الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ملاذي و قسۏتي

انت في الصفحة 65 من 108 صفحات

موقع أيام نيوز

مقابل لها وحياة بجانبه وبجانب حياة ورد ابنتها التي تاكل تارة بيدها وتارة تاكل من يد حياة 
كان سالم ياكل بهدوء وهو ېختلس النظر الى هذهي 
الحياة التي لم تضع في فمها الى معلقتين من الارز 
من وقت ان جلس على مادة الغداء 
ترك الملعقة التي ياكل بها ثم امسك باملعقة التقديم وبدأ يضع بعض الارز ولحم في طبق حياة 
تحت انظار رافت والجدة راضية التي ينظرون لبعضهم بابتسامة ذات معنى 
لم يبالي سالم بوجود احد معه على نفس السفرة 
قال لحياة بامر 
ممكن تاكلي وتسيبي ورد تاكل براحتها البنت اتخنقت من تحكماتك في الاكل 
نظرت له حياة ومطت شفتيها بعدم رضا قائلة 
دي مش تحكمات ياسالم ده خوف عليها انت مش شايف ورد عمله ازاي دي نحيفه اوي ياسالم ولازم 
تتغذى 
مال عليها قال بوقاحة وعبث 
يعني هي طلعه نحيفه لي مين ما ليكي انتي 
عارفه انتي لو تزيد شويه هتلاقي ورد هي كمان زادت 
نظرت له بشك وهي ترفع حاجبيها وقالت بهمس 
ياسلام طب هو الى واضح من كلامك كده انك 
مش عجبك عودي الفرنساوي 
مال اكثر على أذنيها قال بوقاحة  
بصراحه عودك ياوحش لا يقاوم بس انا كل الى عايزه منك انك تاكلي وتهتمي بنفسك وزي ماانتي 
خاېفه على ورد من قلة اكلها انا كمان خاېف عليكي 
من انعدام اكلك ياملاذي فهمتي  
ابتسمت بسعادة تشرق وجهها الذي أصبح ناصع اكثر 
حياة من أسمها بذاته العشق يفعل المعجزات 
العشق يولد حياة جديدة على يد سالم سالم الذي 
حنانه و اهتمامه وعشقه لها جعلها تتذوق نعيم 
الدنيا الحقيقي في قربه وفي أحضانه الدفء 
بدأت تضع الطعام في فمها وتمدغه 
نظر هو لها بتراقب وحب ولكن وجدها متذمر وهي 
تمدغ الطعام للحظة كادا ان يسألها ولكن كانت هي الأسرع حين اشارة الى مريم وقالت بهدوء
معلشي يامريم هعذبك معايا ينفع تجبيلي
حتة جبنه قديمه من جوه عشان نفسي فيها من صبح وبصراحه نفسي مش جايه للأكل ده  
أبعدت الطبق عنها وهي لا تقدر حتى على النظر 
الى محتواه 
نظرت لها الجدة راضية وهي تسألها باستغراب 
من امته وانتي بتاكلي الحودق ياحياه  
وضعت مريم الطبق امامها وبعد الخبز الساخن 
نظرت حياة الى الجبنة الحادقة ذات الون الأصفر يوازن لونها رمال الصحراء او اغمق قليلا 
بدأت تاكل منه بشهية
مفتوحة تحت أنظار سالم المتفحص تصرفها باهتمام إجابة حياة عليها 
قائلة بحيرة  
ولله ما عرفه ياماما راضية انا عن نفسي مستغربه 
بس نفسي ريحا ليها اوي وريحتها مش مفرقاني 
من الصبح  
ابتسمت الجدة راضية وهي تنظر الى سالم وحياة بسعادة  
مشاء الله معقول معقول ياحياة تبقي حامل
معقول 
اتسعت اعين حياة بعدم تصديق وهتفت بجملة 
سريعة متهورة أشعلت قلب سالم الذي كان 
قد نبع داخله فرحة عارمة اثار حديث راضية منذ قليل 
حامل مستحيل طبعا لاء مافيش الكلام ده انا اوقت كده نفسي بتروح على حاجات غريبه انا مش ببقى بكلها من الأساس 
أكملت راضية طعامها باحباط وهي تنظر الى أبنها 
رافت الذي بدوره حول انظاره الى أبنه الشارد
وكانه كور نفسه في عالم اخر عنهم  
كان سالم شارد في حديث حياة الغريب والذي وللأسف الم قلبه من هذهي الجملة الأول الذي 
نطقة بسرعة وعفوية حامل مستحيل طبعا 
لم تكن العفوية شيء 
سيء الى انها تصنفت في بعض الأوقات بطبع 
سيء فقط لأنها عفوية حديث صادق لم يتزين 
قبل الخروج للبشر لذالك جملة حياة العفوية 
لم تكن إلا الصدق ولصدق أنها لا ترجح 
فكرة الانجاب منه هل بعض كل شيء مزالت 
لا تشعر بالأمان بتجاهي مثلما قالت لريم عبر 
الهاتف حينما كأن في الإسكندرية في بداية 
زواجهم كانت تتحدث بكل هذهي العفوية 
والإصرار عن رفض فكرة الإنجاب منه  
لكن السؤال الأهم هنا  
هل تاخذ شيئا ما حتى تتحدث بكل هذا الإصرار الذي من الواضح أنها تفرضه عليه وتحرمه منه بكل هذهي الأنانية 
كور يداه پغضب من وسوسة شيطانه له بكل هذا المكر في الاحديث ولتفكير لشك بها ولكنه  
داخله كان يقسم بصدق  
ان كانت فعلا تتناول شيء ما لحرمانه من اقل حق 
له منها كم يقال طفل من صلبه ان كانت تفعل 
فهي وضعت نفسها امام قسۏة من لم يغفر لها يوما 
انانيتها معه ! 
وضعت يدها على يداه وابتسمت له بحب متأمل 
وجهه الرجولي الشارد  
مالك ياسالم 
في حاجه مضيقك  
هز راسه لها بي لا ليكمل طعامه بصمت لا يريد
لهذا الشيطان التحكم به
لا يريد ان يدمر ملاذه 
بشك مشين وأفكار حمقاء فطفل سياتي يوما ما 
وسيخطف منه ملاذه له معظم الوقت سياتي 
يوما ما ! 
يعلم انه يهرب من الحقيقة او يكذبها ولا يريد البحث وراها فاذا بحث واكتشف مايخشى تصديقه 
متاكد بعدها بل يثق انه سيدمر كل شيء وهي اول الأشياء التي ستنال الدمار حتما ! 
بعد ساعتين 
وقف وليد في مكان ما بعيد عن ضوضاء هذا الفرح 
الشعبي اتى عليه أيمن قال بجدية  
تحب نعمل إيه ياوليد بيه نخطفها ونجبهالك هنا مكتفه  
اشعل وليد سجارته
64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 108 صفحات