الأربعاء 04 ديسمبر 2024

براثن اليزيد

انت في الصفحة 97 من 124 صفحات

موقع أيام نيوز


عائلته ووضعه بالحقائب الخاصة بهم وضعهم بالسيارة وذهب إليها مرة أخرى ومنذ أمس وهو جالس خارج الغرفة في الرواق وحده بعد أن جعلت تامر يذهب ولم يكن موافق على هذا ولكنه فعل..
منذ أمس وهو هنا لم يأتي النوم إلى عينيه بل وكأنه نام سنة كاملة ليبقى هكذا يفكر بالماضي وما حدث به من كوارث هائلة تحمل هو نتيجتها..

يفكر بالكذب الذي افتعله عمه ليبقى هنا الآن لو كان غير ذلك لكان هو بجوارها بالداخل! ولكن هذا ما حدث لقد كانت صدمة حقا في عمه الذي بمثابة والده لم يكن يتخيل أن يفعل بهم هكذا ماذا كان سيحدث إذا رفضت عائلة طوبار الزواج هل كان سيفتح سلسال ډم من الممكن فقدانه هو أو أخيه بداخله.. أنها صدمة حياته..
ترك كل شيء يسير كما عمه ووالدته أرادوا ترك لهم زمام الأمور وكأنه دمية يحركونها بأريحية ومن خلفهم هو كڈب ظلم انتقم وعاقب شخص برئ أحبه للغاية..
يا له من وغد!.. كيف له أن يفعل بها ذلك كيف له أن يجعل الدموع لا تتوقف عن الخروج من مقلتيها كيف له أن يحزن قلبها الذي أحبه كيف له أن يشعرها بالقهر والخذلان منه هو وحده.. أنه لا يستحق حبها.. لا يستحق أن تكون بحياته من الأساس! لقد أضاع كل شيء بينهم بسبب ضعفه وخوفه.. بسبب حماقته وكذبه..
ياتي إليه في الطريق طفل صغير كان يتمناه منها وحدها ما السبيل للتواجد معه الآن أنها قررت وكان الطلاق والفراق قرارها ما السبيل الآن للتخلص من كل هذه الآلام الذي تعصف به وبكل خليه بجسده..
لو كان يعلم أن كل ذلك سيحدث بسبب زواجه منها لم يكن ليتزوجها.. لم يكن ليقع بعشق زرقة البحر لم يكن يقع بغرام خضرة الأرض.. لم يكن يفعل كل ذلك وكان بقى يزيد الراجحي الذي يحمل القسۏة والغرور داخل طياته كان بقى نفسه الذي يحمل العنجهيه والمراوغة داخله وبقيت هي مروة طوبار الملاك الذي لا يوجد مثله في نقائه وبراءته..
زفر بضيق وهو يمسح على وجهه بعد أن اعتدل في جلسته يتكئ بمرفقيه على قدميه ينحني على نفسه للإمام وهو يفكر كيف سيجعلها تعود عن ما في رأسها وتكون زوجته دون أي ضغط من أي أحد تكون زوجته وكأنها المرة الأولى الذي يريدها بها تكون
زوجته بإرادتها هي وحدها..
تقدمت منه ميار سريعا عندما وجدته أمامها ثم سألته بلهفة واهتمام
يزيد مروة حصلها ايه
واستمع إلى سؤال والدها هو الآخر من بعدها ولم يعطيه حق الإجابة يقول
بنتي فين يا يزيد
ابتلع ما بحلقه ثم تحدث بهدوء واحترام وهو يشير إلى باب غرفتها
ممكن تهدوا هي جوا هنا ومحصلهاش
أي حاجه دي وقعة بسيطة
أجابت ميار بسرعة وخوف يحتل نبرتها
بس مروة حامل
دا الظاهر إن أنا الوحيد اللي مكنتش عارف.. على العموم هما بخير
نظرت إليه ميار باستغراب شديد هل لم تقول له شقيقتها عن حملها بعد إذا هو علم فقط عندما سقطت من على الدرج!.. أنها غبية..
ولجت إلى الغرفة هي ووالدها لترى شقيقتها التي عندما رأتهم يدلفون إليها تجمعت الدموع بمقلتيها وأصبحت تبكي بشدة!..
أخذها
والدها وهو يحاول أن يجعلها تهدأ فإن كانت بخير وكل شيء على ما يرام لما تبكي.. دلف إلى الغرفة ليراها وهي بهذا الوضع فظل واقف جوار باب الغرفة ولم يتقدم ناحيتها وقد كان قلبه يخفق بشدة
نظرت إليه وهي تزداد في البكاء عينيها معلقة على عينيه متشبسه بوالدها
حاولت ميار أن تجعلها تهدأ قليلا ولكن ليس هناك فائدة شعرت أن هناك خطب ما أنظار يزيد و مروة متعلقة ببعضهم وكل منهما يقول شيء مختلف تستطيع قراءته بوضوح تركت ذلك الأمر جانبا ثم حاولت مرة أخرى هي ووالدها الذي استغرب أيضا بعد يزيد عنها في هذا الوقت!..
أتى تامر أيضا بعد صف سيارته الذي أتى بها عمه وابنته جلس على الأريكة بالغرفة وهو لا يريد التدخل فقط لأجل ميار..
بعد فترة جفت دموعها وصمتت عن البكاء ومازالت تنظر إليه بضعف وقلة حيلة عينيها تزف إليه حبها ولكن لن يكمل على كل حال..
سألها والدها باستغراب وجدية وهو يريد أن يعلم ما الذي أصابها في يوم وليلة
مالك يا مروة يا حبيبتي.. ايه اللي حصل لكل ده
انتظرت ميار لتستمتع الإجابة منها على سؤال والدها ولكن ظلت فترة صامتة لم تتحدث ومازالت نظراتها متعلقة به ثم فجأة ابتعدت عن والدها نظرت له ثم هتفت بحزن ونظرة ضائعة
عايزة أرجع معاكوا القاهرة.. النهاردة
أومأ إليها بهدوء وهو ينظر إلى شقيقتها ولم يفهم ما الذي يحدث بعد فتحدث مرة أخرى
ماشي يا حبيبتي اللي أنت عايزاه نعمله بس
يعني يزيد بيقول إنك كويسه ومحصلش حاجه عايزة ترجعي القاهرة ليه
لن يكون هناك دموع مرة أخرى ولن يكون هناك ضعف هو من خان وهو من باع هو من كڈب وهو من راوغ هو الذي جعلها تشعر بالخذلان والقهر.. عليه هو أن يشعر
 

96  97  98 

انت في الصفحة 97 من 124 صفحات