عاصفة الحب بقلم سهام صادق
نتغدا في المكتب ولا نخرج نتغدا بره
فنظرت للمكتب بملل وزفرت أنفاسها ببطئ جلي
ياريت نخرج
فداعب خدها بلطف ونهض نحو مكتبه يلتقط هاتفه ثم سترته وقبل أن يرتديها
فريد ممكن تليفونك عايزه اتصل بنجاة
فأبتسم وهو يناولها الهاتف
عنينا ليكي ولمكالمتك يازينه هانم
فألتقطت منه الهاتف تداري عنه خجلها من نظراته
نجاة مالك فيكي ايه... ازاي يتعرضلك كده وفين أهل القريه
فهتفت نجاة وهي تمسح دموعها
ده بلطجي يازينه واخته كمان زيه دول خلوا سيرتي في كل حته.. انا عمري ما أذيت حد يازينه عشان يحصل فيا كده
فتآلمت من أجلها لتجد فريد أمامها يحدق بها بتوجس وألتقط منها الهاتف لتسرد نجاة عليه ما يحدث معها
وبعد مجادلات كثيره رضخت نجاة للأمر
لتنظر إليه زينه بعدما أغلق مع ابنه عمته وهاتف فارس الذي رد عليه علي الفور
فارس روح البلد خد نجاة بنت عمة زينه
وقبل أن ينهي مكالمته
فريد قوله ياخد سلمي معاه.. نجاة مش هترضي تيجي معاه لوحده
اعتدلت جيداء في جلستها ونهضت تسأله بعدما خلع معطفه الطبي
في ايه يافارس ايه اللي حصل
فزفر أنفاسه حانقا من تلك المهمه التي اوكله شقيقه بها
ألغي موضوع العشا النهارده لاني رايح البلد
وألتقط مفاتيحه الخاصه.. لتحدق به جيداء بعدما انصرف
ايه الحظ ده
...............
ضحكت نادين من ملئ قلبها وهي تستمع لحديث صديقتها التي تقيم ب بيروت عن خطيبها وما تفعله معه
فنهضت لين ترتدي سترتها بعد أن رتبت بعض التصاميم
أنه الحب
قالتها مازحه ولكن الكلمه اخترقت قلب نادين فأين الحبيب الذي تنتظره علي امل ان يلتقوا وعندما شعرت لين ببهوت ملامحها
أنتي لسا بتحبي طارق طب وجوزك
فأغمضت نادين عيناها بآلم وزفرت أنفاسها بفتور
جوازي من فريد ده حكايه أغرب من الخيال
ومدام في حكايه أغرب من الخيال لازم اسمعها... يلا قدامي
لم تتغير صديقتها يوما رغم بعدها إلا ان صداقتهم مازالت مستمره
وساروا سويا يتحدثون فأنحنت نادين قليلا نحو حقيبتها تبحث عن شئ داخلها.. لتبتعد فزعا بعدما اصطدمت بأحدهم
لتتجمد عيناها علي ملامح الرجل الذي تجاهلها وأكمل سيره داخل الشركه مع رجلا آخر كان يتحدث معه
طارق
خرج صوتها پصدمه وتعلثم لتقترب منها لين التي تقدمت عنها بخطوتان تحادث خطيبها بالهاتف
مالك يانادين
لتشير بأيد مرتعشه نحو الرجل الذي يسير بخطوات واثقه ووقف أمام المصعد الخاص بكبار الزوار
طارق يالين
لم تري لين طارق يوما ولكن كل ماتعرفه عنه من حكايات نادين فحدقت لين بذلك الرجل الذي تشير عليه هاتفه دون تصديق
ده مستر فادي الشريك الجديد بالشركه
................
الساعه كانت تشير للحادية عشر مساء لديهم.. ارهقتها ثرثرتها وهي تقص عليه تفاصيل يومها... وتثاوبت بنعاس وهي تسأله
انا برغي كتير صح
فرفع يوسف عيناه عن الحاسوب القابع على ساقيه وابتسم
ابدا ياشهد
رغم كذبه وأنه لم يعتاد على ثرثرة النساء فجميع النساء اللاتي مروا بحياته كانوا يعملون أكثر مما يتحدثون.. ولكن معها ينصت دون ملل وتركيزه منصب على عمله في مطالعه بنود صفقة الاجهزه الطبيه الجديده
وتمطأت بذراعيها كالقطه
انا حكيت كل
حاجه.. انت مبتحكيش ليه طيب هو انا صدعتك
فأنفرجت شفتيه بضحكه عابثه وطالعها بدفئ
للأسف من طباعي مبعرفش اتكلم ولا احكي كتير عن نفسي
فهتفت بعفوية
ومبتزهقش
فأزاح حاسوبه عن ساقيه ووضعه على الطاوله واستدار بجسده قليلا نحوها
اتعودت
كانت عيناه تتفحصها بحريه ليمد كفه نحو تلك الخصله التي انسدلت بألتوائها على عنقها فلفها على اصبعه لتتخشب من فعلته
هتكملي دراستك في ايه
كانت ستنتفض من أمامه الا انه استطاع أن يستدرجها بحديثه فأخذت تخبره عن رغبتها في إكمال دراسة تخصصها هنا بأمريكا ولكن بعدما تتمكن من تحسين اللغه وإنهاء دورة تدريبها بالمشفي
كان يسمعها بأنصات ويثني عليها وهي كانت كالطفله الصغيره أمامه تحادثه بحماس دون خجل أو انتظار تهكمه من احلامها
لتشعر بعدها بقبلة دافئه طبعت على شفتيها لتتسع عيناها بعدما ابتعدت عنها لتدفعه بقوه ثم ركضت من أمامه
ليفرك عنقه بتوتر نادما على فعلته
...........
طالعها فارس من مرآة سيارته خلسة وهي تتحدث مع شقيقته تحكي لها عما فعله بها ذلك من يدعى سعيد لأنها رفضت الزواج منه.. جفونها كانت محمرة من أثر البكاء.. ومن حينا لآخر كان يسمع حمدها واستغفارها مازال صوت ترتيلها العذب لم ينساه.. ولكنه نفض رأسه سريعا من تلك الأفكار العجيبه التي اقتحمته وهو ينصت للحديث الدائر بينها وبين شقيقته وربط الأمر أنه ليس إلا اشفاقا
.............
ارتمت بين ذراعيه بعدما اطمئنت على نجاة
الحمدلله قلبي كده اطمن عليها
فضمھا فريد إليه بحنو ثم رفع ذقنها بأنامله لتتقابل عيناهم
اهم حاجه انك ارتحتي واطمنتي
فهتفت وهي تنظر في عيناه
هو انا بقيت حاجه غاليه عندك يافريد
لتصدح صوت قهقهته عاليا وهو يداعب وجنتيها بيداه
تفتكري لو انتي مش غاليه عندي يازينه هستحمل هجرك وبعدك عني واصبر
لتحتد عيناها كالقطه
اللي عملته فيا كان صعب
فتنهد بندم حقيقي
انا عارف انه صعب بس كان قدرنا أن نادين تكون في حياتنا ونساعدها
ولمعت عيناه وهو يتفحص ملامحها وكاد أن يطيح بكل صلابته وينسى وعده لحاله بأن يحترم قرارها في قربه ولكن صوت رنين هاتفه افاقه
ليبتعد عنها يمسح على وجهه بقوة وألتقط هاتفه
نادين مالك فيكي ايه.. طيب انا نازل حالا
فسألته بقلق وهي تتبعه
مالها نادين
فلم تجد ردا منه فهو لا يعرف سبب بكائها
..........
دموعها كانت تتساقط بآلم وجسدها يرتجف وهي تتذكر تلك اللحظة بتفاصيلها فهو لم يعرفها.. ظنت حين اڼصدمت به لم تتبين له ملامحها أو أنها من شدة شوقها لذلك الغائب أختلط الأمر عليها ولكن عندما اقتربت منه تسأله عن هويته كي تتأكد
كان نفس الصوت.. ونفس الندبه البسيطة في كفه والتي لم تنسى موقعها.. تركها واعتذر منها أنه لا يعرفها ولم يراها من قبل ورأته وهو يشير للواقف معه وكأنه يخبره انها امرأه مجنونه
ولمحت فريد يتقدم نحوها وبجانبه زينه فتعلقت عيناها بهم وارتمت بين ذراعي زينه التي لم تتوقع منها ذلك
مش فاكرني يازينه.. افتكرني مجنونه
لم تفهم زينه شئ كما لم يفهم فريد
نادين فهمينا في ايه
فأبتعدت عن زينه التي أخذت تربت على ظهرها بحنان
شوفت طارق يافريد
................
خرجت من المشفى بأعين تتواري خلف نظارتها السوداء.. ودموعها تتساقط وهي لا تصدق أن المړض هزم والدها.. كانت تظن أن مرضه مجرد كذبه ولكن كانت قوة خفيه سقط قناعها في لاحظه
شردت في آخر ليله لها ب لبنان نفس الليله التي قابلت فيها طارق ولم يعرفها أتاها اتصالا من خادم والدها يخبرها بسقوطه وأنه نقل للمشفي... أسبوعا مره ومازال والدها راقدا يصارع مرضه الذي قاومه كثيرا بقوته ولكن هل للمرض قوة تقف أمامه
وجلست بسيارتها تبكي بحړقة وضعف إلى أن وجدت رنين هاتفها يعلو لتنظر لاسم المتصل وهتفت بصوت باكي
ايوه يافريد.. للأسف مافيش تحسن.. انا مش قادره استحمل اشوفه كده... انا اكتشفت اني بحبه مهما كانت قسوته عليا فأنا بحبه
فتنهد فريد بحزن
هيبقى كويس نادين
فتمتمت بآلم
مرضه نهايته مجرد وقت يافريد... تعرف النهارده كان بيكلمني عن ماما وعن جدي وقسوته عليه.. نفس اللي كان بيعمله فيا... كأنه كان بينتقم من الماضي
لم يجد ما يقوله لها.. فيبدو أن عادلي كانت قسوته طباع متوارثه تغلغلت داخله منذ الطفوله
نادين ممكن تهدي وتعدي عليا في الشركه عايزك ضروري
هتف بنبرة رقيقه تحمل الدعم لتنطلق بسيارتها
متجها إليه
...........
دلفت امينه للمطبخ تهتف بعتاب لنجاة التي تعد لهم الطعام وبجانبها الخادمه تتحدث معها عن طرق الطعام
ليه بتتعبي نفسك يابنتي
فألتفت إليها نجاة مبتسمه
انا مبسوطه كده ياماما
فأبتمست امينه على سماعها ل تلك الكلمه منها
طيب سيبي روحيه تكمل بدالك وتعالى عايزه اتكلم معاكي
وبعد دقائق كانت نجاة ټحتضنها بسعاده
يعني ورقي اتقبل في المدرسه
فهزت امينه رأسها وهي سعيدة من أجلها
ايوه ياحببتي بس انتي عارفه الدراسه قربت تنتهي.. فهتبدأي معاهم من بدايه السنه
شعرت نجاة بثقل إقامتها هنا إلى أن يبدء تعينها
انا هشوفلي شقه ايجار لحد ما ابيع البيت في البلد
فطالعتها امينه بعتاب
هو احنا مضايقينك يابنتي... عارفه لو قولتي كده تاني هزعل منك واسيب زينه وفريد يتصرفوا معاكي
فأخفضت رأسها بتوتر فماذا ستقول لها... اتخبرها انها تشعر بالحرج من خروج فارس من الشقه واقامته في الشقه العلويه التي جهزها حتى يستقل بها وبالطبع تلك كانت أوامر فريد
لتشعر بيد امينه الحانيه على وجهها
مش عايزه اسمع منك الكلام ده تاني... انتي هنا صاحبة بيت مش ضيفه
............
نظرت نادين بذهنا مشوش وهي لا تفهم شيئا
يعني ايه طارق فقد الذاكره ومش فاكر مين هو
فتحرك فريد نحوها متمتما
عمل حاډثه في إيطاليا وده السبب اللي اقطع التواصل بينكم
فهتفت تستفهم أكثر وهي تشعر أن فريد يخفى شئ عنها
وايه اللي جابه لبنان
فهتف ببطئ وهو ينظر إليها... فلن تتحمل ما تبحث عنه في وسط اسئلتها
لأنه شريك في وكالة الأزياء اللي شوفتيه فيها... غير أن عنده وكالة ازياء كبيره في إيطاليا وليها اسم معروف
لتشعر بالتشتت أكثر
كل ده عامله ازاي مش فاهمه
ليلتف فريد مبتعدا عنها
لأنه متجوز صاحبة الوكاله الايطاليه
لتتجمد ملامحها فوضعت يدها على فمها تكتم شهقتها
مراته ماټت من ست شهور وسابت ليه طفل وكل حاجه بقت تحت إدارة فادي النويري قصدي طارق
دارت عيناها بكل ركن في أنحاء الغرفه وهي لا تستوعب تلك الحقيقه المؤلمھ وعقلها اخذ يدور بالكلمات فقدان ذاكره زوجه مۏت طفل
..............
انكسب محتوى العصير الذي ترتشفه من فمها وهي تراه يهبط الدرج عاري الصدر يمسح على شعره ويحادث أحدهم بالهاتف
واتجه نحو البراد يلتقط زجاجة مياه.. فأنتبهت علي تحديقها به فوضعت كفيها على عيناها هاتفه لنفسها
اهم أبطال الروايات موجودين في الحقيقه.. فين الرجاله اللي بكرش
وحركت إحدى كفيها لتجده مازال يتحدث ولكن يعطيها ظهره
منذ تلك القبله وهي أصبحت تتباعد عنه
وابتسم يوسف بخفه وهو يتحرك أمامها وېختلس النظرات إليها
شعر بنشوة الانتصار وهو يوترها... حتى اتسعت ابتسامته وهو يجدها تركض على الدرج وكأنها تهرب من شئ
لتصل إلى غرفتها بأنفاس متقطعه تلطم خدها بخفة
فوقي ياشهد مش عشان هو وسيم هتضعفي
..............
مسح عيناه بأرهاق وألقى بالتصاميم التي بيده ومازال شاردا في صوره تلك الفتاه التي أخذت تخبره عن اسمها وتنطق بأسم أحدهم ..يعلم أن لديه ماضي وحياه بعائله وحان وقت معرفتهم
ليدلف إليه صديقه
أخبرني رامز ماذا وجدت
فنظر إليه