عاصفة الحب بقلم سهام صادق
يخبرها ان زواجها من يوسف فرصه لا تعوض
وضحكت ساخره علي احلام طفولتها وهي تسمعهم يخبروها أن فارس هو من سيتزوجها
ونفضت رأسها سريعا من أفكارها ونهضت من فوق الفراش تخرج من الغرفه وتهبط لاسفل لعله يكون قد أتي
ووجدته قد عاد للتو ويتحدث بهاتفه بالإنجليزية بطلاقه لا تجمع من حديثه سوا كلمتان أو أكثر
انا محتاجه كورس انجليزي مكثف
وأنهى محادثته الهاتفيه وقد انتقلت عيناه على تحديقها به
مالك ياشهد فيكي حاجه
فأقتربت منه تسأله
هو انا لما ابدء كورس اللغه هبقي كده زيك
سؤالها كان عجيب بل ومضحك في ذات الوقت وأنفرجت شفتيه بضحكة رجوليه صاخبه
اكيد ياشهد
وصعد اول درجات الدرج ليلتف إليها
فتوترت وهي تراه ينتظر ردها وشبكت ايديها ببعضهما
بصراحه معملتش حاجه
ورفعت عيناها نحو تبربر له بصدق
معرفتش انت بتحب تاكل ايه.. بس قولي بعد كده علي الأكل اللي عايزه ومتقلقش انا هبهرك
افقدته صوابه بعفويتها.. من لقب دوما ببرودة المشاعر ها هو الآن يشعر بصخب قلبه يخفق بين أضلعه وعاد إليها يلثم خدها
وعاد يكمل خطواته نحو الأعلى... لتضع يدها على قبلته متمتمه
ديه تاني مره يعمل كده
ولطمت خدها بخفه
فوقي ياشهد
.................
وضعت يدها على معدتها بعدما انتفخت من تناول الطعام لينظر لها يوسف وقد كان أنهى طعامه من قبلها
انا كلت
كتير اوي
فأبتسم إليه ومسح يده وفمه
واقتص كلمته الاخيره ونهض من جانبها يحمل الأطباق الفارغه.. فنهضت خلفه تسأله
تحب اعملك ايه تشربه
أخبرها عن مشروبه ففتحت فاها كالبلهاء
وده بيتعمل ازاي
فضحك علي تعبيرات ملامحها وبدء يخبرها بطريقته فحركت يدها على ذقنها تفكر
انت اعمله قدامي وانا هتعلم منك
فضحك و هو يهندم خصلات شعره الناعمه
وأخذ يحضر المكونات وهي عيناها عليه وليس على ما بدء يفعله ويشرح خطواته إليها... كان وسيما بملامح اروبيه وجسد متناسق وعينان لم تعرف تفسير لونهما.. تنهدت تنهيدة طويله قد سمعها فأنتبه إليها
سرحتي في ايه
كانت تائهه في عقد المقارنه بينهم تسأل حالها ماذا رأي فيها واعجبته بملامحها العاديه للغايه حتى جسدها ليس به فتنه
فأغمضت عيناها ثم فتحتهما على وسعهما وهي تدرك غبائها في شرودها امامه
اه معاك ومركزه كمان
فضحك بقوة وهو يعلم أنها تكذب فداعب خدها بخفه
أنتي كنتي في عالم الأحلام
وقرب منها المشروب مبتسما
انت لحقت تعمله
ليحمل كوبه ويرتشف منه ببطئ
مش قولتلك انك كنتي في عالم الأحلام
وجلس يحمل حاسوبه يطلع بعض الملفات التي طلبها من ماريا.. ف أوضاع الشركه بدأت بالاضطراب وجاء الوقت ليحافظ على أمواله
لتتبعه وتجلس جانبه تثرثر
أمتي هنزل التدريب وامتي هبدء دروس اللغه
فهتف وهو يركز على ما يطالعه بحاسوبه
التدريب بعد اسبوع ودورة اللغه ..المواعيد اول ما يبلغوني بيها هبلغك
تنهدت بحماس وأخذت ترتشف من مشروبها بتلذذ فحاوط شفتيها شارب من أثر المشروب ساخن
فألتف نحوها خلسة وهو يسمع صوت تلذذها فتعلقت عيناه على شفتيها فتنحنح حرجا وهو ينهض من جانبها
مش هتنامي
فعبثت بملامحها وضحكت وهي تصف له روتين يومها
انا مبعملش حاجه غير لا بنام أو باكل
واتسعت عيناها فجأة وقد أصبح منحني عليها.. لتحدق به پخوف
انت هتعمل ايه
لتدرك هدفه وهو يمسح على طرفي شفتيها متحكما برغبة قلبه لأقصى درجه
وكأن الضياع قد بدء وسحر الحب عصف ولم يبقى الا القليل
................
وضع هاتفه جانبا بعدما هاتفه احد أصدقائه وأخبره انه سيأتي له بعد ساعه هو وزوجته يبارك له على زواجه ونهض يهتف بأسمها
سهر
واتجه نحو المطبخ ليجدها تجلى الأطباق والاكواب وألتفت نحوه تسأله عن سبب هتافه
في حاجه عايزها مني يااحمد
فطالعها قليلا يتأمل ملامحها..شاردا في الأيام التي قضاها مع شذا في بدايه زواجهم وكأنها ملكه ذهب بها لتركيا بعد أن أعطاه فريد تلك الرحله بمناسبه زواجه
أسبوعا كان خارج البلاد واسبوعا آخر داخله لا يفعلون شئ الا التجول والتمتع
دلال وركض ودلع وحب حلقها به
وانتبه على حال سهر التي لم يفكر بأن يأخذها حتى ليومان يستمتعوا به قبل أن يعودوا لعملهم
وفاق من شروده على صوتها
أحمد أنت روحت فين
فحرك يده على عنقه يتذكر سبب ندائه لها
صديق ليا ومراته جاين بعد ساعه... واعمليلي قهوه
فهتفت بأستلام رغم انهاكها بعد انصراف زوجه ابيه واخوته
حاضر
..............
تنهدت بأسترخاء وارتمت فوق الفراش وهي لا تصدق أن ذلك اليوم قد انتهى أقارب وأصدقاء وكأنهم اتفقوا على هذا اليوم ليهنئونهم فيه
فترك هاتفه بعدما كان يتصفح به قليلا ونظر إليه وهي ممدده جواره
هتنامي
فتثاوبت بنعاس وهي تطالعه
تعبت اوي النهاردة.. ايه رأيك نقضي يومين الاجازه الفاضلين في أي مكان بعيد تعالا نروح اسكندريه
تحمست للفكره رغم أنها كانت تفتح عيناها بصعوبه من ثقل جفونها
ماليش مزاج اسافر ياسهر وأظن اننا مرتاحين في قاعدة البيت
فأعتدلت في رقدتها وهتفت تشكوي له بعفوية كأي زوجه تحادث زوجها من متاعب الحياه
بس انا تعبت يااحمد ومش حاسه اني عروسه حتى.. ياريت توافق على الفكره وخلينا نتجنن لينا يومين
استرخت ملامحه فشعرت انه سيوافق اخيرا ولكن
تصبحي على خير ياسهر
غامت عيناها بالدموع وهي ترى ظهره مقابل لها لترقد جانبه ملتفه بجسدها تتذكر رحله زواجه التي قضاها مع شذا
لم تكن تقارن حياتها يوما بأحد ولكن اليوم قلبها هو من قارن ليؤلم حاله وكأنه عشق الآلم
وبعد دقائق
حدقت نجاة بالواقف أمامها يعترض طريقها بعدما اتبعها طيلة مشوارها من المدرسه
إلى قرب منزلها
افندم يااستاذ
فضحك سعيد بتقزز لتظهر أسنانه الصفراء
طالبين القرب يا ابله ولا احنا منملاش العين..
وحرك يده على ندبته ووقف بطريقها بعدما تحركت لتتركه
اختي فوزيه قالتلي على الكلام اللي دار بينكم والصراحه معجبنيش ردك
فزفرت نجاة أنفاسها تتمتم بعض الأدعية كى تهدء روعها
ردي قولته وانا حره... البنات كتير دور هتلاقي اللي توافق
وتجاوزته بخطوتان.. ليتبعها بحنق
طبعا البنات كتير ويتمنوا بس اشاره مني... بس انتي ډخلتي دماغي وعايزك
لتذهل نجاة من ورفعت اصبعها تحذره
قولتلك طلبك مرفوض والمره الجايه لو اتعرضت ليا تاني هاخدك على القسم
وسارت من أمامه بخطى سريعه تفر من نظراته الوقحه..
لتصدح قهقهته بعلو وهو يطالعها واتجه بعيناه نحو من يطالعونه بفضول هاتفا
كل واحد يشوف طريقه بدل ما انتوا عارفين ايه اللي هيحصل
..............
وقفت بالغرفه الواسعه في الفندق لتشعر بخطواته خلفها فألتفت إليه تهتف بعناد
مروحتش ليه معاها اوضتها ماهي مراتك برضوه
أرادت أن تضايقه قليلا ولكن لم تظن أن تلك المره لن يتحكم بأعصابه معها فصړخ بها
زينه
واتجه نحو الشرفه يطالع الاطلاله الخارجية للفندق فتقدمت منه كي تسأله عما يشغله ولكن عادت لمكانها وجلست علي الفراش تتلاعب بأصابعها
فسمعت صوت أنفاسه بعدما جلس جانبها وتناول كفيها يداعبهما
مش في كل الأوقات ببقى عندي طاقه لكلامك يازينه..
فتعلقت عيناها به وتسألت بغيرة
هتقعد معايا ولا معاها
فصدحت صوت ضحكاته ليحرك كفه على وجنتها
هجيب نادين ترد علي السؤال ده عشان ارتاح
وتظاهر انه سينهض فجذبته إليها
لا خلاص... فريد هو انت عرفت توصل للشخص اللي بتحبه
فزفر أنفاسه بأسف
للأسف مالهوش اثر في إيطاليا
..............
اشاحت عيناها بعيدا بعدما ضجرت من الأنظار حولها...
تعلم نظراتهم ماهي إلا ذهولا انها زوجة الجراح المشهور...
وانتهي يومها الأول اخيرا بالمشفي لتجد هاتفها يعلو رنينه واسمه يظهر على الشاشه
شهد السواق مستنيكي بره هيوصلك.. انا حاليا بره المستشفى
فسألته وهي تزفر أنفاسها براحه
وانت هترجع امتى... انا بزهق وانا قاعده لوحدي
فأطلق تنهيده قويه وهو يمضي على بعض الأوراق
مش هتأخر ياشهد
كانت ماريا تقف تستمع لمكالمته بالعربيه وقد أدركت انها زوجته التي جاء بها من مصر..
وألتقطت منه الأوراق بعدما أنهى امضاءه ولكنها تركتهم جانبا وهي تجده يسترخي بجسده على مقعده لتظن انها دعوة صريحه لها كي تمسد اكتافه.. ليتنفض يوسف يبعدها عنه بعد أن فتح عيناه
ما بكى ماريا
فأبتعدت عنه مرتبكه وألتقطت الأوراق متمتمه وهي تغادر من أمامه
اسفه
تناولوا طعام العشاء ثلاثتهم في مطعم الفندق وكان النقاش دائر عن العمل فشعرت زينه بعدم وجودها بينهم فما ډخلها بما يتناقشون فيه
وعندما شعرت نادين بضيقها هتفت معتذره
معلش يازينه ضيقناكي بكلامنا عن الشغل
ونظرت إلى فريد مازحه
بس اعمل ايه جوزك حوت شغل ومينفعش مستفدتش من خبرته
فأرتشفت زينه من كأس العصير الذي أمامها
مافيش مشكله اه بتعلم منكم
كان فريد يشعر بحنقها فرفع كفها نحو شفتيه يلثمه بدفئ.. فأبتمست نادين بسعاده لهم وتمنت لو عاد حبيبها وعاشت معه تلك المشاعر
لكن وانا معاها مبقعش حوت خالص ولا ايه ياحببتي
فتوردت وجنتيها لتضحك نادين هاتفه
هتتعامل مع الرقه ديه كلها بطباع الحوت
فأبتمست زينه للنادين بتقدير من حديثها اللطيف هي مازالت تغار من وجودها ولكن لا تنكر أنها أصبحت ترى نواياها الشريفه من ذلك الزواج وأحيانا تحزن عليها انها لم تحصل على من أحبت ولا تجد من يحتويها رغم مال والدها الكثير
................
ابتعدت عنه بعدما اقترب منها يسألها پغضب
وبعدين يازينه هتفضلي كده
فأشاحت عيناها بعيدا حتى لا تضعف
احنا اتفقنا..مش ھتلمسني غير بعد ما الحكايه تنتهي
لتتجمد عيناه عليها وحرك كفه پعنف على خصلات شعره
أنتي بتهزري صح
فأخذت تحرك له رأسها فدفعها عنه متذمرا ثم نهض من فوق الفراش
ماشي يازينه اظاهر أن انا ضعفت قدامك كتير وافتكرتي أن في حاجه تقدر تأثر على فريد الصاوي
شعرت وكأنه طفلا صغيرا يحادثها وليس ذلك الرجل الذي يهابه الجميع
وعدلت من وضع وسادتها كي تغفو... فعاد يلتف نحوها بعدما تحكم بنفسه.. ليزداد حنقه منها أكثر حين وجدها تنام براحه
ولم يجد الا الوساده يسحبها من أسفل رأسها ثم دفعها بها حانقا
...........
وقفت تهندم له ملابسه قبل أن يغادروا..
لتربت على صدره بحب
كده تمام
تعلقت عيناه بها وقبل أن يضعف تحرك من أمامها هاتفيا
يلا ياسهر
فحملت حقيبتها وأتبعته بخطوات راكضه وهي سعيده لأنها أصبحت له ومعه
............
الفصل الثامن عشر
_ رواية عاصفة الحب.
_ بقلم سهام صادق
تلملمت في جلستها فوق الاريكه بمكتبه تنظر إليه وهو يتحدث مع مدير الفرع هنا.. رافقته لفرع شركته ف نادين ذهبت لرؤية إحدى صديقاتها ولم تجد ما تتعلق به كطفله صغيره الا هو.. فمع من ستقضي نهارها
اتكأت بذقنها على قبضتي يداها وعيناها تحملق بتفاصيل وجهه لم تكن تشعر أنه يلتقط نظراتها له من حينا لأخر.. وأصبحت الغرفه خاليه بهما لينهض من فوق مقعده ويقترب منها
ماهو مش معقول اكون وسيم كده
فأنتفضت علي أثر صوته لتحدق به بذهول وهي لا تعلم كيف أصبح أمامها بتلك الدرجه فقد كانت سارحه بحياتها معه ودونه
سرحت شويه مش اكتر
فجلس جانبها يديرها اتجاهه
تحبي