حارة جنهم
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
حجر جهنم
ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﺳﻴﺮﺩ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ ﻟﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .. ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻟﻠﻪ .. ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﻭﺕ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻀﺮ ﺭﺳﻤﻲ .. ﺻﺪﺭ ﺃﻣﺮ ﺿﺒﻂ ﻭﺇﺣﻀﺎﺭ ﻟﻮﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺇﺣﻀﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
ﻭﻫﻮ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ .. ﺟﺒﺮﻭﺗﻪ ﺃﻗﻨﻌﻪ ﺃﻥ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ ﺳﺘﻤﺮ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻠﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺘﻰ ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺀ ..
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻃﻤﺌﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺿﺒﻄﻪ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻜﺌﻴﺐ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ..
ﺍﻟﺪﻓﻨﺔ ﺛﻢ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻣﺮﻭﺍ ﺑﻜﺂﺑﺔ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ .. ﺳﺮﺍﺩﻕ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﺍﺕ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻋﻮﺍﻃﻒ .. ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻴﻬﻦ ﺑﻜﺖ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﻜﻲ ﺍﻟﻘﺘﻴﻠﺔ ﺑﻞ ﺟﻠﺴﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺣﺎﺭﺓ ﺟﻬﻨﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ﻓﻌﻠﺎ ﻭﺗﻬﺐ ﻗﺎﻃﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻣﻐﻠﻔﺎ ﺑﻨﻜﻬﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻄﺎﻕ ﻟﻬﻴﺐ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻮﻃﻬﻢ ﻭﻳﺨﻨﻘﻬﻢ ﻭﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻭﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﺃﻏﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻬﻢ ﺟﺪﺭﺍﻧﻪ ﺑﻬﻮﻝ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺗﺄﻛﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﺘﺘﻐﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ .. ﻓﻤﻨﺰﻟﻬﻢ ﺍﻵﻥ ﺑﺪﻭﻥ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻓﺮﺝ .. ﺑﺪﻭﻥ ﺫﻭﻳﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﺼﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻓﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻟﻬﻤﺎ ..
ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﻣﻲ .. ﻛﻴﻒ ﺳﻨﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ ﻟﻴﻠﻰ ﺑﺎﻷﺧﺺ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺘﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮﻫﺎ
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ ..
ﺗﺤﻞ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻓﻠﻴﻠﻰ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺳﻮﺍﻧﺎ .. ﺳﺘﻜﻤﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻣﻲ ﻭﺳﺘﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺃﻳﻀﺎ .. ﻭﺍﻟﺪﺗﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ ﺿﺤﺖ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺄﻧﻔﺬ ﺭﻏﺒﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ..
ﻋﺎﺩ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﺑﻀﻌﻒ
ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ .. ﺳﻨﺤﺎﻭﻝ .
ﻻ .. ﻓﻲ ﻗﺎﻣﻮﺳﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ .. ﺳﻨﻌﻤﻞ ﻟﻴﻞ ﻧﻬﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻟﻴﻠﻰ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ .. ﺳﻨﺤﻔﻈﻬﺎ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﻭﺳﻨﺤﻤﻴﻬﺎ ﻵﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ﺳﻨﺤﻴﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺤﺐ .
ﻛﻴﻒ ﺳﻨﺨﺒﺮ ﺳﻌﺪﺍ ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻧﺨﺒﺮﻩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺁﺧﺮ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺭﺣﻞ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ .. ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻟﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ ..
ﺳﻌﺪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ .. ﻗﻄﻌﺔ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ .. ﺗﺪﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﻟﻢ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻗﻠﺒﻬﺎ ..
ﺇﻧﻨﻲ ﺃﺩﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻈﻪ .. ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻳﺄﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ .. ﻛﻢ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻋﻮﺩﺗﻪ ..
ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺑﺴﻌﺪ ﺩﻓﻌﻪ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ
ﻻ ﺗﺨﺸﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻰ ﻓﺴﻌﺪ ﻗﻮﻱ .. ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ .. ﻫﻮ ﻗﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺇﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪ .. ﺛﻘﺘﻲ ﻓﻴﻪ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻬﺎ .. ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﻗﺖ ﻟﻠﺪﻣﻮﻉ .. ﻃﺎﻟﻤﺎ