ميراث الندم بقلم أمل نصر
يا واد عمي لولا بس صلة الډم اللي جامعة بينا وشوية المعزة اللي لسة شايلهم ليك قسما بالله ما كنت هرد عليك الا باللي تستاهله انا غلطان اساسا اني وجفت وكلمتك.
تحرك على الفور نحو حصانة يفك وثاقة حتى يذهب قبل أن ينفعل عليه لكن وقبل أن يرفع قدمه أوقفه بقوله
شوفها ليه بترفض العرسان لحد دلوك يا غازي يا تجولها تتجوزني بجى وبلاها من وجف الحال ليها وليا ده.
وفي منزل الدهشان
حيث خرجت من غرفتها لترحب بإحدى النساء قريبة جدتها من بلدة أخرى
تعالي يا
روح سلمي يا بتي على جدتك رشيدة دي بتسأل عليكي من ساعة ما جات.
اقترب بابتسامة عذبة زادت من جمال وجهها الصبوح لتمتمد كفها نحو المرأة ترحب بها بحبور
توقفت المرأة العجوز تبصرها بانبهار مدمدمة
بسم الله ماشاء يا حلاكي يا بنية يا حلوة تعالي يا بت .
قالتها لتقبض على كفها وتجلسها بجوارها للتأمل بها بتمعن قائلة
اخر مرة شوفتك فيها كان من يجي ست سنين يوم جوازة اخوكي غازي على بت عمه سعيد صح ولا لاه
ضحكت تومئ لها برأسها
صح يا خالة وحتى سلمتي علي وكان معاكي مرة ولدك الكبير انا كمان فاكراكي.
اتجوزتي بجى واد عمك اللي كنتي مخطوباله
هزت برأسها تنفي بابتسامة كالعادة أصبحت لا تبالي بها حتى وهي ترى وجه المرأة المجعد تغضن بحيرة متابعة الاستفسار والذي قطعته جدتها فاطمة بردها
مكملتش مع واد عمها يا خيتي ولسة نصيبها مجاش ادعيلها ربنا يفك العجد هي اللي بيجوها جليل يعني.
كيف دا يا ابوي البت العسل دي تجعد كدة وواد عمها ده اعمى عشان يسيبها
زاد التدخل وهذا ما تكره في طباع الكبار رغم تقديرها الدائم لهم فتبدلت الابتسامة لتفلت يدها من المرأة حتى تنهي النقاش
واد عمي زينة الشباب انا اللي فسخت الخطوبة لما حسيت اني مش جادرة كل واحد بياخد نصيبه عن اذنك.
استني يا بتي ما تشوفي ريحتها يا فاطنة ليكون معمولها حاجة توجف حالها.
فردت جدتها كفيها أمامها بقلة حيلة للمرأة وضجت هي حانقة بهذه الجمل التي تحفظها عن ظهر قلب ولكنها التزمت الأدب والرد بزوق تجيده
كل حاجة نصيب يا خالة وانا هأذي مين يعني عشان يعمل اعمال ويوجف حالي عن اذنك بس اروح اشوف ايه اللي وراي......
يا بت استني مش لازم يكون حد جاصدك بالعنية مش يمكن خطيتي على مية مسحوره أو حاجة معمولة لغيرك الحاجات دي بنسمع عنها كتير لازم تعسي على نفسك.
اومأت بابتسامة صفراء مفضلة عدم الاستمرار بجدال عقيم وهذه المعتقدات الراسخة بالعقول لن ينفع معها الاقناع مهما حاولت وتسحبت بنعومة تترك جدتها وصاحبتها حتى اذا دلفت لغرفتها ارتفعت يدها نحو السلسال الصغير الذي يلتف حول رقبتها تتحسسه بزفير خرج بدفعة كثيفة من هواء تشبع بحنينها والإشتياق المرير لتغمغم بتمني
امتي بجى الغايب يعود والطير المهاجر يرجع لوليفه!
على جانب الطريق الصحراوي والقريب من الزراعات
توقفت سيارة النقل الثقيلة والمحملة بأطنان من أجولة الدقيق ليترجل منها يسحب مساعده نحو الذهاب إلى القهوة المعروفة لاستراحة السائقين في هذا الوقت من الليل قبل الشروع في رحلاتهم نحو وجهاتهم نحو المراكز والمحافظات.
يشاكسه كالعادة بلف ذراعه حول رقبته
ياض مش ناوي تتجوز ياض وتكمل نص دينك اتجوز يا ولدي خليني أحضر فرحك.
يا عم حجازي انا عايز والله بس هي فين دي صاحبة الموصفات اللي رايدها هاتلي واحدة شبه ياسمين صبري وانا اتجوزها من عشية.
ضحك مقهقها يردد خلفه بتفكه
ېخرب مطنك يا جزين ياسمين صبري مرة واحدة ليه فاكر نفسك ابو هشيمة.
وه يا عم حجازي دا انا احسن منه والنعمة .
يا راجل
استمرا الاثنان بمزاحهم حتى وصلوا ليتخذوا مقاعدهم داخل محيط القهوة من الداخل غافلين عمن وقف يراقبهما وقد تفاجأ بظهورهم بالصدفة في هذه الوقت من حضوره وانتقلت