مراد أكننا أطفال فى الحضانه .. هانت والسنة تبتدى فى الكلية وأخرج أشم نفسي شوية
ابتسمت سارة قائله
آل يعني لما تروحى الجامعة هتشمى نفسك .. مراد بيخلى السواق يوصلك ويرجعك ومش كدة وبس بيعرف كل مواعيد محاضراتك وسكاشنك
قالت نرمين
بحنق
بس على الأقل هشوف ناس غيركوا .. دى حاجه صعبة أوى حسه انى مش بنت زى باقى البنات .. ده ولا السچن يا شيخة ايه ده
قالت سارة بهدوء
بصى هو مراد بېخاف علينا عشان بنات .. وانتى شايفه أصلا البلد دلوقتى مش أمان خالص .. وكل شوية نسمع عن حوادث يعني هو معذور برده
فى خوفه علينا
قالت سارة پغضب
بس مش كده يفكها شويه .. فيها ايه يعني لما تشتغلى فى