ميراث الندم بقلم أمل نصر
لزوموا ايه الوكل بالعافية
لزموا انك تجفي زين على رجليكي النهاردة جيتي من مشوار المستشفى دوختي وكان هيغمى عليكي لولا بس كوباية العصير اللي لحجتك بيها اختك وبعدها زي الهبلة اترزعتي وسط الحريم اللي جاية تعزي ولا فكرتي في نفسك.
حينما لم ترد تابعت جليلة بتأنيبها
بلاش اهمال وخلى بالك من صحتك ولدك محتاجلك
هتفت بها متذمر لتتابع بدفاعية
انا فوجت لنفسي دلوك وعرفت اني لازم اقاوم عشانه هو الهوا اللي باجيلي اتنفسه دلوك واعيش بيه.
طالعتها جليلة بأسى سرعان ما تغاضت عنه لتضع امامها لقيمات الطعام سريعا حتى تلهيها عن الغوص في احزانها وقالت سائلة
عامل ايه جدك عبد المعطي دلوك لسة برضو في العناية المشددة
تعبان جوي ياما دا حتى معرفنيش لما كلمته متوقعش انه هيجوم منها المرة دي أو زي ما جاولوا الدكاترة كلها مسألة وجت.
تنهيدة مثقلة زفرت بها جليلة متأثرة لحال الرجل الصالح والذي عاشت في كنفه ابنتها مدللة وكأنها في منزل ابيها بعد زواجها من الراحل..... اجلت رأسها سريعا من ذكرى ما زال جرحها طازجا لتستفيق على الواقع وتخبرها بغيظ
أكفهرت ملامحها لتردف پغضب متعاظم
عنه ما سمح عايز يوصلني المستشفى بعربية ناجي الدهشان ولا اكنها عربيته حد جالوا اني مخبلة وهرضى
بالمسخرة دي ياك الراجل ده انا لا بطيجه ولا بطيج أي حاجة من وشه يعني خلي ولدك يفهمها كدة من أولها.
يعني مش طايجة ناجي اللي هو واد عمك ومن بدنتك لكن سند واد هويدا ياخدك ويوصلك بعربية أجرة عادي وعلى جلبك زي العسل
طالعتها پصدمة لا تستوعب ما التقطته أسماعها منها لترد بحمائية وانفعال
ايه اللي انتي بتجوليه دا يامه سند واد عمتي هويدا في مجام اخويا ولا انتي ناسية محبته للغالي راجل محترم هو عيسى متخيروش عن بعض.
طيب يا محروسة متزعليش نفسك جوي كدة ربنا يخليلك خواتك اما نشوف بس الايام اللي جاية هتودينا على فين.
غمغمت بالاخيرة بصوت خفيض ولكنها وصلت لابنتها لتنتفض ناهضة عن مقعدها بجوارها تاركة الطعام پغضب مدمدة بالحمد لتعود لصغيرها على الفراش وتندس بجواره
رددت خلفها جليلة سائلة
ردت بحدة دون أن تلتف لها
أنا جولت الحمد لله يعني شبعت.
راجعت نفسها جليلة بندم وقد اكتنفها شعور بالإشفاق على أصغر أبنائها لتنهض من خلفها وتخطو حتى جلست بجوارها على طرف الفراش تمسد بكفها على كتفها وذراعها تخاطبها بحنو
انا مش جصدي حاجة عفشة يا بتي متزعليش مني لو زودت معاكي في الكلام بس انتي عارفة انك أغلى خواتك وانا خاېفة عليكي يا نور عيني.
ظلت معطية لها ظهرها ولم تستجيب لها فواصلت جليلة من أجل ترضيتها لتميل عليها هامسة بجوار أذنها
طب جوليلي ع الحلم اللي خلاكي جومتي رايجة ومفرفشة.
اعتدلت على الفور بحماس تجيبها
جصدك على حلمي بحجازي
اومأت لها بابتسامة تخفي داخلها الألم لتتابع لها الأخرى بلهفة تخللت صوتها
شوفته وهو بيضحك ياما كان جاعد معايا في جنينية كلها ورد من كل الأشكال بوشه اللي زي الجمر انا كنت حاسة انه عايش معايا ومامتش حجازي هيفضل طول عمري في جلبي ياما عمري ما شوفت من رجال ولا هشوف غيره أبدا.
رق قلب جليلة لتميل عليها وټحتضنها بصمت غير قادرة حتى على اخبارها انه لم يعد موجودا كي تربط نفسها به ولتترك جرحها للأيام هي خير مداوي
بعد مرور أكثر من شهر
كان اللقاء حول القپر حيث التف معظم افراد العائلة في ذكرى مرور أربعين يوم على الۏفاة والذي تحييه العائلات بزيارة المدافن وعمل مأدبة طعام في سهرة لتلاوة القرأن الكريم على روح الفقيد بعد السهرة الأولى والتي تتم بعد أسبوعين حتى تقام الثالثة بمرور السنة في تقليد تتعاقب على تنفيذه الأجيال.
كالعادة كانت مڼهارة رغم إمساكها بالكتاب الكريم بجوارها روح الدهشان تهون عليها بالاضافة لشقيقتها وبعض من أفراد عائلة زوجها ووالدته المتماسكة دائما وصغيرها يتنقل من ذراع الى أخرى برعاية وحرص.
وقد كان