الأحد 24 نوفمبر 2024

طفلة في قلب الفرعون الجزء الثاني

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

طفلة في قلب الفرعون
الفصل الرابع 
وفي اللحظة التالية كان يزيد يتوقف مستديرا لهم ليخرج الميكروفيلم من جيب بنطاله ثم ألقى به نحوهم ليتلقفه احدهم بلهفة فتوقفوا لحظة يتفحصوا ما رماه لهم... 
لم يجد طريقة افضل من تلك ليشغلهم عنه ولو ثواني!!... 
بينما استدار يزيد ليضغط على تلك السلسلة المعلقة برقبته وخلال لحظات كانت سيارة تقف امامهم ليدفع دنيا برفق داخل السيارة ثم ركب هو الاخر وهو ېصرخ بالسائق

اطلع بسرعة على بيت الساحل
اخذ يلتقط أنفاسه بصعوبة... إنتفض قلبه فزعا.. لا يدري ماهية تلك الرجفة التي أصابت كيانه عندما تصنمت دنيا جواره بشحوب....! 
نظر لقدمها يردف بلهفة لم يستطع إخفاءها
رجليك مالها حصلك حاجة إنت كويسة إنطقي! 
هزت رأسها ببطء من بين أنفاسها المتهدجة ألما وړعبا... ألم استوحش قدمها فجأة وهي تركض مختلطا بأنياب الخۏف التي نشبت بقلبها مع إنطلاق صوت الړصاص...! 
إنتبهت لهزة يزيد وهو يزمجر فيها
إنطقي إيه اللي حصلك
إبتلعت ريقها تحاول تجفيف ريقها ومن ثم همست بشحوب
انا كويسة
وبمجرد أن نطقت بتلك الكلمة لم يستطع أن يكتم تلك الرغبة الملحة داخله ليحتضنها... ليشعر بجسدها الهش بين ذراعيه.... ضمھا لصدره بحنان بكل قوته وكأنه يود ذرعها بين ضلوعه!!....
وهي الاخرى كادت ټقاومه في البداية ولكن فجأة شعرت أن ذلك لم يكن مجرد حضڼ... بل كان حياة بأكملها... كان شيء لمس ذلك الفوران داخلها من المشاعر كان خلود لروحها الملتوية بعد ممات....! 
استفاق كلا منها عندما نظر له السائق يردد بجدية
يزيد إطلب دكتور 
هز يزيد رأسه نافيا ليجيبه
شكرا يا حسن اكيد في اسعافات أولية هناك اول ما نروح انا هشوف.. 
.........................................
بينما على الجهة الاخرى كان احد الرجال الذين كانوا يطاردوهم يصيح بانفعال باللهجة اللبنانية
يا الله هيدا ڼصب علينا وهرب عطانا الميكروفيلم كرمال يهرب
اومأ الاخر مؤكدا والڠضب يحتل مكنونات عيناه السوداء لتصبح خلفية لجهنم ولكن اجاب محاولا تهدئة مخاوفه
خلص مش مشكلة هيك هيك نحنا اخدنا منو الميكروفيلم
ولكن اشواك الخۏف لم تقتلع من عقل صديقه فجادله بقلق
وانت شو عرفك انو الميكروفيلم هيدا حقيقي بلكي ضحك علينا كرمال يهرب متل ما عمل هلأ!! 
زفر على مهل وهو يحك رأسه مفكرا
خلص منتصرف ومنحاول نشوف الميكروفيلم قبل ما نعطيه للبيج بوص
استمرت اسئلة صديقه المرتعدة
طيب لو طلع مش الحقيقي شو حنعمل! 
حينها وباستسلام قال
ساعتها نترحم على حالنا!! البيج بوص ما رح يتركنا اذا فشلنا بهيك شغلة صغيرة!

دلف يزيد مع دنيا لذلك المنزل الصغير المطل على بحر... ارتياح داعب جوارح كلا منهما واخيرا بعد صراع طويل مع شعور القلق الذي أمات أي هدوء لهم...!! 
وبمجرد أن دلفوا توجه يزيد نحو غرفة صغيرة مغلقة ليفتح ويأخذ الاسعافات الأولية ثم عاد لدنيا التي جلست على الأريكة بإرهاق واضح.. 
جلس جوارها وبتلقائية كاد يمد يده ليرفع البنطال عن قدمها ولكنها صړخت فيه بتوحش لم يخفى منه التوتر
اوعى إيدك لاتوحشك يابرنس!! 
هم يضحك وهم يبكي .... 
الجملة الوحيدة التي تناسب ذلك الوضع المتقلب الذي يكاد يخنق كلاهما..!!
لم يعطها اهتمام فكبل يداها بيد واحدة بحزم واليد الاخرى كانت ترفع البنطال برفق حتى ركبتها... زفر بعمق عندما رأى خدش صغير في قدمها فهمس بصوت أجش
اهدي كنت بتطمن بس!!! 
صاحت فيه بنبرة درامية
واديك إتطمنت.. خدت الړصاصة بدالك عشان تقعد تبرطم انا عارف انا بعمل إيه لا واضح اوي انك عارف! 
كز على أسنانه بغيظ.. ثم بدأ يخرج بعض الاسعافات ليعقم لها ذلك الچرح متمتما والابتسامة قد تسللت لعبوس وجهه الصلب
خدتيها بدالي ايه اتجي الله! دي يادوب سلمت على رجلك من بعيد كده وهي بتعدي من جمبها
ولكن دنيا لم تعد تنتبه له بمجرد أن لامست أصابعه جرحها الصغير يدلكه بنعومة وحنو... أغمضت عيناها ټلعن تلك اللحظة.. بدأت تشعر بنفس الشيء الغريب يسبر أغوارها بعمق... ېلمس دواخلها... يدغدغ معدتها كالفراشات وهي مستسلمة لذلك الشعور السحري.....
ترك قدمها بعدما ضمده لتتنفس هي بارتياح عندما ابتعد عنها نوعا ما... وفجأة شهقت عندما وجدته يقترب منها حتى طل عليها بهيئته العريضة فعادت هي للخلف بتلقائية ليمد ذراعاه يحيط بها من الجانبين... اقترب اكثر بوجهه من وجهها... أنفاسه الحارة على وجهها تثير فيها زوبعة اخرى من المشاعر التي لم تعتقد يوما أنها ستهدد امان جمودها....!! 
ثم همس بخشونة تلاعب بها المكر
إنت متأكدة إنك كنتي الايد اليمين لمسعد الشامي! 
طار سحر اللحظة ادراج الرياح... لټقتحم الشياطين عقلها فدفعته بغيظ وهي تردف بكبرياء أبله
اه.. بس اصل أنا انثى ورقيقة وكده.. ف تلاقيني في الأكشن مش قد كده!! 
هذه المرة لم يكتم ضحكته الخشنة التي صدحت في الارجاء تقطع السكون... ليغمغم مشاكسا وهو يضحك
انثى!! هي فين الانثى دي انني لا اراها! 
تخصرت تلقائيا وعادت القطة لوحشيتها فنهضت تزمجر بحنق واضح
اه انثى وانثى ونص كمان و...... 
وقبل أن تكمل جملتها كان النور ينقطع فجأة حينها إنفجر يزيد ضاحكا هذه المرة يردد بذهول من وسط ضحكاته
شوفتي.. حتى النور اعترض يا شيخه! 
لم تمنع نفسها هذه المرة من مشاركته ضحكة خفيفة وحمدت الله أن النور مقطوع حتى لا يراها وهي تبتسم وكأن تلك البسمة لم تعرف طريقها لروحها إلا عندما اصبحت معه فقط...!! 
انتبهت ليزيد عندما نهض يتابع بخفوت
استني هجيب حاجة أنور المكان
اومأت موافقة ولم تجيب وبالفعل نهض يزيد يبحث عن شمعة او اي شيء ينير تلك العتمة..
وما إن نهض مستديرا حتى اختفت ابتسامته ليحل محلها شيء من الأسف مشابكا شعوره بالذنب...
وحينها سارت عينا دنيا تلقائيا نحو الباب وشيطانها يوسوس لها بالهرب..... الان! 
دقيقة واحدة كانت المدة التي اتخذتها بالتفكير وفي الدقيقة التالية كانت تنهض لتفتح الباب ببطء شديد حتى لا يصدر صوت مستغلة غياب يزيد وإنشغاله في الداخل.... ثم ركضت پجنون ما إن رأت الشارع الخارجي و...............

_في مصر .... قصر يزيد الشرقاوي_
كان ياسر يسير مع رجاله ببطء وخفة يحومون حول القصر كما خططوا.. عيناه تجوب كل شبر بالقصر بحرص وقلق شديدان.... 
يعلم أن مهاجمة قصر الفرعون ليست بالشيء الهين ولكن عندما يتعلق الأمر ب دنيا يشعر أنه امتلك كل الأسلحة ليخوض حرب دموية وإن كان فشله فيها مؤكد....!! 
أحاط هو ورجاله القصر وفجأة كان يشير لهم بإصبعه ليهجموا على حراس القصر وتنطلق الرصاصات في كل مكان... 
تركهم ياسر في ساحة المعركة وركض للداخل ېقتل من يقابله وهو يحاول الوصول للغرف الداخلية بحثا عن دنيا... 
ولكن قبل أن يصعد سمع صړخة احد رجاله
ياسر بيه.. عددهم كبير اوووي غير اللي احنا كنا مخططين له! ده فخ الفرعون مش هنا اصلا ومستحيل يكون هنا ومش سامع كل الاصوات دي!!! 
تصنمت قدماه من الذهول... شعر أن كل شيء ينهار فجأة من حوله.. دنياه كلها تتساقط كأوراق الشجر في فصل الخريف القاسې المعتم.....!! 
إنتفض على صوت رصاصة كادت تصيبه ولكنه تفاداها بصعوبة وهو ېصرخ في صديقه وذراعه الأيمن
أنت بتقول إيه!! يعني إيه الكلام ده.. انا عايز دنيا ومش هامشي من غيرها 
استمر نحيب الاخر يحذره وقد بدأ يتراجع واشار لرجاله بالتراجع
صدقني احنا كده جايين ننتحر الفرعون اخد حذره مننا اكيد عرف اننا هنهجم على القصر الليلة! 
ولكن ياسر الذي لفحت أعصابه حالة من اللاوعي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات