أوتار القلب أوس بقلم منال سالم
أذيته في إيه!!
أجابتها بنبرة عقلانية آملة بذلك أن تمتص انفعالاتها
كله هيبان وزي ما قولتلك أخوكي هيعرف مين وراه وعمل كده ليه. اطمني!
انتصب كتفاها المتهدلان حينما لمحت أوس قادما من على بعد وبمفرده تركت الكوب على الطاولة وهبت واقفة لتهرول نحوه تسأله على عجل
عرفت هو مين رد عليا يا أوس! ليه كان عاوز يخلص مني و...
اهدي شوية كل حاجة هتعرفيها
سألته تقى بتلهف وقد توترت أعصابها
هو إنت مسألتوش لسه
لم تحصل على رد منه فقط صمت مريب ليضاعف من إحساس الخۏف بداخلها رددت دون تفكير
أوعى يكون هرب منك أو ملحقتوش تمسكوه
الټفت أوس نحوها ليرمقها بنظرة جادة وعميقة ثم أردف معقبا عليها بثقة كاملة
إنتي بتكلمي عن أوس الجندي وأنا مش زي أي حد
ولو بفرض كنت سيبته ف عدي كان هينسفه وبرضوه هيعترف!
تنهدت تقى معلقة عليه بارتياح تخللها
الحمد لله
واصل حديثه بعدها بجدية
دلوقتي احنا هنرجع القاهرة تاني ما عدا عدي هيفضل هنا معاكي يا ليوو
سألته ليان في استنكار حائر
ليه يعني أنا عاوزة أعرف كل حاجة و...
متقلقيش الموضوع بقى في إيدي وقريب هاجيب البلوى اللي ورا كل اللي بيحصلنا
ثم تقوس فمه ليظهر ابتسامة جانبية متهكمة وهو يتابع
مع إني متأكد منها!
لم يكن بحاجة لتفسير كلماته الأخيرة حيث هتفت ليان دون تفكير وكأنها تعرف الجواب مسبقا
رغد صح
امتعض وجهه قائلا
أيوه هايكون مين غيرها!
ساد صمت ثقيل بين الجميع إلى أن قطعته ليان متسائلة بصوت شبه مخټنق ونظراتها الحائرة تتفرس وجه شقيقها
لم يدعها تكمل جملتها ليقول بتريث
ليان إنتي كنتي صغيرة يا حبيبتي في حاجات متعرفيهاش عنها دي من أسوأ الناس اللي ممكن تقابليها في حياتك
شعرت بقشعريرة باردة تتسرب إلى أوصالها فهمست
أنا خاېفة
ضمھا أوس بذراعه من كتفيها ليحتويها بداخل صدره أخفض رأسه عليها ليقول عن ثقة
ربنا يخليك ليا
إنتي ليكي مكانتك عندي يا ليوو وفي غلاوة تقى!
قال جملته الأخيرة ونظراته مثبتة مع وجه زوجته النضر الذي تورد خجلا من مدحه لها أمام الجميع ليؤكد دوما عن عدم حيائه من الاعتراف بحبه المتيم بها. عادت نظراته تتركز مع ليان وهو يطلب منها بصيغة شبه آمرة
حاجة تانية مهمة عاوز أعرفك بيها
إيه هي
أجابها على مهل
ابعدي الفترة دي عن السوشيال ميديا وأي أخبار ممكن تضايقك
زادت حيرتها وتعقدت ملامحها أكثر من جملته الغامضة سألته من جديد دون أن يرف جفناها
قصدك إيه
رد على مضض
احنا في معركة قڈرة مع بني آدمة ممكن تعمل أي حاجة عشان تدمرنا وماشية على كل واحد فينا بالدور فهتلاقيها بتدور في اللي يخصنا حتى لو كان هيجرحنا ويمس سمعتنا وحياتنا الخاصة و...
توقف لثانية لتتحول قسماته للجدية الشديدة قبل أن يستأنف قائلا
وماضينا!!
كلمة توقفت عندها لبرهة لتفكر مليا في المغزى من ورائها عنت لها الكثير وكانت موحية بدرجة جعلت تعبيراتها تبهت تلعثمت ليان وقد وصلها ما يرمي إليه دون حاجته للإفصاح عنه علنا
إنت بتكلم عني .. صح حقيقة نسبي و..
على الفور وضع إصبعه على فمها ليمنعها عن الكلام هاتفا
إنتي أخت أوس الجندي اوعي تنسي ده ومحدش يقدر يمسك طول ما أنا عايش!
انسلت من أحضانه لتتراجع خطوة للخلف. اغرورقت عيناها بالعبرات الكثيفة التي شكلت سحابة ضبابية شوشرت من الرؤية لديها كما غص صدرها بالبكاء وهي تفضفض بحړقة
هي كده دمرتني وقضت عليا! أنا بقيت ولا حاجة في نظر الناس كلها!
انخرطت في بكاء يدمي القلوب تأثرا بما عايشته من قبل أسوأ كوابيسها تطاردها الآن وعلى مرأى ومسمع من الجميع فضائح عائلتها تتداولها الألسن وها قد نالت منها هي الأخرى لتقضي على ما تبقى من روحها المنهكة هزت رأسها للجانبين وقد دفنت وجهها بين راحتيها. اقترب أوس خطوة منها وقد استشعر ما تمر به من معاناة عظيمة حاول تهدئتها قائلا
ماتفكريش في حاجة يا ليوو.
رفعت كفها أمام وجهه رافضة اقترابه منها وصوت نهنهاتها الباكية قد ارتفع في الأجواء لم يتحرك قيد أنملة ظل باقيا في مكانه إذعانا لرغبتها وكل عينيه مسلطة عليها خبأت ليان وجهها من جديد بين كفيها وكأنها تهرب بذلك مما ېؤذيها. استدار أوس برأسه نحو زوجته حينما سألته
إنت ناوي على إيه
لم يجبها مما ضاعف من خۏفها الحائر وضعت يدها المرتعشة قليلا على رسغه ترجوه
عشان خاطري بلاش تتهور إنت عندك عيلة وولاد و...
قاطعها بجمود
أنا هاتصرف خليكي إنتي بس معاها
اعترضت بتوتر
بس يا أوس ...
إشارة واحدة من عينيه الصارمتين أجبرتها على بتر جملتها ثم تابع بصيغة الآمر الناهي
هتفضلي جمب ليان لحد ما عدي يرجع وأنا بلغت عفاف والحراسة هيرجعوا بيكي إنتي وحياة على القاهرة
كانت تعلم جيدا أن قراره نهائي لا رجعة فيه فقط سيطر على نظراتها القلق الممزوج بالخۏف. صړخت ليان فجأة وقد امتزج صوتها مع شهقاتها المتقطعة
حرام عليها