غمزة الفهد
.. العين عليكى بارده .. أيه القمر دا كله .. ربنا يحميكي...
استرسلت بغبطه فرحه لولدها على هذا الحب الذى يحياه معها
مدام نزله تجرى كده والفرحه ماليه وشك يبقى بتقولى أن سعد جه بالسلامه.....
قاطعها الحج عبدالجواد الراوى قائلا بتحفيز وعجاله
أكيد السعاده ماليه وشها يبقي جه وواقف بره منتظرها تخرج له عشان تبقي أول واحده شافها .. سبيها تخرح زمانه بيعد الدقايق عشان اتأخرت......
اجرى ياختي بس ياريت يقدر يتحكم في نفسه لما يشوفك......
هبطت الفتيات الدرج مسرعين ليهتفا بهلع
أنتى لسه هنا يا ماما .. بابا واقف برا بقاله كتير .. وبيرن عليكي وانتي سايبه التليفون فوق .. اتفضلي تليفونك.....
تطلعت لهم هنيه بغيظ وأردفت
عجبكم كده أخرتوني ..
تركتهم وهرولت للخارج بأنفاس متسارعه مشتاقه متلهفه لرؤية ملاذها .....
أيه القمر ده يابرنسيس حياتي أنا
بسعاده طاغيه عقبت هنيه
أنت وحشتني اووووى اووووى
اووووى اووووى اووووى اووووى يا سعد ..
تزينت شفتيها بضحكه صافيه وهتفت تؤيده
ده هيبقي أحلى سجن ..
بس لا أنا أهدى أحسن
أصل ماما راضيه تضربني پالنار دى من الفجر وهي مخلينا مقعدناش وخلتني عملتلك كل الأكل اللي بتحبه من ايدى....
عقب سعد عليها بامتنان
ربنا يخليكم ليا يارب...
تبطأطأته ودخلت تحت ذراعه.. سار بها للداخل.. ولج لتقع عينيه أولا على الفتيات لتفسح
هنيه لهم المجال وتقف بجواره سعيده بحنان زوجها الذى يغدق به الفتيات ..
هتفت زينه بحب
أنت كمان وحشتني يا بابا ربنا يخليك ليا.....
سبيلي الموز بتاعي شويه
وحشتني يا بابا .
ربت سعد على رأسها بحب هاتفا وأنتم وحشتوني ياحبايبى..
جذب زينه لتتأبط يمينه و فجر يساره وخطي متجه لوالديه يستبارك بوجودهم بحياته دنى من أبيه وضم راسه يقبلها بعرفان وثناء على طيب سمعته التى تلاحقه أينما ذهب
ربت الجج عبدالجواد الراوى على رأسه بحب وفخر مردفا
ويخليك ليا ياسندى...
ترك والده وذهب لوالدته ليجثى على ركبتيه ويجلس تحت أقدامها ينول رضاها وبركتها هاتفا بانشراح لرؤية محياها الذى ببعث فى نفسه السرور
وحشتيني يا أمي أزاى صحتك....
ابتسمت وهتفت برضا
الحمد الله يا ابني نورت الدنيا يا سعد ربنا ما يحرمني منك أبدا يااااارب.....
ربنا ما يحرمني منكم يارب..
اعتدل ونهض يستقيم يتطلع فى أرجاء بهو المنزل يفتش بعينيه على هناه ولكن لا يراها...
تعالى غمز ولمز الفتيات وتزينوا بابتسامه مشاكسه وهتفا
متتعبش نفسك وتدور يا بابا راحت تديهم التعليمات يحضروا الاكل .. أنت عارف دى طقوس إجبارية.....
بعد قليل أشرفت عليهم هنيه تنادى على الفتيات لتساعد فى تحضير وتجهيز سفرة الطعام أومأت لها زينه وفجر بطاعه وهموا بالمساعده...
وفى جو عائلى مليئ باللهجه والدفئ والسعاده تغمر محياهم تناولوا طعامهم تحت تجاذب أطراف الحديث مع سعد وسؤاله عن كيفية الحال فى سفره ليجيب بسعة صدر ثم يعقب ويسألهم عن أحوالهم فى غيابه ليردوا عليه بأدق التفاصيل انتهى الغداء ليستقيم كلا منهم يغادر إلى وجهته الفتيات الى غرفهم والحج والحجه إلى القاعه الكبيره ويجاورهم سعد وهنيه ..
أثناء دلوفهم للقاعه تحدث الحج عبدالجواد الراوى قائلا
اعملي لنا قهوه يا هنيه وهاتيها نشربها في القاعه..
بابتسامه لينه هتف سعد مستأذنا
بعد أذنك ياحج .. خلي أى حد يعملها عايز هنيه تفضل جانبى .
حدق لولده بسعاده يهز رأسه بالموافقه .. بينما هنيه کسى معالم وجهها الحزن عندما أحست بأن الوقت يمرء سريعا وسيطر ملاذها أن يتركها ويذهب لضرتها مكيده
هتفت بنبره هادئه يشوبها الحزن
حاضر يا سعد هقولهم فى المطبخ يعملوها وهاجى بسرعه...
فرت من أمامه توارى وجهها بعيدا عنه حتى لا يلاحظ حزنها ولكن ملاذها أكثر الناس درايه بنظرة عينيها التى انطفئت فجأه بعدما كانت تومض بسعاده...
خطى بجوار والديه يستكمل طريقه للقاعه ليجلس كلا منهم على كرسيه المفضل يتجاذبوا أطراف الحديث بخصوص رجوع فهد ابنه البكرى من السفر...
فهو ابنه من زوجته الأولى ابنة عمه التى توفت بعد ولادته مباشرة وتركته رضيع لم يمهلها القدر أن تملى عينيها من وليدها... مما اضطر سعد للزواج من زوجته الثانيه مكيده لتربية ابنه ولكن لم تكن محبه له وغير أمينه