الإثنين 25 نوفمبر 2024

ملاذي و قسۏتي

انت في الصفحة 24 من 108 صفحات

موقع أيام نيوز

ترابا دخلت في عيني 
مسحت عيناها بطرف اصابعها قبل ان يأتي 
سالم عليهم وقف امامهم قال بهدوء
مش يلا بينا قبل ماليل يدخل علينا وحنا
لس هنا 
ضمت الدمية وهي مزالت في علبتها بين احضانها قائله بنبرة تحمل حزنها ودموعها المتحجرة
ااه يلا بينا كفايه كده 
إنتي كويسه ياحياه سالها وهو يحدق بها بإهتمام
ااه كويسه مش يلا بينا مسكت ورد بين يدها 
وبدات بسير للخارج هرب من نظراته المتفحصة 
لها 
التفتت حياة الى ورد في مقعد سيارة الخلفي لتجدها نائمة في سبات عميق 
ابتسمت بإرتياح وسعادة فقط من اجل سعادة ورد ووجد سالم بهذا الحنان بجانب ابنتها دوما 
رمقته بنظرة عاديه وجدته ينظر امامه بتركيز 
تنهدت بإرهاق وهي تنظر الى نافذة السيارة بشرود واتكات على العلبة الذي بين يديها بإمتلاك 
بعد صمت طال اكثر من ربع ساعة همست حياة 
وهي مزالت تحدق من ناقذة السيارة بحزن 
شكرا يادكتور سالم 
لم ينظر لها ولكن إكتفا بهمهمات بسيطة لها 
مزالت على وضعها راسها على نافذة السيارة السوداء وعيناها تطلع على الطريق الفارغ مثل قلبها الحزين 
تعرف دي اول مره حد يجبلي هديه وكمان تكون 
عروسه 
رمقها بنظرة عادية لم يرد ولم يجرأ ان يرد بماذا يرد يترا 
تابعة وكانها تتحدث مع نفسها بحزن 
زمان لم كنت في الملجأ مع البنات الى في سني كانت دايما بتجلنا هدايه من المتبرعين الاغني او 
الى حياتهم المادية مرتاحه كنت دايما لم اعرف اليوم الى هيجي فيه المتبراعين يدوني انا واخواتي الى في الملجأ الهدايا استخبا في اي حتا عشان محدش يشوفني لحد مالهدايا تخلص ويمشو وارجع اظهر تاني العب مع اخواتي وتفرج على الالعاب بتاعتهم الجديد والعب معهم واخر اليوم افضل اعيط لحد ماانام عارف كنت برفضهم ليه وكنت اخر اليوم بعيط ليه 
نظر لها بإهتمام لي تكمل حديثها قائله بلهجة مزالت حزينه يكسوها الحرمان  
اكتر حاجه بكرهه من صغري إني الناس تتعامل معايا من باب الشفقه الأني يتيمه ! ولم
كنت 
بعيط كنت بتمنى الاقي حد يديني لعبه من 
الى كانت بتكون عند اخواتي بس عشان بيحبني 
مش من باب الشفقه 
سالها بستنكار 
لدرجادي الهديه فرقت معاكي وإثرة فيكي 
ابتسمت وهي تلتفت له بدموع متحجرة في عيناها 
السوداء تعرف النهارده بنسبه ليه يوم مميز اوي 
لاني حسيت بطفولتي الى ادفنت من ساعة مدخلت الملجأ 
صمت ونظر امامه بإنزعاج ليس منها لا بل منه لانه هو من ذكرها بالماضي وحرمانه 
اول مره اروح ملاهي واركب مرجيحا ضحكت بحزن قائله كان باين عليه واحنا راكبين
المرجيحا العجيب ديه ان عمري ماشفته غير في 
تلفزيون وكان نفسي اجربها ويارتني ماتمنية كانت 
تجربه سيئه اوي ابتسمت بسخرية واكملت الحديث بسعادة 
بس كان اليوم جميل اوي عشان ورد كانت 
فرحان اوي النهارده اول مره اشوفها فرحانه كده 
شكرا على كل حاجه يادكتور سالم بجد شكرا  
اغمض عيناه بقوة وفتحهم مره اخرة بستياء 
حديثها إثر به نظرته عنها بدات بالوضوح 
كان يكره كونها فتاة ملجأ ولكن ماذنبها في 
هذا الأبتلا ان تحيا فتاة ملجأ وتواجه مجتمع 
مريض نفسي ينظر الى فتاة الملجأ كانها عاهرة
لا تليق بهم ولا تليق ان تكون منهم يوما ! 
يستلقون الأثنين على الفراش وعيناهم مثبته على 
سقف الغرفة وهناك ضواء خافض يبعث من باب
الغرفة المغلقة 
كل شخص يبحث داخله عن سبب معين لي تصرفته اليوم 
حياة تبحث عن سبب تصرفها بالحديث الى سالم عن شيء يخص ماضيها وما كانت تشعر به من حرمان والأم منذ الصغر 
وسالم يبحث داخله بتساءل عن هديته لها ولم هذهي الدمية بالأخص هل كان يشعر بكل شيء تحياه في لماضي بدون ان تتحدث 
زوبعات من الأسالة التي تنهش عقلهم بدون توقف 
بعد صمت طال اكثر من الازم وهم على هذا الوضع 
تحدثت حياة فجأه بهدوء قائلة بتساءل
هو فعلا بنات الملجأ بيبقى ولاد حرام 
نظر لها بستفهام من هذا الضباب المنير ليرا حزنها 
ادفين على وجهها الأبيض الذي شحب قليلا من تفكير في الماضي 
رد عليها بجدية قال 
محدش اختار يكون مين لم يكبر انا مخترتش اكون سالم شاهين ولا إنتي اختارتي تكوني يتيمه و 
عض على شفتيه بتوبيخ لي نفسه يجب ان يهداها 
لا لي يذكرها بماضيها المظلم 
عندك حق بس انا دايما بشوفها في عينك دايما 
بشوف نظرت السخريه والشمئزاز من اني جاي 
منين 
حياه بطلي كلام اهبل إنتي خلاص بقيتي 
مراتي وام بنتي وانسي الكلام ده خالص 
هتف بها بقلة صبر لا يريد ان يرى ۏجعها امام عيناه
مره اخره فى ضميره لم يصمت للحظة بعد حديثها هذا او حديثها قبل 
هتفت له بحدة لعلا هذا الحديث يخرج نيران اوجعها مع الماضي 
بنتك اوعا تكون بتعمل كده عشان شفقه عليه انا وبنتي إنت عارف اننا مش منتظرين شفقه منك 
سحبها في للحظة الى احضانه وعلى صدره كانت تريح راسها وهمس لها بضيق وإمتلاك 
ولا كلمه وااه ورد بنتي وإنتي مراتي لحد اخر يوم في
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 108 صفحات