ميراث الندم بقلم أمل نصر
بصري جمعه بها لتشاركه المرح حتى عقب زوجها الذي أتى لينضم بجوارها يخاطب طفله
أمك المچنونة مش هاين عليها تفلتك حتى بعد ما جفلت الباب ودفت الأوضة.
ضحك له الصغير وخرج
ردها هي بإصرار
طبعا لازم اخاڤ عليه ليسطه لسعة هوا تتعب صدره هو انا حمل كحة حتى تطلع من صدره الصغنن ده.
تبسم بيأس لينهض من جوارها نحو خزانة ملابسه كي يبدل ما يرتديه معقبا
طالعته بعتب قائلة
لا يا خوي مش انا بس اللي جلبي رهيف بس كمان مش كل الناس راح لها عيال ولا انت ناسي جوز الولد التوأم حسن وحسين اللي راحوا مني من جبل ما اخدهم حتى في حضڼي
ترك القميص الذي كان ينتوي أن يرتديه وعاد ليطبع اعتذار على وجنتها مشفقا عليها من هذه الذكرى التي أوجعتها ورد هامسا
تبسمت بانتشاء وتنهيدة بتمني خرجت منها قبل ان تقول
بصراحة نفسي يا حجازي اصل انا بحب العيال جوي ولد أو بنتة وحاسة كدة اننا عوجنا على معتز دا عنده تلت سنين عايزة اللحج اجيب العدد اللي عايزاه.
قهقه بضحكة جلجلت في قلب الغرفة ليرد على كلماتها بمرح وابتسامة ذات مغزى
اكمل بضحكاته التي ازدادت صخبا حتى تعجبت داخلها لهذا التحول من الحزن والتفكير طوال الأيام الفائتة الى ابتهاج مبالغ فيه وكأنه نفض عن رأسه كل همومه ولكنها سعيدة لسعادته ووقع الضحكات بأسماعها ما أجمله بالإضافة لمرح حبيبها الصغير معتز والذي اندمج مع والده يشاركه الضحك والرد بكلماته الغير مفهومة.
ولكنه تفاجأ في هذا الوقت الهادئ من المساء بشبح فرد ما جالسا على إحدى جذوع الأشجار وحده ورغم انتباهه له إلا انه تعمد ألا ينظر اليه حتى اقترب غازي ينزل من على حصانه مبادرا بالتحية والحديث
رفع رأسه إليه بتكاسل ليجيبه باقتضاب وفتور اعتاد عليه منه منذ عدة سنوات اي من وقت فسخ خطبته بشقيقته
الحمد لله.... زين .
الحمد لله زين.
تمتم بها يرددها من خلفه باستهجان ليزفر هواءه المعبأ بغضبه واقترب يربط حصانة بأحد الفروع قبل أن يتقدم اليه يناكفه
خبر ايه بترد كدة من تحت الضرس كلت ورث ابوك انا اياك
كلته بجى ولا مكلتوش معدتش فارجة ياللا.
ازداد السخط بقلب غازي كفا بالاخر هاتفا به بعصبية
لا حول ولا قوة الا بالله يا واد عمي افرد خلجتك دي وكلميني زين خد وادي معايا مينفعش نجيط الكلام ده وانا جايلك بجلب ملهوف وجلجان لما شوفتك لوحدك في الدنيا الهو دي.
للمرة الثانية يطالعه صامتا بتفكير زاد من قلق الاخر حتى قطع حاسما
مش جادر انساها!
اهتزت رأس غازي بتساؤل اجاب عليه بنفاذ صبر
شوفت اختك النهاردة يا غازي طالعة من مكتب البريد واتحدت معاها دمي كان بيغلي وانا شايف عيون الخلج بتتطلع عليها هتجولي انت مالك هجولك دمي محاملش.
تجمد غازي وبدا الوجوم ظاهرا على صفحة وجهه وقد أجفله القول لا يعرف بما يرد والاخر لا يعطيه فرصة للتفكير بمواصلة حديثه
متبصليش كدة عشان انت عارف ومتأكد إن مشيلتهاش من دماغي حتى لما اتجوزت معرفتش اعمر مع مرتي وانا شايفها واحدة غريبة عني خدت مكانها.
توقف على رد فعل ابن عمه الذي اغمض عينيه يكبح بصعوبة ان يفتك به أو أن ېهشم فك وجهه بقبضة تكسر صف أسنانه حتى يكف لسانه عن النطق بأي كلمة أخرى. سحب شهيق طويل وأخرجه قبل أن يرفع رأسه بنظرة ڼارية يخاطبه بهدوء خطړ
تعرف